منتديات ايام زمان للدعايه والاعلان
مرحبا بكم معنا ونتمنى لكم قضاء اجمل الآوقات

مع تحيات ادارة المنتدى

منتديات أيام زمان
منتديات ايام زمان للدعايه والاعلان
مرحبا بكم معنا ونتمنى لكم قضاء اجمل الآوقات

مع تحيات ادارة المنتدى

منتديات أيام زمان
منتديات ايام زمان للدعايه والاعلان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ايام زمان للدعايه والاعلان

أجتماعى تقافى فنى منوعات اشعار قصص روائيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
PhotobucketPhotobucketPhotobucketPhotobucketPhotobucket
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» خطوات تعلم المحادثة في اللغة الإنجليزية
موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالأحد نوفمبر 15 2020, 08:53 من طرف yahia

» تركيب مظلات سيارات بالرياض , من غاية الافكار , 0509913335
موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالأحد يوليو 14 2019, 16:59 من طرف Kamelm

» مشبات عصرية , مشبات بأشكال فخمة , بناء مشبات بالرياض , 0503250430
موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالأحد يوليو 07 2019, 14:47 من طرف Kamelm

» رابيزول Rabezole أقراص لعلاج تقرحات المعدة والإثنى عشر
موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالسبت يونيو 29 2019, 00:37 من طرف keanureeves

» شراب دوفالاك Duphalac لعلاج حالات الإمساك المختلفة
موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالسبت يونيو 29 2019, 00:34 من طرف keanureeves

» معلم مشبات الرياض , صور مشبات , مشبات حديثة , 0503250430
موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالجمعة يونيو 28 2019, 03:12 من طرف Kamelm

» أقراص كابوتين Capoten
موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالثلاثاء يونيو 25 2019, 12:37 من طرف keanureeves

» فولتارين جل Voltaren Gel لعلاج آلام المفاصل والالتهابات
موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالثلاثاء يونيو 25 2019, 12:08 من طرف keanureeves

» دواء ليزانكسيا Lysanxia لعلاج الإكتئاب
موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالثلاثاء يونيو 25 2019, 02:20 من طرف keanureeves

» ليفيتام Levetam لعلاج نوبات الصرع
موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالثلاثاء يونيو 25 2019, 02:16 من طرف keanureeves

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
samy khashaba
موسى وهارون : عليهما السلام Vote_rcapموسى وهارون : عليهما السلام I_voting_barموسى وهارون : عليهما السلام Vote_lcap 
موجة مصرية
موسى وهارون : عليهما السلام Vote_rcapموسى وهارون : عليهما السلام I_voting_barموسى وهارون : عليهما السلام Vote_lcap 
ايام زمان
موسى وهارون : عليهما السلام Vote_rcapموسى وهارون : عليهما السلام I_voting_barموسى وهارون : عليهما السلام Vote_lcap 
عصام اسكندر
موسى وهارون : عليهما السلام Vote_rcapموسى وهارون : عليهما السلام I_voting_barموسى وهارون : عليهما السلام Vote_lcap 
barcal2011
موسى وهارون : عليهما السلام Vote_rcapموسى وهارون : عليهما السلام I_voting_barموسى وهارون : عليهما السلام Vote_lcap 
رشا
موسى وهارون : عليهما السلام Vote_rcapموسى وهارون : عليهما السلام I_voting_barموسى وهارون : عليهما السلام Vote_lcap 
nora
موسى وهارون : عليهما السلام Vote_rcapموسى وهارون : عليهما السلام I_voting_barموسى وهارون : عليهما السلام Vote_lcap 
العاشق
موسى وهارون : عليهما السلام Vote_rcapموسى وهارون : عليهما السلام I_voting_barموسى وهارون : عليهما السلام Vote_lcap 
مصطفى فارس
موسى وهارون : عليهما السلام Vote_rcapموسى وهارون : عليهما السلام I_voting_barموسى وهارون : عليهما السلام Vote_lcap 
ناناه
موسى وهارون : عليهما السلام Vote_rcapموسى وهارون : عليهما السلام I_voting_barموسى وهارون : عليهما السلام Vote_lcap 
التبادل الاعلاني
منتدى ايام زمان منتدى اعلان مجانى
التبادل الاعلاني
منتدى ايام زمان منتدى اعلان مجانى
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث

 

 موسى وهارون : عليهما السلام

اذهب الى الأسفل 
+2
العاشق
nora
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
nora
عضو ماسى
nora


العقرب 17/5/2009 : 20/08/2009
العمر : 39

موسى وهارون : عليهما السلام Empty
مُساهمةموضوع: قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر   موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالسبت سبتمبر 26 2009, 22:10


القصة:
قال تعالى:

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) (الكهف)
كان لموسى -عليه السلام- هدف من رحلته هذه التي اعتزمها،, وأنه كان يقصد من
ورائها امرا، فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة،
ومهما يكن الزمن الذي ينفه في الوصول. فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).

نرى أن القرآن الكريم لا يحدد لنا المكان الذي وقت فيه الحوادث، ولا يحدد لنا
التاريخ، كما أنه لم يصرح بالأسماء. ولم يبين ماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى،
هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ولي؟

اختلف المفسرون في تحديد المكان، فقيل إنه بحر فارس والروم، وقيل بل بحر الأردن
أو القلزم، وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل هو بحر الأندلس.. ولا يقوم الدليل
على صحة مكان من هذه الأمكنة، ولو كان تحديد المكان مطلوبا لحدده الله تعالى..
وإنما أبهم السياق القرآني المكان، كما أبهم تحديد الزمان، كما ضبب أسماء الأشخاص
لحكمة عليا.

إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب.. وليس هو علم الأنبياء
القائم على الوحي.. إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض.. علم القدر
الأعلى، وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة.. مكان اللقاء مجهول كما رأينا..
وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر.. لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد.

وهكذا تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه،
يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها.. يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله:
(عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) هو عبد أخفى السياق
القرآني اسمه.. هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.

لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة. فهو كليم الله عز
وجل، وأحد أولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد، والنبي الذي أنزلت
عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما.. هذا النبي العظيم يتحول في القصة
إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم.. ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي
يتجاوز السياق القرآني اسمه، وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه هو الخضر -عليه
السلام- كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون، ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى
علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.

ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى.. يفهمه أنه لن
يستطيع معه صبرا.. ثم يوافق على صحبته بشرط.. ألا يسأله موسى عن شيء حتى
يحدثه الخضر عنه.


والخضر هو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى
العميقة.. إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى
مرتبة الجرائم والكوارث.. وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.. وتثير تصرفات
الخضر دهشة موسى ومعارضته.. ورغم علم موسى ومرتبته، فإنه يجد نفسه في
حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد الذي آتاه الله من لدنه علما.

