العصابة التى كانت تحكم مصر عدلنا نظام الحكم.. من سنة كتبت «تيجى» نعدل «نظام الحكم».. كان حكماً بالمقلوب.. لكن لو قلت «تعالى نقلب نظام الحكم».. كان ممكن أواجه تهمة قانونية.. اسمها قلب نظام الحكم.. ولأنه كان حكماً مقلوباً، كان لازم نطالب بـ«عدل نظام الحكم».. وليس فيها تهمة.. وأخيراً اتعدل نظام الحكم.. جينا نعدله انهار كله.. قد كده كان نظام هش وفاسد.. على غير ما خدعه «حبيبه» العادلى! أخيراً سيحدث تداول لنظام الحكم.. والآن ظهرت بوادره.. كل الرموز القديمة، انتقلت إلى صفوف المعارضة.. وكل رموز المعارضة ظهرت على الشاشة.. هى التى تقول، وهى التى تخاطب الجماهير.. سبحان مغير الأحوال.. من جديد ظهر الأستاذ هيكل، على شاشة مصرية.. وظهر «الجنزورى» يتحدث عن فساد نظام الحكم.. وهو رئيس الوزراء الذى ظل صامتاً ١١ عاماً.. من الخوف! أما الدكتور زويل، فقد عاد إلى شاشة التليفزيون «المصرى».. يتحدث عن الديمقراطية والعلم.. ويتحدث عن الإصلاح السياسى.. يعنى كان لازم ثورة علشان يطلع زويل؟.. وكان لازم ثورة علشان الجنزورى يتكلم؟.. وكان لازم ثورة علشان هيكل يقول رأيه؟.. لسه فاضل «البرادعى» الأب الروحى للثورة.. فقد خرج فى وجه الرئيس نفسه.. وهو الآن فى استراحة المحارب! سقط النظام، وتنحى الرئيس.. كان يتمسك بالحكم بحجة الاستقرار.. وكان يتصور أن البديل هو الفوضى.. فأى استقرار كان يتحدث عنه الرئيس؟.. وأى فوضى كان يخشى منها؟.. هل تداول السلطة فوضى؟.. وهل تداول السلطة ضد الاستقرار؟.. وهل الفوضى أن يكون لدينا رأى آخر؟.. وهل الفوضى فى ظهور «هيكل» على شاشة التليفزيون؟.. وهل الفوضى أن يتحدث «الجنزورى» عن فساد الخصخصة؟! هل الفوضى التى كان يتحدث عنها مبارك، هى أن يظهر «زويل» فى التليفزيون، يخرب عقول المصريين، بكلام عن التغيير بالعلم والديمقراطية؟.. هل كان فوضى أن يظهر «الكفراوى» عمدة أشراف مصر، وهو يتحدث عن حرامى الغسيل، وحرامى «الخزن»؟.. هل الفوضى أن يتحدث الوزير المحترم عن الفاسدين، الذين يحكمون مصر؟.. هوه ده الاستقرار الذى كان يريده الرئيس؟! هل يعرف الرئيس مبارك الآن، أن الذين ساعدوا على الثورة، كانوا من عائلة الرئيس نفسه؟.. نعم كانوا من عائلة الرئيس.. السيدة الأولى وابنها جمال.. همه اللى خلوا الناس كفرت وانفجرت.. وهمه اللى خلوه يطلع بهذه الطريقة، وهمه اللى عزلوه سياسياً عن شعبه.. وممكن يسأل ابنه علاء.. وممكن يعرف تفاصيل الخناقة بين علاء وجمال.. حين قال علاء وهو يبكى لأخيه: إنت السبب! كل شىء كان يؤدى للثورة.. وكل الطرق كانت تؤدى لميدان التحرير.. وكل الطرق كانت تؤدى لحصار قصر العروبة.. كان مبارك يتصور أنه فى مأمن.. سواء بحماية الجيش أو الشرطة.. اكتشف أن كل ذلك سراب.. واكتشف أن كل الذين حوله يخدعونه.. ويسرقون الوطن.. أول من أهانه سوزان، وأول من أوهمه جمال.. وأول من ضحك عليه، «العادلى» و«عز» و«الشريف»! كان لازم «نعدل» نظام الحكم.. لأنه كان مقلوباً.. وكان تشكيلاً عصابياً.. يتقاسم الثروة والسلطة والإعلام.. كانوا يروجون لفكرة البديل «الوريث».. اكتشفوا أن البديل «ملايين» تملأ الشوارع.. ترفض إهانة مصر.. مصر التى لم يكن يعرفها الرئيس، والذين معه.. حتى قامت عليهم القيامة!!