اذا ظلمك انسان.... ماذا ستفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد يتعرض أحد منا للظلم في هذه الدنيا .. وقد يتجرع كأس القهر والذل من فلان وغيره ..
مهما زادك ظلم الناس قهرا" وألما" فاعفو عنهم حتى لو كان الأمر بالغ المشقه واطمع أنك بعفوك عنهم
أن يعفو الله عنك ويتجاوز عن سيئاتك ويكرمك بكرمه واطمع بالخير العظيم من عنده ..
لن تنفعك عقوبة من دعوت عليه إن حلت به عقوبه .. فالدنيا ستزول..وكل شيء سيفنى ..
اعفو عن من ظلمك .. فلعل عفوك هو سبب رحمة الله لك .. وسبب علو منزلتك في الجنه ..
وهو أيضا" سبب في صفاء القلوب .. فلعل العداوه تتحول لمحبه ..فعسى من كرهك أن يندم ويحبك ..
وتذكر أن حسن الخلق يثقل في الميزان .. وتذكر أنك إن كنت رحيم فالله أرحم منك .. وإن كنت كريم
فالله أكرم منك ..
.. اخي| اختي
أتحب أن يعفو الله عنك ؟!
أتحب أن يعزك الله ؟!
أتحب أن يتجاوز الله عنك ؟!
إنه سبحانه عفو يحب أهل العفو، فإن عفوت عن الناس أحبك الله سبحانه كما قال سبحانه : { الَّذِينَ
يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (آل عمران : 134 )
افتح قلبك لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين للاقتداء بهم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما نقصت صدقة من مال ،
وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله » رواه مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « كان تاجر يداين الناس فإذا رأى
معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه » رواه البخاري ومسلم
عن أنس رضي الله عنه قال : « كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني
غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه
وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت
إليه فضحك ثم أمر له بعطاء » رواه البخاري ومسلم
قد يقول البعض إن هذا لا يستحق العفو..!
نحن نتعامل مع الله ولا ننسى إننا نقدم أولا الخير لأنفسنا قبل أن يكون للناس ، ومن أكبر الأمثلة للعفو قصة
سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته حينما عفا عنهم بقوله { قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ }
(يوسف : 92 )
م,ن