وقد اختلف العلماء في الخضر: فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره
نبيا.. وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده، فقيل إنه لا يزال حيا إلى يوم
القيامة، وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها، فلا نقول فيها إلا أنه مات
كما يموت عباد الله.. وتبقى قضية ولايته، أو نبوته.. وسنرجئ الحديث في هذه
القضية حتى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.

قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق، ويبدو أن
حديثه جاء جامعا مانعا رائعا.. بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني
إسرائيل: هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
قال موسى مندفعا: لا..

وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله: يا
موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع
البحرين هو أعلم منك.

تاقت نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا
العبد العالم.. سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل،
أي سمكة في سلة.. وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في
البحر، سيجد العبد العالم.. انطلق موسى -طالب العلم- ومعه فتاه.. وقد حمل الفتى
حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم.. وليست لديهم أي علامة على
المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.

ويظهر عزم موسى -عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ولو اضطره
الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا. قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما. على أية
حال فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.

وصل الاثنان إلى صخرة جوار البحر.. رقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى
ساهرا.. وألقت الرياح إحدى الأمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه
الحياة وقفز إلى البحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وكان تسرب الحوت إلى
البحر علامة أعلم الله بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه.

نهض موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر.. ونسي فتاه الذي
يصحبه أن يحدثه عما وقع للحوت.. وسار موسى مع فتاه بقية يومهما وليلتهما وقد
نسيا حوتهما.. ثم تذكر موسى غداءه وحل عليه التعب..
(قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا)..
ولمع في ذهن الفتى ما وقع.


ساعتئذ تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع،
واعتذر إليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذ
الحوت (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون، لقد رأى
الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال.

سعد موسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ما كنا نريده..
إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم.. ويرتد موسى وفتاه
يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى بداية القصة، وكيف تجيء غامضة أشد الغموض،
مبهمة أعظم الإبهام.

أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما
عندها، وتسرب عندها الحوت من السلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا.

يقول البخاري إن موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت
رجليه وطرف تحت رأسه.

فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟
قال موسى: أنا موسى.
قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل.
قال موسى: وما أدراك بي..؟
قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟


قال موسى ملاطفا مبالغا في التوقير: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
).


قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأن الوحي يأتيك..؟ يا موسى
(إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا).

نريد أن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب..
ورد الخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما أن
علم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى: إن
علمي أنت تجهله.. ولن تطيق عليه صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها على علمي
لن تشفي قلبك ولن تعطيك تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم له سببا أو
تدري له علة.. وإذن لن تصبر على علمي يا موسى.

احتمل موسى كلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن يسمح له بمصاحبته والتعلم منه..
وقال له موسى فيما قال إنه سيجده إن شاء الله صابرا ولا يعصي له أمرا.
تأمل كيف يتواضع كليم الله ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا.
قال الخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه
موسى ويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه..
فوافق موسى على الشرط وانطلقا..

انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة، فطلب الخضر
وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضر فحملوه وحملوا
موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينة وغادرها
أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابها يبتعدون حتى بدأ
الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه في البحر فحملته الأمواج بعيدا
.
فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحاب السفينة بغير أجر.. أكرمونا..
وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كان التصرف من وجهة نظر موسى معيبا..
وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كما حركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث
أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذي اشترطه عليه:
(قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا).

وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولة التعليم منه، لأنه لن يستطيع
الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، ويعتذر موسى بالنسيان
ويرجوه ألا يؤاخذه وألا يرهقه
(قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا).

سارا معا.. فمرا على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى كل
واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسى بأن العبد الرباني يقتل غلاما..
ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبها هذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود العبد
الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لن يستطيع الصبر عليه
(قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا)..
ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرة أخرى سيكون من حقه أن
يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).

ومضى موسى مع الخضر.. فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى
القرية، ولا يعرف لماذا يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القرية
فأبوا أن يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جدار يريد أن
ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجل العابد ينهض
ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهش موسى من تصرف
رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العمل المجاني
(قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا)..
انتهى الأمر بهذه العبارة.. قال عبد الله لموسى:
(هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).

لقد حذر العبد الرباني موسى من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن..
إن كل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها
تصدر عن أمره.. كان ينفذ إرادة عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية،
وكانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية..
وهكذا تخفي الكوارث أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثياب المصائب
وتجيد التنكر، وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى، رغم علمه الهائل
غير قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الرباني من علم الله إلا بمقدار ما
يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، من ماء البحر..

كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أن علمه -أي علم
موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب
التي تقع على الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.

إن أصحاب السفينة سيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى
في زي المصيبة.. نعمة لن تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب
ويصادر الملك كل السفن الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة..
وبذلك يبقى مصدر رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.

أيضا سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير
البريء.. غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن الله سيعطيهما بدلا منه
غلاما يرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.

وهكذا تختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهر
الأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي الله موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثم يستلفته
عبد من عباد الله إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة الله الكلية التي تخفي نفسها
وراء أقنعة عديدة.
أما الجدار الذي أتعب نفسه بإقامته، من غير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان
يخبئ تحته كنزا لغلامين يتيمين ضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر
من تحته الكنز فلم يستطع الصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد
نفعهما الله بصلاحه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا
كنزهما وهما قادران على حمايته.

ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة الله التي اقتضت هذا التصرف. وهو أمر
الله لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذه المسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف
فيها وفق ما أطلعه عليه من غيبه.

واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول.. إلا أن
موسى تعلم من صحبته درسين مهمين:
تعلم ألا يغتر بعلمه في الشريعة، فهناك علم الحقيقة.
وتعلم ألا يتجهم قلبه لمصائب البشر، فربما تكون يد الرحمة الخالقة
تخفي سرها من اللطف والإنقاذ، والإيناس وراء أقنعة الحزن والآلام والموت.

هذه هي الدروس التي تعلمها موسى كليم الله عز وجل ورسوله
من هذا العبد المدثر بالخفاء.

والآن من يكون صاحب هذا العلم إذن..؟ أهو ولي أم نبي..؟

يرى كثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء الله تعالى، أطلعه الله على
جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة.. ويرى بعض العلماء أن هذا
العبد الصالح كان نبيا.. ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن سياق القصة
يدل على نبوته من وجوه:

1. أحدها قوله تعالى:

فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا
(الكهف)
2. والثاني قول موسى له:

قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا
قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (الكهف)

فلو كان وليا ولم يكن نبي، لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا
الرد. ولو أنه كان غير نبي، لكان هذا معناه أنه ليس معصوما، ولم يكن هناك دافع
لموسى، وهو النبي العظيم، وصاحب العصمة،
أن يلتمس علما من ولي غير واجب العصمة.
3. والثالث أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام بوحي من الله وأمر منه..
وهذا دليل مستقل على نبوته، وبرهان ظاهر على عصمته،
لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده،
لأن خاطره ليس بواجب العصمة.. إذ يجوز عليه الخطأ بالاتفاق..
وإذن ففي إقدام الخضر على قتل الغلام دليل نبوته.
4. والرابع قول الخضر لموسى:

رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
يعني أن ما فعلته لم أفعله من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به من الله وأوحي إلي فيه.
فرأى العلماء أن الخضر نبيا، أما العباد والصوفية رأوا أنه وليا من أولياء الله

ومن كلمات الخضر التي أوردها الصوفية عنه.. قول وهب بن منبه: قال الخضر: يا
موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. وقول بشر بن الحارث
الحافي.. قال موسى للخضر: أوصني.. قال الخضر: يسر الله عليك طاعته.

