الأحمر محظوظ..والأبيض متعوس

17/5/2009

الأحمر محظوظ..والأبيض متعوس
زمالك "الفيمتو" ثانية نفسه قصير.. والأهلي "بالتلاتة" هيطير!!
البترول فرحان بتأهل إنبي وبتروجت كمان

زمالك "الفمتو" ثانية هكذا شعرت الجماهير خلال لقاء القمة أمس بين الزمالك والأهلي في دور ال 16 لبطولة كأس مصر حيث استطاع الزمالك خطف هدف قبل مرور الدقيقة الأولي من عمر المباراة وأحرزه اللاعب المنتقم حسين ياسر المحمدي ونام الزمالك ودخل في غيبوبة وسبات عميق واستطاع الأهلي قاهر القراصنة والشياطين إنهاء المعركة لصالحه بثلاثية ماركة عبدالفضيل وفضل وأبوتريكة وهي أحدث الماركات العالمية لصناعة الأهداف في الكرة المصرية!!.
تأهل الأهلي لدور الثمانية في بطولة الكأس وتأهلت معه أندية الإسماعيلي وبتروجت وحرس الحدود والمقاولون والاتحاد السكندري والإنتاج الحربي وإنبي.
وخرج الزمالك من مولد البطولات كعادته ولا طال عنب الشام عفوا "الدوري" أو بلح اليمن "الكأس" وكأن لسان حال جماهيره أو الألتراس يقول في أعقاب تأكيدات وتصريحات كل المسئولين في ميت عقبة وليس حسام حسن المدير الفني فقط أن الكأس ستكون من نصيب الزمالك هذا الموسم الشعار هو المثل الشعبي القديم "عشمتني بالحلق.. خرَّمت أنا وداني" وبالطبع لم يكن هناك حلق أو حتي دبلة بل استمرت المعاناة والشعور بالإحباط والإخفاق بعد تكرار الفصول الباردة لهذا الفريق الذي كتب علي جماهيره المشقة والألم المعنوي والإذلال النفسي وافتقاد الثقة في قدرته علي تحقيق الفوز بالبطولات لقد انخدعت جماهير القلعة البيضاء بالتصريحات الوردية لمسئولي الجهاز الفني بأن الكأس ستكون من نصيب الزمالك لا محالة ولهذا كانوا علي موعد جميعا خلال لقاء القمة مع الأهلي لرد الاعتبار وتلقين الفريق الأحمر درسا لن ينساه.
كانت الآلاف المؤلفة من جماهير البيت الأبيض التي زحفت للاستاد وشاركت في صناعة "دخلة الألتراس" الجميلة تنتظر الانتقام من كتيبة الشياطين الحمر والثأر من كل الهزائم السابقة للخروج من حالة المعاناة و"العقم البطولي" ومع ضربة البداية تفوق الزمالك علي نفسه بل وتفوق علي الاكتشاف المذهل للعالم المصري الدكتور زويل مكتشف "الفيمتو ثانية" وسجل المحمدي الهدف الوحيد وبدأ الزملكاوية يضعون في بطونهم بطيخة صيفي حمراء فهو يوم الخلاص من عقدة الأهلي ولكنهم اكتشفوا أن البطيخة بيضاء "قرعة" يعني فلم تمر سوي 15 دقيقة من عمر هذا الشوط حتي أحرز شريف عبدالفضيل هدف التعادل من "صاروخ سم أرض جو" لم يشاهده عبدالواحد ولا عبدالشافي ولا حتي عبدالمتجلي سليط وسكنت المقص علي يسار عبدالواحد وكان الصاروخ بسرعة الصوت والضوء والبرق.. ثم نجح الموهوب فضل الذي أصبح من أصحاب الفضل من إحراز الهدف الثاني إثر دربكة وتسديدة داخل المنطقة لتصل الكرة التي سددها أبوتريكة إليه من مدافع الزمالك ليودعها المرمي بسهولة علي يسار عبدالواحد أيضا!!.
ولأن أبوتريكة بذل قصاري جهده لاستعادة مستواه ومكانته الكبيرة فكان لابد أن يكافئه المولي عز وجل فقد ضاعت أكثر من فرصة خطيرة لأبوتريكة وتحرك في كل مكان وندب حظه في أكثر من لعبة حتي جاءه "الحظ من أوسعه" عندما سدد أبوالمواهب شريف عبدالفضيل قنبلة طائشة علي ما يبدو من القنابل الذكية لأنها بحثت عن رأس أبوتريكة لتغير اتجاهها وتسكن المرمي لتكتمل الثلاثية وما أحلاها ثلاثية فرحت جميع الأهلاوية في مصر والبلدان العربية وغير العربية!!.
حقا كانت ليلة الأربعاء 26 مايو هي ليلة حمراء بكل المقاييس.. فرض الأحمر سطوته وقوته لأنه احترم خصمه منذ البداية ونجح مستر "بدري فيتش" في إحكام الرقابة علي مفاتيح الزمالك الخطيرة وأهمها الفتي الأسمر شيكابالا الذي التصق به كظله المارد الأحمر حسام بن عاشور أحد أبرز نجوم المباراة فهو بالتساوي مع بركات ملك ملوك الحركات وشهاب الدين والسيد بك معوض الرايق صاحب المزاج العالي في قيادة الهجمات علاوة علي الانتحاري وائل جمعة ثم الصقر دائما وأبدا أحمد حسن والفنان مالك قلوب الجماهير علي مختلف انتماءاتهم أبوتريكة وفضل "الصعب" والكابتن أحمد السيد.. احترم هؤلاء النجوم خصمهم ولعبوا بحرص وحذر ولم يتأثروا بالهدف "الفيمتو" المبكر الذي أحرزه المحمدي في مرمي "وحش الوحوش" الأسد الصغير الذي بات واضحا أنه سيتفوق علي الأسد الكبير إكرامي وحش أفريقيا لأن شريف رغم دخول أسرع هدف في مرماه إلا أنه استطاع حماية فريقه وإنقاذ العديد من الفرص الخطيرة وبعض الانفرادات علاوة علي أنه أصبح حارس المرمي الوحيد حاليا علي مستوي مصر الذي يسدد الكرة من الجون للجون!! وهي ميزة تحسب له فهو أصبح مصدر ثقة واطمئنان علي مستوي الجهاز الفني واللاعبين والجماهير أيضا!!.
