بسم الله الرحمن الرحيم
فلسطين سنأتي إليك
.. فلسطين عربية وستبقى كذلك ، فقد سماها المؤرخون بـ(أرض كنعان) نسبة إلى العرب الكنعانيين ، فتاريخ العرب في فلسطين يرجع إلى ما قبل ستة آلاف سنة ، فالمسلمون حين دخلوا القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يكونوا سوى موجة من الموجات العربية التي حررت إخوانهم العرب أصحاب البلاد الأصليين من حكم الغزاة الرومانيين.
أما أوثق المصادر التاريخية فتؤكد أن أول من اختط مدينة القدس وبناها هم العرب اليبوسيون وأطلقوا عليها اسم (يبوس) ، ثم عرفت بـ(أور سالم) أو (بور سالم) أو (أور شليم) أو (بور شليم) وكلها تعني مدينة السلام .. فأورشليم ليست اسما عبريا ، بل كلمة كنعانية آرامية عربية أطلقها العرب على القدس قبل أن يكون لبني إسرائيل لغة.
والقدس كما تعلم البشرية جمعاء هي المدينة التي اختارها الله مهدا لرسالة التوحيد ، ثم جعلها قبلة المسلمين الأولى ، وصلى فيها الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم إماما بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج .. قال الحق تبارك وتعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير).
وفي السنة المطهرة هناك أحاديث نبوية شريفة عديدة تؤكد أهمية القدس وعروبة وإسلامية فلسطين نذكر منها:
قوله صلى الله عليه وآله وسلم لما سئل أي بيت وضع في الأرض أولا؟ قال: (البيت الحرام) ، قال ثم أي؟ قال: بيت المقدس.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (يامعاذ.. الله عز وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات ، رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة ، فمن اختار منكم ساحلا من السواحل في الشام أو بيت المقدس ، فهو في جهاد إلى يوم القيامة).
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إن القضية الفلسطينية ليست قضية ظرفية جزئية نتحدث فيها ساعة من نهار ثم نمضي لحال سبيلنا ، بل هي قضية محورية أساسية عقدية لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهذا ما يؤكده قرآننا العظيم وسنة رسولنا الحبيب ، وكذا تؤكده جميع الحروب التي جرت على أرض فلسطين عبر التاريخ فجميعها أساسها (عقدي إسلامي) فقد ربط الله مصير هذه الأمة بمصير هذه القضية انتصارا أو انكسارا.
إن الحروب التي عرفتها فلسطين إلى الآن منطلقها وهدفها عقدي بدءاً من احتلال الرومان ، مرورا بالحروب الصليبية وانتهاء بالاحتلال الصهيوني المؤسس على اساطير (التلمود) وأوهام (التوراة) المحرّفة.
أما من الناحية الجيوسياسية ففلسطين يضعها موقعها في قلب العالم الإسلامي ، ويجعل منها مدخلا متميزا إلى بلاد الثروات وقناة الممرات المائية ومربط القارات ، وهذا ما جعل من فلسطين محط أطماع الكثير من الدول والأمم ، لأن السيطرة على فلسطين ، تمهد الطريق للسيطرة على باقي بلدان العالم الإسلامي وهو ما يعمل عليه حاليا بنو صهيون في مخططاتهم الدنيئة والخبيثة.
إن مسلسل التعامل مع القضية الفلسطينية طوال العقود الماضية أدى إلى بروز خيارين اثنين لمعالجة القضية دون أدنى تنسيق بينهما وهما:
> خيار التفاوض السياسي الذي يستند إلى القرارات الدولية لواقع ما بعد 1967م وهي القرارات التي لم ولن يطبق الصهاينة منها شيء .. وهذه المفاوضات يطلق عليها الكثير من القادة الفلسطينيين أنفسهم صفة (العبثية) لأنها منذ ما يزيد عن عشر سنوات لم تقدم شيئا للفلسطينيين سوى التجويع والحواجز وتهويد القدس وزيادة الاستيطان وإغلاق المعابر والاعتداء المستمر على الأقصى المبارك.
> خيار المقاومة وهو خيار الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله وحركاته الإسلامية والوطنية ، وهو أيضا خيار الشعوب العربية والإسلامية كافة ، وتجدد شعبيته وفاعليته يوما بعد يوم ، إذ يقوم هذا الخيار على مقاومة العدو الصهيوني المحتل حتى يرحل وينجلي عن كل أرض فلسطين من منطلق أن (ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة) ، وأن التفاوض لا معنى له، ما لم يكن تتويجا لإنجازات المقاومة على الأرض .. وميزة لهذا الخيار تزايد شعبيته داخل فلسطين وفي جميع البلاد العربية والإسلامية وكذا تراكم إنجازاته وانتصاراته.
واجبنا اليوم عربا ومسلمين تعبئة الأمة لمقاطعة كل ما له صلة بالعدو الصهيوني ، وتعرية (المطبعين) وتبصير الأمة بخطورة جريمة (التطبيع) ، وجعل القضية الفلسطينية قضية لها حضور دائم عند الأجيال العربية والإسلامية في المدارس والأندية والمنتديات والجامعات وفي كل مكان في عالمنا العربي والإسلامي ، وأن دعم الأهل في فلسطين واجب ديني ووطني وأخلاقي وإنساني وبكل ما نملك .. تأملوا معي
فلسطين
سنأتي إليك
برغم الضحايا
وعنف الرزايا
برغم الخراب
وليل العذاب
سنأتي إليك نرش الطيوب
ونحضن مسرى الرسول الحبيب.
تحياتي لكم جميعاً