ونحن نميل إلى اعتباره نبيا لعلمه اللدني، غير أننا لا نجد نصا في سياق القرآن على
نبوته، ولا نجد نصا مانعا من اعتباره وليا آتاه الله بعض علمه اللدني.. ولعل هذا
الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم الهدف الأصلي للقصة.. ولسوف
نلزم مكاننا فلا نتعداه ونختصم حول نبوته أو ولايته.. وإن أوردناه في سياق أنبياء
الله، لكونه معلما لموسى.. وأستاذا له فترة من الزمن.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العاشق
عضو ماسى
العاشق


السمك 17/5/2009 : 13/03/2010
العمر : 44

موسى وهارون : عليهما السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسى وهارون : عليهما السلام   موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالثلاثاء أبريل 06 2010, 07:53

شكرا وبارك الله فيكي مجهودك الرائع
ومعلوماتك القيمه تقبلي مروري واحترامي
العاشق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رشا
عضو ماسى
رشا


السرطان 17/5/2009 : 13/03/2010
العمر : 41
الموقع : قلبى مثل قبرى لا يسكنه الا واحد

موسى وهارون : عليهما السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسى وهارون : عليهما السلام   موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالأربعاء أبريل 07 2010, 17:08

موسى وهارون : عليهما السلام Df960bc9d81wm2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عصام اسكندر
مشرف منتديات ايام زمان العامه
مشرف  منتديات ايام زمان العامه
عصام اسكندر


الجدي 17/5/2009 : 06/04/2010
العمر : 54

موسى وهارون : عليهما السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسى وهارون : عليهما السلام   موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالإثنين مايو 03 2010, 23:21

موسى وهارون : عليهما السلام 400

موسى وهارون : عليهما السلام 4


تحياتى


عصام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رشا
عضو ماسى
رشا


السرطان 17/5/2009 : 13/03/2010
العمر : 41
الموقع : قلبى مثل قبرى لا يسكنه الا واحد

موسى وهارون : عليهما السلام Empty
مُساهمةموضوع: موسى وهارون : عليهما السلام   موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالثلاثاء سبتمبر 07 2010, 17:43





[size=21]في الزمن الماضي كان يعيش في مصر ملك جبار
طاغية، يعرف بفرعون، استعبد قومه وطغى عليهم، وقسم رعيته
إلى عدة أقسام، استضعف طائفة منهم، وأخذ في ظلمهم
واستخدامهم في أخس الأعمال شرفًا ومكانة، وهؤلاء هم بنو
إسرائيل الذين يرجع نسبهم إلى نبي الله يعقوب-عليه السلام-
وقد دخلوا مصر عندما كان سيدنا يوسف -عليه السلام- وزيراً
عليها.





وحدث أن فرعون كان نائمًا، فرأى في منامه
كأن نارا أقبلت من بيت المقدس، فأحرقت مصر جميعها إلا بيوت
بني إسرائيل، فلما استيقظ، خاف وفزع من هذه الرؤيا، فجمع
الكهنة والسحرة وسألهم عن تلك الرؤية فأخبروه بأن غلامًا
سيولد في بني إسرائيل، يكون سببا لهلاك أهل مصر، ففزع
فرعون من هذه الرؤيا العجيبة، وأمر بقتل كل مولود ذكر يولد
في بني إسرائيل، خوفا من أن يولد هذا الغلام.





ومرت السنوات، ورأى أهل مصر أن بني إسرائيل
قل عددهم بسبب قتل الذكور الصغار، فخافوا أن يموت الكبار
مع قتل الصغار، فلا يجدون من يعمل في أراضيهم، فذهبوا إلى
فرعون وأخبروه بذلك، ففكر فرعون، ثم أمر بقتل الذكور
عامًا، وتركهم عامًا آخر.





فولد هارون في العام الذي لا يُقتل فيه
الأطفال. أما موسى فقد ولد في عام القتل، فخافت أمه عليه،
واحتار تفكيرها في المكان الذي تضعه فيه بعيدًا عن أعين
جنود فرعون الذين يتربصون بكل مولود من بني إسرائيل لقتله،
فأوحى الله إليها أن ترضعه وتضعه في صندوق، ثم ترمي هذا
الصندوق في النيل إذا جاء الجنود، قال تعالى: (وأوحينا إلى
أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي
ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)[القصص: 7].





فجهزت صندوقًا صغيرًا، وأرضعت ابنها، ثم
وضعته في الصندوق، وألقته في النيل عندما جاء جنود فرعون،
وأمرت أخته بمتابعته، والسير بجواره على البر لتراقبه،
وتتعرف على المكان الذي استقر فيه الصندوق.





وظل الصندوق طافيًا على وجه النهر وهو
يتمايل يمينًا ويساراً، تتناقله الأمواج من جهة إلى أخرى،
ثم استقرت به تلك الأمواج ناحية قصر فرعون الموجود على
النيل، ولما رأت أخته ذلك أسرعت إلى أمها لتخبرها بما حدث.
وكانت السيدة آسية زوجة فرعون تمشي في حديقة القصر
كعادتها، ويسير من خلفها جواريها، فرأت الصندوق على شاطئ
النهر من ناحية القصر، فأمرت جواريها أن يأتين به، ثم
فتحنه أمامها، ونظرت آسية في الصندوق، فوقع نظرها على طفل
صغير، فألقى الله في قلبها محبة هذا الطفل الصغير.





وكانت آسية عقيمًا لا تلد، فأخذته وضمته
إلى صدرها ثم قبلته، وعزمت على حمايته من القتل والذبح،
وذهبت به إلى زوجها، وقالت له في حنان ورحمة: (قرت عين لي
ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا
يشعرون)[القصص: 9].فلما رأى فرعون تمسك زوجته بهذا الطفل،
وافق على طلبها ولم يأمر بقتله، واتخذه ولدًا.





