قصه جميله جدا ارجو انها تعجبكم ولو انها مختصرة
كان الهدف بعيدا وتدميرة مطلوبا والحموله كبيرة جدا فما العمل
هكذا فكر احد ضباط المخابرات الحربيه في مسئوليه تنفيذ المهمه الموكوله له الا وهي قصف مطار العريش .
كان ذلك في فترة حرب الاستنزاف ، وكان المطلوب من جماعه سيناء العربيه (لمجموعه 39 قتال ) ان تقصف مطار العريش بالكاتيوشا
وان تقصف معسكرا اخرا بعيدا عن مرمي اسلحتنا هو الاخر .
وفي غمرة يأسه واحباطه من عدم اهتدائه لفكرة ما يستطيع بها نقل الصواريخ والقواذف لشرق القناه
ثم التوغل بها الي شرق سيناء قاطعا 200 كيو متر تقريبا وسط القوات الاسرائيليه
في وسط كل ذلم هداه تفكيرة الي فكرة جهنميه ومجنونه ومستحيله
وكان حلها في احد تجار الجمال ، فسأله الضابط المتخفي طبعا ( الجمال تعرف تعوم ؟؟؟ ) فرد التاجر بالنفي القاطع ، فسأل تاجر اخر واخر وكان نفس الجواب ، لكن احد العمال قال بعفويه
( محدش جرب نخليها تعوم قبل كده ) فكان ذلك طوق النجاه للضابط
فمن المعروف ان الجمال تخاف من المياه فما بالك بالعوم فيها
وبعد ايام وفي احد المعسكرات كانت تقف دسته كامله من الجمال ، وكان الهدف منها تدريبها علي العوم ، و قوبلت فكرة الضابط بقليل من الحماس وكثير من السخريه من رفاقه
الا ان الرجل وبعد شهرين من التدريب واليأس أخرج للقوات المسلحه او سته جمال تستطيع العوم
وعلي الفور تم البدء في الخطوه التاليه الا وهي نقل السلاح الي الضفه الاخري
فتم عمل جدول محدد بمواعيد احد الدوريات الاسرائيليه في احد المناطق الغير هامه بين حصون العدو
وعلي الفور بدء التنفيذ
فعبر عده قوارب خشبيه القناه وافرغوا الصواريخ والقواذف علي الشاطئ وبعد قليل وصل قارب اخر يجر خلفه سته جمال بعد ان عبرت القناه سباحه في سابقه هي الاولي تاريخيا
وبسرعه شديده تم تحميل الجمال بالقواذف والصواريخ ومعها خمس جنود وضابط وكميه من التعيينات وعدد من قطع فرو الخروف ، وبعد دقائق تم اخلاء الشاطئ تماما من اي أثر قبل وصول الدوريه الاسرائيليه
وأنطلقت قافله الجمال شرقا تجاه هدفها ، وبعد عده أيام تم نصب قاذفتين كاتيوشا قصيرة المدي حول مطار العريش ، وتم ضبط التوقيت الزمني ليتم اطلاق الصواريخ اليا وعلي فترات زمنيه محدده
وبعد الانتهاء من الضبط ، تم مسح المنطقه بقطع فرو الخروف لمحو اثار الاقدام ، وخلف كل جمل تم فرد قطعه فرو خروف مربوطه في الجمل لكي تمحو اثار اقدام الجمال ولا يستدل علي اتجاهها فيما بعد، وقرب الفجر انطلق اثني عشر صاروخا ليقصفوا مطار العريش في مفاجأه من العيار الثقيل لاسرائيل
وعند عوده الرجال بالجمال الي الضفه الغربيه للقناه وجدوا ضابط المخابرات الشاب في استقبالهم فرحا وابلغهم بالنتائج الممتازة ، وعلي الفور تم اصدار الاوامر بتكرار تلك العلميات وتم بذلك توسيع نطاق العلميات الخاصه ليشمل كل سيناء
والمذهل ان الرجال عندما عادوا لقصف مطار العريش وجدوا قواذفهم القديمه لم تمس ، مما يعني ان الاسرائيلين لم يفطنوا لمكانها في المرة السابقه .
وبناء علي ذلك تكرر قصف مطار العريش ومعسكرات وسط وجنوب سيناء بالصواريخ مرات متتاليه
ورغم الاثر المادي الغير كبير لتلك العمليات فأنها خلفت اثرا نفسيا رهيبا الا وهو ان المصريين قادرون علي الوصول الي عمق العدو وحتي اماكنه ومعسكراته الخلفيه الامنه
ارجو ان تعجبكم القصه ولو انها مختصرة الا انها نشرت في ملحق الاهرام عام 1999 علي خمس حلقات متسلسله
انا قصه لا تنسي بالفعل