الفريسة والصياد - شعر - من أجل ضحايا غزة
أسرار الجراح
يا غفلة تأخذ صغاري وتهرب ,
لأضل كيف السبيل لعدتي
شنت على قبري الجديد غارة ,
نقشت على اسمي المحفور بشاهدي اسما
جديدا
يجمع كل أبجديتي
هل تعرفون مااسم المدافن حيث اختياري
لرقدتي
؟؟
اسمها غزة النازفة
هل تعلمون أين تقع
؟؟
في حضن أرض طاهرة
وفوق بيض الصفحات لِلبنات القدس الشريفة
وتكللت بأرقام التواريخ كلها
الغابرة منها ومانسي
وحتى دقائقي الحاضرة
و التحفت أركانها بألوان علمي
و تنام يوما
وتصحو دوما على سياط الغدر
وجموع قوم منهم الوضاعة تستجير
وتبدلت بنشيدها أصوات القذائف والعويل
وتراها سيقت بيد الشوارب الظالمة
والعمم القاتمة اللون
تسحق وتكمد
ودون أسوار الشهامة العاهرة تجلد
ولا تجود تلك العزيمة ..
إلا بنظرة عابرة
ودمعة .. جادت بها قبلها تلك التماسيح
ذات القلوب المتحجرة
بألوانها الصفراء والسوداء
تقبع من بعد لمشاركات في النزال
بين فريسة وصياد للكرامة وللبراعم مِسْكِيَةِ
الريح
ولا تنادي إلا بأصوات تستتر خلف نداء
الحرية المزعوم
وخلف الشائكات من الوعود المستهترة
تصيغ من الرمال عقودا , ومن الرياح
لتقِلدني إياها
وتلف نحري الباكي بدماء الشهادة و النضال
هبي أيا مرو ءتي
ولتطمسي عار الوجوه بمعطفك
ولتهزمي صوت الفساد الصهيوني برايتك
ولتغسلي العفونة من دمٍ !!
جادت به تلك البراءة متبسمة
ولتصرخي ثكلى قتيلٍ يحتضر لعزيمتي
يا ويلتي ... من فوق كتفي زهوري تنكفي
ياويحي .. كيف أبقي أمي ترتقب ؟
فلتنظروا ياسلالتي
أمامكم طفولتي , تناثرت ,
وتفتت فوق الرؤوس وتماطرت
أنظر لقلبي الفارغ ..
أنظر لعيني الغارقة
في بحر ذل طالك .. !
وبه تقيد معصمي , وتشج به إرادتي
فأصيح بك ,,,!
إنقذني من مصيري وصبغته
إسحب كفوفك من بين يديه
وانتشل جسدي الصغير
وأشلاءه وحجارته
وارسم بي كفن الشهيد
من افتداك مسيرة
واروِ بي كل المحيط
فانا كيان برمته
..!!
أنظر إلى كلبٍ يغير ثيابه
ويبدل ثوب الوفاء
بمخالب الجريمة
أنظر إلى أبي هناك ,,,
وهناك أختي وطفلها محمود
ينتظر رضاعة ..
وفي زاوية الشارع المجاور
عمي يفارق رأسه ..
ويمد له يدا ليسترجعه ..!!
وأخي يجدد بحثه بين الركام عله يعثر
بذراعه ,,
تلك التي تضم فيها صحيفته وعلبة القصدير
في جوفها رضعة لابنته الرضيعة ,
وصديقه الأبي الورع
فقد بقايا جثمانه
وها أنا هنا أنتظر
من يأتي كي ..
يلمني ,, ويصرني ,,
ذكرى لقهر عروبتي
وها أنا ابكي على أمي ..
التي تقف على حطام عظمي تنتظر مني
القدوم
لا تدري إن تحت أقدامها ..؟؟!!
بقايا لي تصرخ بها ,,
أن تسعفني بقبلة قبل الرحيل المنتصر
من ثم ارحل مودعا بوصية
أن لا أراها تنتحب ما حل بي ..
وإنما ,, لتبكي دم عروبة
تبتاع اسما لتزدهر
وتبيع لحمي للنسور
ولا تُدين المقتحم
أما أنا أعتز إني لغزةَ
زرعت لحمي ** وبترت جسمي ** وفقدت
روحي
كي تعيش بي إلى النهاية
مغتسلة بدمائي ومفتخرة