ومرت ساعات قليلة وزوجة فرعون تحمل الطفل
فرحة مسرورة به، تضمه إلى صدرها وتقبله، وفجأة بكى موسى
بشدة، فأدركت السيدة آسية أنه قد حان وقت رضاعته فأمرت
بإحضار مرضعة لترضعه، وتهتم بأمره، فجاء إلى القصر عدد
كثير من المرضعات، لكن الطفل امتنع عن أن يرضع منهن، مما
جعل أهل القصر ينشغلون بهذا الأمر، واشتهر هذا الأمر بين
الناس، فعرفت أخته بذلك، فذهبت إلى القصر، وقابلت السيدة
آسية زوجة فرعون، وأخبرتها أنها تعلم مرضعة تصلح لهذا
الطفل. ففرحت امرأة فرعون، وطلبت منها أن تسرع، وتأتي بتلك
المرضعة، فذهبت إلى أمها فوجدتها حزينة على ابنها حزنًا
كبيرًا، فأخبرتها بما حدث بينها وبين زوجة فرعون، فهدأت
نفس أم موسى وارتاح بالها.





ذهبت أم موسى مع ابنتها إلى قصر فرعون،
ولما دخلته أتوها بالرضيع، وبمجرد أن قدمت له ثديها أقبل
عليه الطفل وشرب وارتوى، وأخذت الأم ابنها إلى بيته الذي
ولد فيه، فعاش موسى فترة رضاعته مع أبيه وأمه وإخوته، ولما
عاد إلى قصر فرعون اهتموا بتربيته تربية حسنة، فنشأ وتربى
كأبناء الملوك والأمراء قويًّا جريئًا متعلماً.





كبر موسى، وصار رجلاً قويًّا شجاعًا، وذات
يوم، كان يسير في المدينة فرأى رجلين يتشاجران، أحدهما من
قومه بني إسرائيل، والآخر قبطي من أهل مصر، فاستغاث
الإسرائيلي بموسى، فأقبل موسى، وأراد منع المصري من
الاعتداء، فدفعه بيده فسقط على الأرض ميتًا، فوجد موسى
نفسه في موقف عصيب، لأنه لم يقصد قتل هذا الرجل، بل كان
يريد الدفاع عن مظلوم فقط، وحزن موسى، وتاب إلى الله ورجع
إليه، وأخذ يدعوه سبحانه أن يغفر له هذا الذنب.





ولكن سرعان ما انتشر الأمر في المدينة،
وأخذ الناس يبحثون عن القاتل، ليعاقبوه، فلم يعثروا عليه،
ومرت الأيام، وبينما موسى كعادته يسير في المدينة؛ فوجد
الرجل الإسرائيلي نفسه يتشاجر مع مصري آخر، واستغاث مرة
ثانية بموسى فغضب موسى من هذا الأمر، ثم تقدم ليفض هذا
النزاع، فظن الإسرائيلي أن موسى سيقبل عليه؛ ليضربه لأنه
غضبان منه، فقال له: (يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت
نفسا بالأمس)[القصص: 19].





وعلم المصريون أن موسى هو القاتل، فأخذوا
يفكرون في الانتقام منه، وجاء إليه من ينصحه بأن يبتعد عن
المدينة. فخرج موسى من المدينة وهو خائف، يتلفت يمينًا
ويساراً يترقب أهلها، ويدعو الله أن ينجيه من القوم
الظالمين.





خرج موسى وليس في ذهنه مكان معين يتوجه
إليه، ثم هداه تفكيره إلى أن يذهب إلى أرض مدين، فتوكل على
الله، وواصل السير إليها.





فلما وصل إلى مدين، توجه ناحية شجرة بجوار
بئر، وجلس تحتها فوجد فتاتين، ومعهما أغنامهما تقفان
بعيدًا عن الازدحام حتى ينتهي الناس، فتقدم موسى منهما،
وسألهما عن سبب وقوفهما بعيدًا، فأخبرتاه أنهما لا يسقيان
حتى ينتهي الناس من سقي أغنامهم، ويخف الزحام، وقد خرجا
يسقيان لأن أباهما شيخ كبير لا يستطيع أن يتحمل مشقة هذا
العمل، فتقدم موسى وسقى لهما أغنامهما، ثم عاد مرة أخرى
إلى ظل الشجرة ليأخذ المزيد من الراحة بعد عناء السفر.
وأخذ يدعو ربه قائلاً: (رب إني لما أنزلت إليَّ من خير
فقير)





[القصص: 24].





ولما عادت الفتاتان إلى أبيهما، قصتا عليه
ما حدث، فأعجب الأب بهذا الرجل الغريب وشهامته ومروءته،
وأمر إحدى ابنتيه أن تخرج إليه، وتدعوه للحضور حتى يكافئه،
فجاءت إليه إحدى الفتاتين لتخبره بدعوة الأب، فلبى موسى
الدعوة، وذهب إلى إحدى الفتاتين لتخبره بدعوة الأب، فلبى
موسى الدعوة، وذهب إلى هذا الرجل الصالح، فسأله الرجل عن
اسمه وقصته، فقص عليه موسى ما حدث، فطمأنه الشيخ، وطلبت
إحدى الفتاتين من أبيها أن يستأجر موسى ليعينهما فهو رجل
قوي أمين.





وقد عرض الشيخ على موسى-عليه السلام-أن
يزوجه إحدى ابنتيه في مقابل أن يعمل عنده أجيرا لمدة ثماني
سنوات، أو عشرًا إذا شاء.





فوافق موسى على هذا الأمر، وتزوج إحدى
البنتين، واستمر يرعى الغنم عند ذلك الشيخ عشر سنين، ثم
أراد موسى الرحيل والعودة بأهله إلى مصر، فوافق الشيخ
الصالح على ذلك، وأكرمه وزوده بما يعينه في طريق عودته إلى
مصر.





سار موسى بأهله تجاه مصر، حتى حل عليهم
الظلام، فجلسوا يستريحون من أثر هذا السفر، حتى يكملوا
المسير بعد ذلك في الصباح، وكان الجو شديد البرودة، فأخذ
موسى يبحث عن شيء يستدفئون عليه، فرأى ناراً من بعيد، فطلب
من أهله الانتظار؛ حتى يذهب إلى مكان النار، ويأتي منها
بشيء يستدفئون به.





توجه موسى وفي يده عصاه ناحية النار التي
شاهدها، ولما وصل إليها نداء يقول: (يا موسى. إني أنا ربك
فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى. وأنا اخترتك فاستمع
لما يوحى. إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم
الصلاة لذكري. إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس
بما تسعى. فلا يصدنك نها من لا يؤمن بها واتبع هواه
فتردى)[طه: 11-16]. ثم سأله الله-عز وجل-عما يحمله في
يمينه. فقال موسى: (هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي
ولي فيها مآرب أخرى)[طه: 18].





فأمره الله-عز وجل-أن يلقي هذه العصا،
فألقاها فانقلبت العصا وتحولت إلى ثعبان كبير يتحرك ويسير
بسرعة، فولى موسى من الخوف هاربًا، فأمره الله





-عز وجل-أن يعود ولا يخاف، وسوف تعود عصا
كما كانت أول مرة، فمد موسى يده إلى تلك الحية ليأخذها،
فإذا بها عصا كما كانت.