كان حسام البدري أو "بدري فيتش" يقظا ومتميزا في فرض أسلوب لعبه علي منافسه حسام حسن الذي لم يفطن إلي أهمية إيقاف مفاتيح اللعب في الأهلي مثلما فعل البدري فلم يجد بركات أو حتي معوض أو شهاب أي صعوبة في نقل الهجمات في الوقت الذي استسلم فيه شيكابالا وجعفر للرقابة ورفعا الراية البيضاء منذ أول 5 دقائق.. وتعامل البدري مع المباراة بعقلانية شديدة لأنه يعلم قوة منافسه واستفاد من التوتر العصبي الزائد الذي سيطر علي حسام حسن ومن الطبيعي أن يمتد للاعبيه لأنهم أرادوا الفوز بأي وسيلة بل وأعلنوا عنه من قبل أن تبدأ المباراة في الوقت الذي خاض فيه نجوم الأهلي اللقاء بهدوء وثقة واحترام مفاجآت وقوة خصمهم بدليل أن الهدف الذي أحرزه المحمدي كان من المفروض أن يكون البداية لمهرجان من الأهداف ولكن جاء هذا الهدف في هذا التوقيت ليكون نذير شئوم علي الزمالك والزملكاوية حيث انفتحت أبواب جهنم الهجومية من الشياطين الحمر وضاعت العديد من الفرص الانفرادية التي أنقذها الباسم الضاحك عبدالواحد الذي أنقذ أكثر من أربعة أو خمسة أهداف محققة وفي المقابل سقط الزمالك ضحية لتصريحات مسئوليه العنترية حول تأكيد فوزهم علاوة علي أن التشكيل شابه بعض القصور بخصوص مشاركة أديكو وحسن مصطفي وكلاهما مرفوع من الخدمة ولم يستغل القناص حسام كل أوراقه الرابحة فدفع ببعض اللاعبين الذين كانوا بمثابة عبء علي الفريق ووضحت الحساسية الشديدة لدي المدير الفني تجاه كل ما هو أحمر حتي لو كان علي حساب مصلحة الزمالك بدليل أن حسام أصر علي إشراك حسن مصطفي رغم وجود ثلاثة لاعبين أفضل منه وهم علاء علي والميرغني وأحمد رءوف ولكن أراد المدير الفني الاستفادة من موجة الغضب داخل اللاعب بعد أن استغني عنه الأهلي ونفس الموقف مع النجم القطري حسين ياسر المحمدي الذي أحرز هدفا وأضاع هدفا آخر ولم يظهر بعد ذلك. أعتقد أن الزمالك دفع ضريبة غرور جهازه الفني وثقته الزائدة في تحقيق الفوز ولم يستفد من لقاء القمة بالدوري والذي انتهي بالتعادل 3/3 علي عكس الأهلي بدليل أن الزمالك وخط دفاعه "المربوك" لم يستطع الحفاظ علي الهدف في الوقت الذي نجح فيه الأهلي في تعويض الهدف بثلاثة!!.
يلعب الأهلي مع بتروجت الذي حقق الفوز علي الرباط والأنوار بهدفين وعلي فكرة وزارة البترول حجزت مقعدين في دور الثمانية للكأس بتأهل بتروجت وإنبي الذي فاز بالخمسة علي الشقيق البترولي الثالث بترول أسيوط وما أسعد وزير البترول المهندس سامح فهمي والوزارة كلها وكذلك المهندس هاني ضاحي والمهندس فخري عيد بوجود إنبي وبتروجت علي أمل مواصلتهما المشوار للنهاية أو حتي تأهل أحدهما وهو بكل المقاييس يحسب لاهتمام الوزير الرياضي بالرياضة وبكرة القدم بصفة خاصة!!.
ويواجه إنبي فريق الإنتاج في دور الثمانية وطريقه بكل المقاييس سالك. أما بتروجت فهو علي موعد مع القوة والشهرة فالأهلي يسعي للجمع بين البطولتين الدوري والكأس وبتروجت ند دائما للكبار.
أما لقاء الزعامة والحساسية فهو بين الإسماعيلي أو الدراويش والاتحاد السكندري وبالطبع الإسماعيلي بعد فوزه علي الطلائع برباعية سهرت الجماهير علي أنغام السمسمية وفرحت وغنت وطالبت الدراويش بالكأس أحلي هدية.
وقد نجح حرس الحدود في مواصلة المسيرة علي حساب الرجاء 2/1 ومهمته ليست سهلة أمام المقاولون الذي استطاع أن يفجر المفاجأة بل وفجر الخلافات بين الجماهير في بورسعيد بعد أن فاز علي المصري وأخرجه من الكأس!!.

» رجل محظوظ
» التفاح الأحمر‎
» بالصور.. اليسا تتألق بالفستان الأحمر في العين السخنة