دبى : تقيم الطفلة منى وهي من جنسية عربية تبلغ من العمر "12 سنة" في مؤسسة دبي الخيرية لرعاية النساء والأطفال منذ شهر فبراير الماضي، حيث تتلقى علاجاً نفسياً وتأهيلياً مكثفاً في محاولة لتجاوز "الأزمة العميقة"، التي خلفتها جريمة اتجار في البشر ارتكبت بحقها في بلدها وهي في السادسة من عمرها، إذ باعتها عائلتها إلى أسرة أخرى أرغمتها على ممارسة الجنس لكسب المال.
قصة منى التي وصفتها عفراء البسطي المديرة التنفيذية لمؤسسة رعاية النساء والأطفال بأنها شديدة الألم والفظاعة، بدأت حين باعها والداها إلى أسرة من الجنسية نفسها استغلتها في ممارسة الدعارة، لكسب المال منذ سنوات بعيدة، وباتت تدخن بشراهة وتشرب الخمر، ولا تعرف الحديث إلا بالمفردات الجنسية السوقية".
ووفقا لما ورد بجريدة "الإمارات اليوم" ، وصلت منى إلى مؤسسة دبي الخيرية محولة من السلطات المختصة، بعد القبض على أسرتها "غير الحقيقية" في دبي حيث أقامت أخيراً، ودارت حولها الشبهات، وتبين لاحقاً أنها تمتهن الاتجار في البشر.
ووفقاً للمعلومات التي تمكنت المؤسسة من الحصول عليها من الطفلة، فقد نشأت منى في أسرة مفككة، وتمتهن الدعارة، ومنذ سنواتها الأولى لم تتلقَ أية معارف أو توجيهات حياتية ترشدها إلى تمييز الصواب من الخطأ، ولم تعش يوماً طفولة طبيعية، وحرمت من التعلم والدراسة، حتى إنها لم تشاهد قط برامج الأطفال في التلفزيون.
وقالت منى في جمل مقتضبة :" إنها تشعر بعدائية تجاه كل الأطفال في العالم، ولا تحب أياً منهم، إذ إنهم يختلفون عنها، فهم قرأوا الكتب واستخدموا الألوان في الرسم، لكنها لم تفعل ذلك مطلقاً".
وأضافت منى رداً على سؤال، أن أول مرة أجبرت فيها على ممارسة الدعارة، لدى الأسرة التي اشترتها، كانت خلالها مرتعشة ولم تقوَ على الرفض لأنها كانت خائفة من العواقب.
ووفقاً للاخصائية النفسية في مؤسسة دبي الخيرية لرعاية النساء والأطفال، مواهب حسن يوسف، التي تابعت حالة الطفلة منذ اللحظات الأولى، فإن منى بدت منذ أن وصلت وكأنها منتفخة، وحقنت بهرمونات لإنضاج معالمها الأنثوية.
وتابعت الاخصائية قائلة :" كانت عدوانية جداً، وردود أفعالها قوية وتميل إلى ضرب أي طفل تواجهه، وتشعر بالنقص بسبب حرمانها من العاطفة والحنان، والانتماء الأسري، وتنقاد بسرعة إلى الغرائز".
واضافت أن أمها كانت تخبرها، منذ أن كانت صغيرة، بأن أسهل طريقة للحصول على المال هو العمل في الدعارة، وكانت تقول لها إن الأطفال مرغوب فيهم أكثر من الكبار.
وعلى الرغم من صعوبة الحالة النفسية لمنى فإن مؤسسة دبي للمرأة والطفل بذلت جهداً لمحاولة "ترميمها نفسياً واجتماعياً".
وقالت الإخصائية النفسية :" إن تغييرات مهمة طرأت على شخصية منى خلال الأشهر الستة الماضية، «إذ بدأت تتعلم الحروف الأبجدية، وكتابة اسمها، وخضعت لبرامج رياضية، وورش عمل في الرسم والتلوين والرياضيات والدين، كما تمكنت من الإقلاع عن التدخين، وتخلصت من قاموس الألفاظ البذيئة الذي لم تكن تعرف غيره".
وذكرت البسطي أن العمل جارٍ لمعرفة أسرتها الحقيقية، لكن المؤسسة تواجه مشكلة عدم وجود أي معلومات توصل إلى هوية الأسرة الحقيقية، لاسيما أن الأسرة التي اشترتها تخلصت من الأرقام والعناوين التي تدل عليها.