وكان موسى أسمر اللون، فأمره الله-عز
وجل-أن يدخل يده في ثيابه ثم يخرجها، فخرجت بيضاء ناصعة
البياض، فكانت هاتان معجزتين من الله لنبيه موسى، لتثبيته
في رسالته المقبلة إلى فرعون وملئه، ثم أمره الله-عز
وجل-بالذهاب إلى فرعون لهدايته وتبليغه الدعوة، فاستجاب
موسى لأمر ربه، ولكنه قبل أن يذهب أخذ يدعو ربه بأن يوفقه
لما هو ذاهب إليه، ويسأله العون والمدد، فقال: (رب اشرح لي
صدري. ويسر لي أمري. واحلل عقدة من لساني. يفقهوا قولي.
واجعل لي وزيرًا من أهلي. هرون أخي. اشدد به أزري. وأشركه
في أمري. كي نسبحك كثيرًا. ونذكرك كثيرا. إنك كنت بنا
بصيرا)[طه: 25-35].





فاستجاب الله-عز وجل-دعاءه، فتذكر موسى أنه
قتل رجلاً من المصريين، فخاف أن يقتلوه، فطمأنه
الله-سبحانه-بأنهم لن يصيبوه بأذى، فاطمأن موسى.





وعاد موسى إلى مصر، وأخبر أخاه هارون بما
حدث بينه وبين الله-عز وجل-، ليشاركه في توصيل الرسالة إلى
فرعون وقومه، ويساعده في إخراج بني إسرائيل من مصر، ففرح
هارون بذلك، وأخذ يدعو مع موسى ويشاركه في نشر الدعوة.





وكان فرعون شديد البطش والظلم ببني إسرائيل
فتوجه هارون وموسى





-عليهما الصلاة والسلام-إلى ربهما يدعوانه
بأن ينقذهما من طغيان فرعون. فقال لهما الله تعالى مطمئنًا
ومثبتًا: (لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى. فأتياه فقولا
إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك
بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى. إنا قد أوحي إلينا
أن العذاب على من كذب وتولى)





[طه: 46-48].





فلما ذهب موسى مع أخيه هارون إلى فرعون
قاما بدعوته إلى الله، وإخراج بني إسرائيل معهم، لكن فرعون
راح يستهزئ بهما، ويسخر منهما، ومما جاءا به، وذكر موسى
بأنه هو الذي رباه في قصره وظل يرعاه حتى قتل المصري وفرَّ
هاربًا، فأخبره موسى أن الله قد هداه وجعله نبيًّا، لكي
يدعوه إلى عبادة الله وطاعته، ولكن فرعون لم يستجب له،
فعرض عليه موسى أن يأتي له بدليل يبين له صدق رسالته. فطلب
فرعون منه الدليل إن كان صادقًا، فألقى موسى عصاه فتحولت
إلى حية كبيرة، فخاف الناس وفزعوا من هذا الثعبان، فمد
موسى يده إليها وأخذها فعادت عصا كما كانت. ثم أدخل يده في
جيب قميصه ثم أخرجها فإذا هي بيضاء ناصعة البياض.





ولكن فرعون يعلن في قومه أن موسى ساحر،
فأشار عليه القوم أن يجمع السحرة من كل مكان لمواجهة موسى
وسحره، على أن يكون هذا الاجتماع يوم الزينة، وكان هذا
اليوم يوم عيد فرعون وقومه، حيث يجتمع الناس جميعًا، في
مكان فسيح أمام قصر فرعون للاحتفال.





وسارع فرعون في إعلان الموعد لجميع الناس،
ليشهدوا هذا اليوم، وكتب إلى كل السحرة ليعدوا العدة لذلك
اليوم.. وجاء اليوم المنتظر، وتسابق الناس إلى ساحة
المناظرة، ليروا من المنتصر؛ موسى أم السحرة؟





وقبل أن يخرج فرعون إلى موسى اجتمع مع
السحرة، وأخذ يرغبهم ويعدهم ويمنيهم بآمال عظيمة إذ ما
انتصروا على موسى وأخيه وتفوقوا عليهما، وكان السحرة
يطمعون فيما عند فرعون من أجر ومكانة.





وبعد لحظات خرج فرعون ومن خلفه السحرة إلى
ساحة المناظرة، ثم جلس في المكان الذي أُعد له هو وحاشيته،
ووقف السحرة أمام موسى وهارون





-عليهما الصلاة والسلام-.





بعد ذلك رفع فرعون يده إيذانا ببدء
المناظرة. وعرض السحرة على موسى أحد أمرين؛ إما أن يلقي
عصاه أولاً أو يلقوا عصيهم أولاً. فترك لهم موسى البداية.





فألقى السحرة حبالهم وعصيهم، فسحروا أعين
الناس، وتحولت جميع الحبال والعصيان إلى حيات تسعى وتتحرك
أمام أعين الحاضرين، فخاف الناس من هول ما يرونه أمامهم،
حتى موسى وهارون-عليهما السلام-أصابهما الخوف، فأوحى الله
لموسى ألا يخف ويلقي عصاه، فاطمأن موسى وأخوه لأمر الله،
ثم ألقى عصاه فتحولت إلى حية عظيمة تبتلع حبال السحرة
وعصيهم. فلما رأى السحرة ذلك علموا أنها معجزة من معجزات
الله وليست سحرًا، فشرح الله صدورهم للإيمان بالله وتصديق
ما جاء به موسى فسجدوا لله الواحد الأحد، معلنين إيمانهم
برب موسى وهارون.





وهنا اشتد غيظ فرعون وأخذ يهدد السحرة،
ويقول لهم: (آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي
علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم ولأصلبنكم في جذوع
النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى)[طه: 71].





لكن السحرة لم يخافوا ولم يفزعوا من كلامه
وتهديداته، بعد أن أدخل الله في قلوبهم نور الحق والإيمان،
فقالوا: (لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا
فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنا آمنا
بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله
خير وأبقى. إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها
ولا يحيى. ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصالحات فأولئك لهم
الدرجات العلى. جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين
فيها وذلك جزاء من تزكى)[طه: 72-76].





فغضب فرعون غضبا شديدا، وأخذ المضللون من
قومه يحرضونه على موسى وبني إسرائيل، فأصدر فرعون أوامره
لجنوده أن يقتلوا أبناء الذين آمنوا من بني إسرائيل،
ويتركوا النساء، واستطاع فرعون بهذه التهديدات أن يرهب
الضعاف والذين في قلوبهم مرض من قوم موسى، فلم يؤمنوا به
خوفًا من فرعون وبطشه، وحتى أولئك الذين آمنوا لم يسلموا
تمامًا من الخوف والرهبة من فرعون.





فلما رأى موسى ما أصاب قومه من خوف وهلع،
توجه إلى الله بدعاء أن ينجيه والمؤمنين من كيد فرعون.





وأخذ فرعون يفكر في حيلة للخلاص من موسى،
وذات يوم جمع أعوانه وعشيرته وأعلن لهم ما توصل إليه، وهو
أن يقتل موسى.





