نستنشق عبير الماضي لا محالة فالذاكرة لابد لها أن تُطعم بهذا الأريج .. كيف كان رمضان سابقاً .. وكيف هو الآن ؟
رمضان .. كان في السابق عبارة عن تحمل في الجوع في النهار .. والعطش وشدته .. وارتقاب الفوازير بعد الفطار ..
والاجتماع على الموائد .. وتبادل النكت والضحك .. والسرور والبهجة التي تملأ المكان ..
رمضاننا الآن .. تسمر أمام الشاشات .. وامتلاء البطون بالوجبات .. وتخفيف الصلوات ..
ومتابعة المسلسلات .. واجتذاب الضحك غصباً في بحر الآهات ..
رمضاننا الآن .. زحمة .. وسمبوسة بلحمة ..
رمضاننا الآن .. تثاقل .. تكاسل .. وقلة عبادة وتغافل !
أول ليلة من رمضان كيف تقضيها وكيف يكون إحساسك بها ؟
عادة ما نقضي أول ليالي رمضان .. بالبحث في الأسواق عما لذ وطاب وكأننا سندخل عام مجاعة ونسكن في الشعب لثلاثة أعوام !
لكن العام هذا .. ابتدرنا السوق قبل رمضان بأيام طويلة .. وأنهينا كافة الالتزامات ..
ليلة رمضان الأولى .. هي الليلة الأولى التي ينقلب فيها برنامج المرء ليسهر الليل على غير المعتاد ..
يقوم قبيل الفجر .. ويتسحر تطبيقاً للسنة .. بتثاقل عذب .. يصحي من الفراش ويأكل الدسم واللبن .. وهو يستشعر البركة في هذه اللقيمات ..
على المائدة الرمضانية تحلو ( اللمّة ) فأين تقضي أول يوم في رمضان .. بيت الكبير هو الذي يجمع ؟
عادتي .. أن أقضي أول أيام رمضان في بيت الوالد .. مع أمي وأبي .. وأخواني وأخواتي ..
لمة مهمة في أول أيام رمضان .. أعاده الله علينا وعليهم بالصحة والعافية أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ..
أوصف شعورك عند إفطار أول يوم رمضان ؟
أصعب الأشياء .. هو وصف الشعور !
هناك .. في تلك اللحظات .. يحس المرء بشعور الإنجاز والفرح ..
للصائم فرحتان .. فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه !
شعوري أعظم .. حينما تذرف دموع المذيع وهو يذيع على مائدة الإفطار في سطح الحرم ويشاهد الصائمين وقد وضعوا اللقمة في أفواههم .. وشربوا الماء بعد العطش .. والابتسامة تعلو الوجوه .. ابتسامة رضا وفرح .. بالمعونة على إتمام الصيام ..
لكم أن تتصوروا ذلك !
ما الذنب الذي تتمنى أن تتوب عنه في رمضان ؟
كل الذنوب التي اقترفها !
بعدي عن المولى .. اقترافي للذنوب في كافة جوارحي ..
لساني .. عيني .. أذني .. ويدي .. ورجلي ..
كلها خطاءة ..
لكن يبقى الذنب الأعظم الذي أتمنى أن ينجيني الله منه في رمضان .. هو ذنب الهجر !!
حيث أحس بألم شديد لهجري إياه ..
لا تسألوني ما هو !؟
نتعرض لبعض المواقف الطريفة في رمضان .. فما الموقف الذي تعرضت له . وبقيّ أثره في الذاكرة إلى الآن ؟
هناك مواقف لا عد لها ولا صد .. لكن ما ينشب بذاكرتي دوماً .. موقف طريف ظريف حدث لي مع أحد الأخوة ..
حيث كان يطبخ السحور ” بفتح السين ” في شقة العزوبية .. وكان يريد أن يصفي المرق من البصل لأنه لا يحبه ..
الرجل وعلى ذكاءه في الفيزياء .. لكن التناكة لا تدع لأحد مجال !!
قام .. وأتى بالمشخالة .. ووضعها على رأس الكوب .. وقام بتمرير الكوب داخل القدر .. والقدر يكويه ويتأوه .. اح اح !!!
من فرط الضحك .. وقعت على الأرض وأنا أشاهد الموقف .. ثم تذكر أن المسألة ليست بذاك الصعوبة .. فارتشف من القدر بالكوب .. ووضع المشخالة تحت الكوب وشخل البصل بكل بساطة !!!
تتوقع كيف سيكون حال رمضان عندما يكون في الإجازة الصيفية ؟
توقعاتي .. بأن الروتين سيستمر .. بسهر الليالي ونوم النهار ..
برأيي أن الدوام في رمضان جداً مناسب .. لأنه يعين على الطاعة والاستيقاظ للصلاة .. والجلوس لقراءة القرآن .. إلا في العشر الأواخر لاضطرار المرء للسهر ..
السنة القادمة سيلحق جزء من الإجازة في رمضان .. على ما أظن J.
أين تتمنى أن تقضي أيام رمضان ؟
لا أتمنى أن أقضي أيام رمضان في غير بلدتي سوى في الحرم المكي .. للجو الروحاني الذي فيه ..
لكن في الغالب .. بلدتي أجمل شيء في الدنيا في رمضان !
برامج تود رؤيتها في رمضان .؟
لا أحرص حقيقة على التلفاز في رمضان .. لكن يعجبني برنامج سلمان العودة في الأم بي سي ..
برنامج متجدد ومفيد .. ولا أنسَ طبعاً برنامج شيخنا علي الطنطاوي رحمه الله في المجد ..
اذكر لنا شيئاً مما كتبته عن رمضان ؟
لا أذكر شيئاً بحق مما كتبته في رمضان !
لكن رمضان .. أسمى لدي من أن يوصف بكلمات ..
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن .. هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ..
ولكم فائق التقدير
samy