معجزة تركيا الاقتصادية

عضوفضى 17/5/2009 : 07/07/2010 العمر : 50

عندما جاء حزب العدالة والتنمية التركي إلى الحكم بقيادة رجب طيب اردوغان رئيس الحزب ورئيس وزراء تركيا الحالي ورفيقة الرئيس عبدالله جول كانت الأوضاع الاقتصادية قد وصلت إلى الحضيض من كل النواحي، كانت نسبة النمو بالكاد تتجاوز 3% مع ثبات هذه النسبة منذ بداية التسعينات عند هذا المعدل وحتى عام 2003م.. وكان متوسط دخل الفرد لا يزيد عن 2500 دولار في العام وكان الناتج المحلي لا يزيد عن 181 مليار دولار.. وكان أمام حزب التنمية كل هذه التحديات فوق تحد آخر هو انحطاط سعر الليرة التركية إلى حد استوجب تدخل صندوق النقد الدولي بمشروع إنقاذ تركيا وإقرار منحها عشرة مليارات دولار لمعالجة هذه الأزمة.
رجب طيب اردوغان ورفيقه عبدالله غول القائدان المحنكان واللذان جاءا من خلفية إسلامية في مواجهة حكومات علمانية متعاقبة تكرس الفصام النكد بين تركيا وتاريخها الإسلامي العريق استمدا من تاريخ تركيا العثماني عزيمتهما وبدآ بمعالجة الأوضاع الاقتصادية محددين هدفهما البعيد في ذلك وهو أنه لكي تعود تركيا لقوتها ولمكانتها التي غادرتها قبل نحوتسعين عاما حين سقطت كإمبراطورية تحكم ثلاث قارات يجب أن تكون قوية اقتصاديا.
وخلال أربع سنوات هي فترة حكم الحزب الأولى استطاع حزب العدالة والتنمية أن يبلغ بالناتج المحلي إلى أكثر من 400 مليار دولار وبمتوسط الدخل إلى أكثر من سبعة آلاف دولار للفرد.. وبعد أن كانت نسبة النمو لا تصل الى 4% استطاعت تركيا أن تسجل نسبة زادت عن 7% حتى عام 2007م وتجاوزت في بعض السنوات 12% وباختصار فقد استطاعت تركيا أن تصبح ثالث اقتصاد من حيث أعلى نسبة نمو اقتصادي فيها بعد الصين والهند.. كما بلغ متوسط الدخل 10000 دولار للفرد وتجاوز الناتج المحلي للعام 2010م سبعمائة مليار.. وحسب توقعات السيد رجب طيب أردوغان قبل نهاية العام فسيبلغ هذا الدخل 730 مليار دولار.
هذه معجزة تركيا الاقتصادية التي استمدت عزيمتها من تاريخها الإسلامي وفتحت أبوابها على العالم العربي والإسلامي مثلما فتحت أبوابها لأوروبا والغرب وباقي دول العالم وأصبحت أعظم قوة إسلامية في العالم اقتصاديا متجاوزة بذلك المملكة العربية السعودية الدولة الأغنى نفطيا ومتجاوزة بذلك أندونوسيا الأكبر إسلاميا من حيث عدد السكان وإحدى النمور الأسيوية المشهود لها ومتجاوزة باكستان الكتلة الأكبر اقتصاديا وبشريا بعد اندنوسيا وقد أصبحت تركيا بفضل مواقفها المبدئية وثباتها الاقتصادي أعظم قوة إسلامية سياسيا أيضا.. ولا يستطيع أحد أن يستهين بقوتها العسكرية التي تحتاجها أمريكا وأوروبا وحلف الناتو وليست هي بحاجة إلى أي منها في الغالب.
الدرس الذي يجب أن يتعلمه العرب والمسلمون من تجربة تركيا هو العودة إلى الجذور الإسلامية للبناء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وبهذا الاعتدال والوسطية والانفتاح على العالم فهو أقرب الطرق للوصول إلى استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي وتمكين في الأرض.

مع أرق وأجمل تحياتي

خالد محمد علي

عضو ماسى 17/5/2009 : 20/08/2009 العمر : 38