وبعد أن انتهى من كلامه إذا برجل من قومه
وعشيرته قد آمن بموسى سرًّا يقول له: (أتقتلون رجلا أن
يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا
فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا
يهدي من هو مسرف كذاب)[غافر: 28]، ثم أخذ يدعو المصريين
للإيمان بالله ويحذرهم من العذاب. فأعرض فرعون عنه ولم
يستمع إلى نصيحته.





ومرت الأيام، وأخذ فرعون وأعوانه في تعذيب
بني إسرائيل وتسخيرهم في العمل، ولم يسمع لما طلبه منه
موسى في أن يتركه وقومه يخرجون من مصر إلى الشام فسلط الله
عليهم أعوام جدب وفقر حيث قل ماء النيل، ونقصت الثمار،
وجاع الناس، وعجزوا أمام بلاء الله-عز وجل-، وأنزل الله
بهم أنواعًا أخرى من العذاب إضافة إلى ما هم فيه كالطوفان
الذي أغرق زروعهم وديارهم، والجراد الذي أكل ما بقي من
زروعهم وأشجارهم وسلط عليهم السوس، فأكل ما اختزنوه في
صوامعهم من الحبوب والدقيق، وأرسل إليهم الضفادع، فأقلقت
راحتهم، وحوَّل مياههم التي تأتي من النيل والآبار والعيون
دمًا.





كل هذه البلايا أصابت فرعون وقومه، أما
موسى ومن آمن معه فلم يحدث لهم أي شيء، فكان هذا دليلاً
وبرهانًا على صدق ما جاء به موسى وأخيه هارون.





ومرت الأيام، واستمرت تلك البلايا، بل إنها
كانت تزداد يومًا بعد يوم، فذهب المصريون إلى فرعون يشيرون
عليه أن يطلق سراح بني إسرائيل مقابل أن يدعو موسى ربه أن
يكشف ذلك الضر عنهم، ويشفع لهم عند ربه هذا العذاب والضيق.





فدعا موسى ربه، حتى استجاب له، وكشف ما
أصاب فرعون وقومه من عذاب وبلاء.





وزاد فرعون في عناده وكفره بالله، ولما رأى
موسى إصرار فرعون على كفره وجحوده، وتماديه في غيِّه
وتكذيبه بكل الآيات التي جاء بها، رفع يديه إلى السماء
متوجهًا إلى الله متضرعًا ومتوسلاً إليه سبحانه أن يخلص
بني إسرائيل من يدي فرعون وجنوده، وأن يعذب الكفرة بالعذاب
المهين.





واستجاب الله-سبحانه وتعالى-دعاء نبيه
ورسوله موسى، وجاء الأمر الإلهي إلى موسى أن يخرج مع بني
إسرائيل من مصر ليلاً، ولا يخاف من العاقبة، وأخبره أن
فرعون سيتبعه، ولكن الله منجيه هو ومن آمن معه وسيغرق
فرعون وجنوده.





فأخبر موسى بني إسرائيل بالخبر، وطلب منهم
أن يتجهزوا للخروج معه إذا جنَّ الليل، فأسرع قوم موسى
يتجهزون للرحيل من مصر، فهي الساعة التي طال انتظارهم بها.





وسار موسى وقومه في اتجاه البحر، وبعد
ساعات طويلة كان موسى ومن معه قد قطعوا شوطًا طويلاً على
أقدامهم، ووصل خبر خروج بني إسرائيل من مصر إلى فرعون فهاج
هياجًا شديدًا، وأصدر أوامره أن يجتمع إليه في الحال جميع
جنوده.





وفي لحظات اجتمع إلى فرعون عدد كبير من
الجنود والفرسان، فأخذهم وخرج بهم يترقب أثر موسى وقومه
حتى أدركهم عند شروق الشمس، وهنا تملك بني إسرائيل الرعب
والفزع من هول الموقف الذي هم فيه، فالبحر أمامهم، وفرعون
وجنوده من خلفهم، فراحوا يتخيلون ما سيوقعه فرعون بهم من
ألوان العذاب والنكال، وظنوا أن فرعون سيدركهم لا محالة.





فأخذ موسى يطمئنهم ويذكرهم بأن الله
سينصرهم وينجيهم، فأمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر،
ففعل، فانشقَّ طريق يابس، فاندفع بنو إسرائيل فيه قبل أن
يصل فرعون وجنوده إليهم، ولما وصل فرعون ومن معه إلى
الشاطئ، كان بنو إسرائيل قد خرجوا إلى الشاطئ الآخر، ولما
رأى فرعون أن الطريق الذي سلكه بنو إسرائيل مازال موجودًا،
اندفع هو الآخر بجنوده للحاق بهم، ولما وصل فرعون وجنوده
إلى منتصف البحر، تحول الطريق إلى ماء، وغرقوا جميعاً.
ولما أدرك فرعون أنه سيغرق أراد أن ينجو بحيلة فقال: (آمنت
أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من
المسلمين)[يونس: 90].





لكن هيهات لقد نفذ أمر الله، وغرق فرعون
وعاين الموت، وأيقن أنه لا نجاة له منه، وفي هذا الوقت لا
تنفع التوبة، ولا ينفع الندم، لقد بلغت الروح الحلقوم،
وجاء إيمان فرعون متأخراً فقد حضر الموت، وفات أوان
التوبة.





وبعد أن لفظ فرعون أنفاسه الأخيرة، حملت
الأمواج جثته، وألقتها على شاطئ البحر ليراها المصريون،
ويدركوا جميعًا أن الرجل الذي عبدوه وأطاعوه من دون الله،
لم يستطع دفع الموت عن نفسه، وأصبح عبرة لكل متكبر جبار.





وبعد أن عبر بنو إسرائيل البحر، ساروا
متوجهين إلى الأرض المقدسة، وفي الطريق رأوا قومًا يعبدون
أصنامًا، فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهًا مثل هؤلاء
الكفار، فصبر موسى عليهم وبين لهم جهلهم، وبين لهم نعم
الله عليهم التي لا تحصى، وأن الله فضلهم على خلقه، وأنه
نجاهم من فرعون وجنوده، وهو وحده المستحق للعبادة والطاعة.





وواصل موسى ومن معه المسير، وحرارة الشمس
تلفح وجوههم، فذهب بنو إسرائيل إلى موسى يشكون له ذلك،
فسخر الله لهم الغمام يقف معهم إذا وقفوا، ويسير معهم إذا
ساروا، ليظلهم ويقيهم ليهيب الشمس الحارقة. ولما عطشوا
أوحى الله إلى موسى أن يضرب بعصاه التي يحملها معه الحجر،
فرفع موسى عصاه وهوى بها على حجر في الجبل وإذا بمعجزة
جديدة من معجزات موسى تحدث أمام عيون بني إسرائيل، حيث
تتفجر بمجرد وقوع العصا على الحجر اثنتا عشرة عينًا، بعدد
قبائل بني إسرائيل الذين كانوا معه، مما جعل موسى يخصص لكل
قبيلة عينًا تشرب منها.





