ليست القلوب الطاهرة التي تتجنب المطر ، بل تلك التي تحمل المظلات !
ليست الخسارة .. خسارة حفنة دراهم معدودة ..
يجمعها المرء ليفنيها غيره ولا يستفيد منها سوى ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فأبقى !
ولا الربح .. من ارتفع سهم شركته في البورصة ضعفاً أو اثنين أو عشرة .. ليأتي صاحب اللعبة يوماً ويأخذها وصاحبنا فاغر فاه ينتظر العودة والأوبة والنوبة !
إنها .. ربح الإنسان لنفسه .. وخسارته لمن حوله !
إن ربحك .. هو عدد من يصلي عليك يوم أن تلف بخرقة بيضاء .. فتوضع أمام الناس . تتكلم عنك مواعظك لحظة سكوت كلمات لسانك ..
وخسارتك .. بعدد اللعنات والويلات والشتائم وسيل الكلمات البذيئة والمنفرة .. تنصب على شخصك .. وتتردد على ألسنة من يواجهك ..
قد يخسر المرء .. نصف ما ادخره يوماً من معاشه الذي ما عاش ! لكنه لن يخسر أبداً سمعة حسنة نثرها في مجتمعه وعُرفت عنه ..
وقد يربح المسكين .. ألفاً أو ألفين أو عشراً أو مئين .. من وسخ الدنيا .. لكنه يخسر نفسه التي تسير في دمه .. وكرامته التي لا تقدر بكنوز الدنيا بأسرها ..
الربح .. الذي " لم " تطرق أسماعنا كلمته .. و" لم " تؤصل في أفهامنا معانيه .. هو أن تكسب خليلاً .. صديقاً .. أخاً يحمل هذه المعاني !
أخوك الذي لو جئتَ بالسيف مصلتاً ××× إليه به ، لم يستغشك في الود !
هو :
أخوك الذي لا ينقض النأي عهده ××× ولا عند صرف الدهر يَزْوَرّ جانبه !
إنه :
أخوك الذي إن سرك الأمر سره ××× وإن ساء أمر ظل وهو حزين !
بحق :
خير إخوانك المشارك في المــ ××× ـر وأين الشريك في المر أينا !
الذي إن شهدت زانك في الـنـــ ××× ـاس وإن غبت كان أذناً وعيناً !
والخسارة .. التي " لم " تتكلم عنها القنوات .. و " لم " تعرفها الصحف والمجلات !
حين تخسر صديقك بكثرة زيارتك .. أو ندرتها !
حين تشح عن صديقك بذلك .. ولا تعد لعدوك عذلك !
الخسارة الحق ، يوم أن يقول صديقك كما قال بلايك : كثيراً ما آلمتني صداقتك ، فكن عدوي باسم الصداقة !
الخسارة .. يوم أن تُشترى بالهدايا .. فتكون سلعة رخيصة .. يشتريك من أراد منفعته منك .. بهدية أخرى !
تخسر نفسك .. يوم أن تخسر قيمك ومبادئك .. وعلمك وأدبك !
تخسر من حولك .. يوم أن تخسر معاني الصبر على الجفاء !
إعادة تعريف مختصرة .. للربح والخسارة !
