مصباح مشرف قسم سوريه الحبيبه
17/5/2009 : 24/05/2010 العمر : 56
| موضوع: لماذا السواد ... للصمت بقية الجمعة أغسطس 06 2010, 12:45 | |
| (لماذا الليل أسود لماذا عيون العربيات سوداء لماذا الفقر أسود لماذا التاريخ اسود لماذا الذاكرة سوداء)
الشمس.. تدنوا من نوافذنا من المشرق يعلوها الكبرياء ومسحةً من هيبة الذات المبجلة. وهي مغادرة يتوِّجها الغروب بشيء من ذلك السِّحر والحناااان الشَّجِي الذي يتمرغ في العمق منا وكأننا نعرفها في تلك اللحظة لأول مرة.. الشمس في شروقها وغروبها ترسل رسائل عاجلة من الأمل المخبأ في حقيبة الغد لتواسي القلوب المكلومة المعتمة مصابيحها,وتبعث شيئاً من الاخضرار للضلوع المتيبسه التي أضرمها الحزن وقودا له.اليوم ارى الشمس كحبة الماس لا اخت لها مصبوبة في قالبٍ أسود لا اخ له..كقبة الليل حين تعتلي بياض النهار,ليس تشاؤماً لكن رغبة في رؤية السواد بلورياً شفافاً زاهياً ولو في شروق لا يتكرر. ماذا يُسر الليل في أذن النهار,ويا أيها الليل ماذا تبوح للوجوه السوداء.
الحزن..لا تغريني باستعلائك وشموخك فلن اتحدث عنك الآن ايها الغريب المتربِّع في سويداء القلب والذي غالباً ما تسلِب أكثر ما تمنح,,فالحديث عنك واليك لا ينتهي وما الحديث عن سواك الا ضرب من العبث,لكن اللغة لا تعطيك حقُّك حين تُشعِل في الجسد شعلة الشوق وحين تَمنح السواد معنى من نور,كما يمنح الاشخاص الاسماء صفاتٍ أخرى تختلف عن اصلها جذرياً,أنت تنسج حول نفسك هالة براقة تجذب الجميع بسحرها بأن تخلق في ذواتنا لكل شيء حتى الجمادات معانٍ خيالية مدهشة. أرجوك تخلّى عني الآن وضع تحت اسمي خطاً أحمر لتأخذ ثأرك في قلقٍ آخر,وأعدك ان نستكمل الشجن أنا وأنت وهذا القلب لكن بعد الانتهاء من هذا الذي يسمَّى يوم جديد. أنتَ أسود لماذا إذن لستَ محتقَر كما هو الأسود دائماً.
اليوم.. رغم انه لم يتعدّى الضُّحى الا أنه طويل ثقيل,وساعة تمارس الدوام الرسمي أربع وعشرين ساعة بلا تعبٍ ولا اشمئزاز لليمين تسري عكس القلب تماماً لذلك هي مقززة,وخصوصاً اذا كانت في معصمي اليسار تشعرني ان عقاربها تسري على نبضي. إنها تضع نصب عينيّ لافته:بنبضك أو عدمه الحياة مستمرة والوقت خطٌّ مستقيم للأمام. وتكمن التعاسة إذا كانت إبرة القلب ممغنطة للوراء حيث تقطن الذاكرة. لماذا يتم تقسيم الزمن الى ساعات وايام وشهور وسنوات..وبماذا تمتلئ ذاكرة الأسود.
القلب..بالأمس قسوت عليك كثيرا وركلتك كما يركل كيسٌ من النفايات المتعفنة, وخنقتك ككائن عَدَمه رحمةً بالأحياء,مصروعاً كنتّ تتلوى بجراحك,ونسيت انك العليل. بحد ذاتك أنتَ رحمة لي وأجمل هِبةٍ من رب السماء لهذا الجسد,علَّمتني الكثير عن تسامي الروح,ومنحتني لذة الالم و حكمة التضحية. أعلم أنك ستعذرني كدائماً لأنانيتي .عندما تتسرب الانانية للدم فإنها تُفسِد القلب وتُسقط الروح في الحضيض,وتلوِّث معاني الجمال الانساني,وتزيد الجرحَ جرح. حذارى ان تتعفن قلوبكم وانتم أحياء فعندئذ يبدأ شقاؤكم مع ذواتكم النتنة! مهما علت فينا درجة الكبرياء والزهو بأنفسنا لا بد من قول كلمة آسف_على سخفها_ للذين نوبِّخُهم دون جُرم,وإن كنا متيقنين أنهم يغفرون. كيف يعتذر الأبيض من الأسود.
التضحية..لا تتعجل فقط انتظر حتى يحين دورك على منصة المذبح فتدفع حياتك ثمناً لحياة لغيرك. واقصد الحياة بمعناها المجازي والتي هي فعلا عمرنا الحقيقي الذي لا يعد بالسنوات كما يظن البعض. فقد تكون شبابك بكامل حيويته او جنة قلبك أو لذة روحك أو بسمتك التي تحول بؤسك مع الحياة الى عبث طفل غير مكترث لحوادث الزمن أو أي شيء آخر تظن ان زهوَ حياتك هو. وهذا الشيء كالحياة لا يأتي الا مرة واحده يلازمك ولكن اذا رحل فقد تكون فقدته الى الابد فلا يأتي الا ومضة في حلم أو شرارة داخل كابوس. المهم بعد ان تدفع هذا الثمن حاول أن تكون سعيداً من داخلك لأنك تكون حقا من اولئك المتفانين بالبذل والعطاء الى درجة الموت داخل قبر الحياة.
الحلم..أنت جميل وإن كنت كابوساً ترسم الجحيم على هيئة فردوس, وان كنت تبرمج المستحيلات في الدماغ الى ممكنات قد نداعبها بايدينا يوما ما ونطير في رحابها كعصفور فرَّ من سجنه لتوَّه..أنت جميل لكن ابقى بعيدا عن يقظتنا،ولا تزورنا الا في المنامات. ما اقبح وابشع من (لو)الا(لكن)! _عندما تتقاطع احلام الاسود مع أحلام الابيض هل يندمجان في الطبيعة. _الأبيض أبيض وان كان داخله سوادٌ كالح متفحم..والاسود أسود وان كان داخله بياض الثلج ونقاء البراءة. لا تحاولي جمع الشمس والقمر في وعاء واحد.
الفردوس..للصمت بقية!
اليها: الدفن بين الكلمات مهنة لا يتقنها الأغبياء أنستي وبالمناسبة صمتك إبراً تسبُر غور روحي حتى تصل الى جرف سحيق من هذا القلب..هناك حيث يكمن وجع قلبك. | |
|
aymenelfoly مشرف قسم الشعر
17/5/2009 : 04/04/2010 العمر : 59 الموقع : فى دنيا الله تعالى
| موضوع: رد: لماذا السواد ... للصمت بقية السبت أغسطس 07 2010, 18:16 | |
| | |
|