ولما جاعوا أدركتهم نعمة الله، حيث ساق لهم
المن، وهو نوع من الحلوى، والسلوى وهو نوع من الطير يشبه
السمان، فأخذوا يأكلون منه، ولكنهم سرعان ما سئموا هذا
الطعام وملُّوا منه، فذهبوا إلى موسى يشكون له ذلك فقالوا:
يا موسى (لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما
تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها
وبصلها)[البقرة: 61].





فتعجب موسى، ثم أخبرهم بأن ذلك يكون في
الأرض، فليذهبوا إلى مكان يزرعون فيه ويعملون حتى يتحقق
لهم ما يطلبون.





وعاش بنو إسرائيل في أمان واطمئنان،
وأصبحوا في حاجة إلى قانون يحتكمون إليه، وشريعة تنظم
حياتهم، فأوحى الله إلى موسى أن يخرج بمفرده إلى مكان
معين، ليعطيه الشريعة التي يتحاكم إليها بنو إسرائيل وتنظم
حياتهم، فاستخلف موسى أخاه هارون على قومه، ووعظه وذكره
بالله، وحذره من المضلين الذين يحاولون أن يفسدوا غيرهم.





ثم ذهب الجبل الذي تلقى فيه بربه عندما كان
عائدًا من مدين إلى مصر، وعنده أنزلت عليه التوراة، ولما
رأى موسى إكرام ربه له، وتفضله الزائد عليه، طلب من الله
أن يمكنه من رؤيته سبحانه، ظنًا منه أن رؤية الله ممكنة في
الدنيا، فرد الله على موسى مبينًا أن الإنسان بتكوينه هذا
لا يقدر على رؤية الله-عز وجل-، وحتى يطمئن قلب موسى، فقد
أخبره الله أنه سيتجلى للجبل، وما على موسى إلا أن ينظر
إلى الجبل، ويلاحظ ما سيحدث، ونظر موسى إلى الجبل، فرآه قد
اندك وتهدم.





ولقد صور لنا القرآن ذلك: (ولما جاء موسى
لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني
ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى
ربه للجبل جعله دكًّا وخر موسى صعقًا فلما أفاق قال سبحانك
تبت إليك وأنا أول المؤمنين)[الأعراف: 143].





فأخذ موسى الألواح التي فيها التوراة،
وكانت تتضمن المواعظ والأحكام التي بها تنتظم حياة بني
إسرائيل وتستقيم.





وحدث في بني إسرائيل بعد أن تركهم موسى أن
قام رجل منهم يعرف بالسامري، وجمع ما معهم من الحلي
والذهب، وصنع لهم صنما مجوفًا على هيئة عجل إذا دخل فيه
الهواء من جانب خرج من الجانب الآخر محدثا صوتًا يشبه صوت
العجل، وأخبرهم أن هذا هو إلههم وإله موسى، فصدقه بنو
إسرائيل، وعبدوا العجل وتركوا عبادة الله الواحد الأحد،
فتوجه إليهم نبي الله هارون ينصحهم ويعظهم، وأنهم قد فتنوا
بهذا الأمر، لكنهم استمروا في جهلهم، ولم ينتفعوا بنصح
هارون، بل اعترضوا عليه وكادوا أن يقتلوه، وأعلنوا له أنهم
لن يتركوا عبادة هذا العجل، حتى يرجع إليهم موسى.





ولما عاد موسى ووجد قومه على تلك الحالة،
غضب منهم غضبًا شديدًا، ومن شدة حزنه وغضبه مما فعله قومه
ألقى الألواح التي فيها التوراة من يديه، وتوجه إلى أخيه
هارون وأمسك برأسه وجذبه إليه بشدة، وقال له بصوت ظهر فيه
الغضب: (يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا. ألا تتبعن
أفعصيت أمري)





[طه: 92-93].





فقال هارون: (يا بنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا
برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب
قولي)[طه: 94]، وأخبره أن القوم كادوا أن يقتلوه، فتركه
موسى وتوجه إلى السامري؛ ذلك الرجل الذي صنع هذا العجل،
وسأله عن الأمر، فأخبره السامري بما حدث، فأحرق موسى ذلك
العجل حتى جعله ذرات صغيرة، ثم رمى بتلك الذرات في البحر.





هنا أحس بنو إسرائيل بسوء صنيعهم فندموا
عليه، وأعلنوا توبتهم إلى الله، وسألوه الرحمة والمغفرة،
فأوحى الله-عز وجل-إلى موسى أن هارون برئ منهم وأنه حاول
معهم كثيرًا ليبتعدوا عن عبادة العجل، فاطمأن قلب موسى إلى
أن أخاه لم يشارك في ذلك الإثم، فتوجه إلى الله تعالى
مستغفرًا لنفسه ولأخيه، قائلاً: (رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا
في رحمتك وأنت أرحم الراحمين)





[الأعراف: 151].





واختار موسى سبعين رجلاً من خيرة قومه،
وذهب بهم إلى مكان حدده الله-عز وجل-، فلما وصلوا إلى ذلك
المكان، فإذا بهم يطلبون أن يروا الله جهرة، فغضب موسى
منهم غضبًا شديداً، وأنزل الله عليهم صاعقة دمرتهم، وأخذت
أرواحهم. فأخذ موسى يدعو الله ويتضرع إليه أن يرحمهم.





وشاء الله-عز وجل-ألا يخزي نبيه موسى،
فاستجاب له وأحيا أولئك الذين قتلتهم الصاعقة لعلهم يشكرون
الله على نعمة إحيائهم من بعد موتهم، ورجع موسى بهم إلى
قومه فأخذ التوراة وراح يقرؤها على بني إسرائيل ويشرح لهم
ما فيها من مواعظ وأحكام، وأخذ عليهم المواثيق والعهود
ليعلموا بما فيها من غير مخالفة، فلما وعدوه أن يلتزموا
بما فيها أخذهم وسار في اتجاه الأرض المباركة وهي فلسطين،
لكنهم راحوا يتنكرون للتوراة وما جاء فيها من أوامر
وأحكام، فأراد الله أن ينتقم منهم، فرفع من الجبل صخرة
كبيرة وحركها حتى صارت كأنها سحابة تظلهم، ففزعوا منها،
وحسبوا أن الله سيلقيها عليهم، فتوجهوا إلى الله
بالاستغاثة والدعاء، وتابوا إلى الله لينقذهم من الهلاك،
فصرف الله عنهم تلك الصخرة رحمة منه وفضلاً.





ثم أوحى الله إلى موسى بأنه قد حان الوقت
لاستقرار بني إسرائيل، ودخولهم الأرض المقدسة (فلسطين).
ففرح موسى بذلك فرحًا شديدًا. ولكن بني إسرائيل جبناء
خائفون، حيث إنهم أعلنوا ذلك لموسى فقالوا: (إن فيها قومًا
جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها
فإنا داخلون) [المائدة: 22].





وهنا قام رجلان مؤمنان منهم، فقالا لهم:
(ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله
فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)[المائدة: 23]، فما كان رد بني
إسرائيل إلا أن قالوا: (يا موسى إنا لن ندخلها أبدًا ما
داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا
قاعدون)[المائدة: 24].





فاشتد غضب موسى على هؤلاء القوم الذين
ينسون نعمة الله عليهم، فأخذ يدعو ربه أن يباعد بينه وبين
هؤلاء الفاسقين.





فجاءه الجواب من الله عز وجل، قال تعالى:
(فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس
على القوم الفاسقين).[المائدة: 26]





وهكذا حكم الله على بني إسرائيل أن يتيهوا
في الأرض مدة أربعين سنة؛ نتيجة اعتراضهم على أوامر الله،
وعدم امتثالهم لما أمرهم به موسى، وراح بنو إسرائيل يسيرون
في الصحراء بلا هدى واستمروا في التيه حتى دخلوا الأرض
المقدسة بعد ذلك على يد يوشع بن نون بعد أن جمع شملهم.





موسى والخضر:





في يوم من الأيام خطب موسى-عليه السلام-في
بني إسرائيل، ووعظهم موعظة بليغة، فاضت منها العيون، ورقت
لها القلوب.. ثم انصرف عائدًا من حيث جاء، فتبعه رجل وسار
خلفه حتى إذا اقترب منه، سأله قائلاً: يا رسول الله، هل في
الأرض أعلم منك؟ قال: لا.





فعتب الله عليه إذ لم يردَّ العلم
لله-سبحانه-وأوحى إليه أن في مجمع البحرين عبدًا هو أعلم
منك، فنهض موسى، وسأل ربه عن علامة يعرفه بها.





فأوحى الله إليه أن يأخذ معه في سفره حوتًا
ميتًا، وفي المكان الذي ستعود الحياة فيه إلى الحوت فسيجد
العبد الصالح، فأخذ موسى حوتًا ميتًا في وعاء، ثم انطلق
لمقابلة العبد الصالح، واصطحب معه في هذه الرحلة يوشع بن
نون، وكان غلامًا صغيرًا.





سار موسى مع غلامه سيرًا طويلاً حتى وصلا
إلى صخرة كبيرة بجوار البحر، فجلسا يستريحان عندها من أثر
السفر، فوضعا رأسيهما وناما، وبعد فترة استيقظ الفتى يوشع
بن نون قبل أن يستيقظ موسى، فرأى شيئًا عجيبًا، رأى أن
الحوت تحرك ودبت فيه الحياة، ثم سقط الحوت بجوار الشاطئ،
وجاء موج البحر فحمله إلى الداخل، فلما استيقظ موسى نسى
الفتى أن يخبره بما حدث وأخذا يسيران في طريقهما لمقابلة
الرجل الصالح.





ومرت الساعات ومازال موسى وغلامه يسيران
بجد ونشاط لمقابلة الرجل الصالح، حتى أحس موسى بالجوع،
فطلب من فتاه أن يحضر الحوت منه، فأخبر موسى أنه نسيه هناك
عند المكان الذي جلسا فيه ليستريحا من أثر التعب، وقد
أحياه الله، ثم قفز وأخذ طريقه في البحر، فأخبره موسى أن
هذا هو المكان الذي يريده.





ورجع موسى وغلامه إلى تلك الصخرة التي نسيا
عندها الحوت، فوجدا رجلا جالسًا مغطًى بثوب، اسمه الخضر،
فأقبل عليه موسى وألقى عليه السلام، فكشف الخضر الغطاء عن
وجهه وقال: وهل بأرضك من سلام؟ من أنت؟ قال: أنا موسى. قال
الخضر: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال الخضر: فما شأنك؟





قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدًا. فقال
الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك، وأن الوحي يأتيك. يا
موسى إن لي علمًا لا ينبغي لك أن تعلمه، وإن لك علمًا لا
ينبغي لي أن أعلمه. وفجأة جاء طائر صغير وشرب من البحر
بمنقاره، فقال الخضر لموسى: والله ما علمي وما علمك في جنب
علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من
البحر.[البخاري].





ثم أخبر الخضر موسى بأنه لا يتحمل ما سيراه
من أمره، فوعده موسى بالصبر، وحسن الطاعة، فطلب منه الخضر
ألا يسأله عن شيء حتى يذكره هو له.





فوافق موسى على ذلك، وانطلقا يسيران على
شاطئ البحر، فمرت من أمامهما سفينة عظيمة، فكلم الخضر
أصحابها، أن يركب هو وموسى معهم، فحملوهما، ولم يأخذا
منهما أجراً، لأنهم كانوا يعرفون الخضر جيدًا.





ولما سارت السفينة فوجئ موسى بأن الخضر قد
خلع لوحًا من السفينة، فاقترب من الخضر، وقال له: قوم
حملونا بغير نول (أجر) عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق
أهلها. فقال الخضر: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً.
فتذكر موسى ما اشترطه عليه الخضر، فاعتذر إليه بأنه قد
نسى.





فقبل الخضر عذر موسى، ولم يؤاخذه هذه المرة
على نسيانه، ولما رست السفينة على الشاطئ نزل موسى والخضر
وسارا تجاه القرية، وفي الطريق رأى الخضر غلامًا ظريفًا
يلعب مع الغلمان فأقبل عليه وقتله، فلما رأى موسى ذلك أنكر
عليه ما فعل، لأنه قتل نفسًا بغير وجه حق. فذكَّره الخضر
بأنه لن يستطيع معه صبرًا.





فأحس موسى أنه قد تسرع في الاستفسار عن سبب
مقتل هذا الغلام، فاعتذر للخضر، ووعده أنه إن سأله عن شيء
بعد ذلك فليفارقه.





فقبل الخضر عذر موسى في هذه المرة أيضًا،
وسارا في طريقهما حتى بلغ قرية ما، فطلبا من أهلها طعامًا
فرفضوا، وبينما هما يسيران، وجدا فيها جدارًا ضعيفًا
مائلاً معرضًا للسقوط، فاقترب الخضر منه، وقام بإصلاحه
وتقويته، فتحير موسى في أمر هذا العبد الصالح، وتعجب من
سلوكه مع أولئك الذين رفضوا أن يطعموهما، وذكر للخضر أنه
يستحق أن يأخذ أجرًا على ما فعل.





فأخبره الخضر أنه لابد أن يفارقه، وأخذ
يفسر له ما حدث؛ فبين له أن السفينة كانت لمساكين يعملون
عليها في نقل الركاب من ساحل إلى ساحل مقابل أجر زهيد،
وكان هناك ملك جبار يأخذ كل سفينة صالحة من أهلها ظلمًا
وعدوانًا، وأنه أراد أن يعيبها بكسر أحد الألواح حتى لا
يأخذها ذلك الطاغية، لأنه لا يأخذ السفن التالفة.






وأن الغلام الذي قتله كان أبواه مؤمنين،
وكان هذا الغلام كافرًا، فرأى أن قتله فيه رحمة بأبويه
وحفاظًا على إيمانهما حتى لا يتابعانه على دينه، وعسى الله
أن يرزقهما غلامًا غيره خيرًا منه دينًا وخلقًا وأكثر منه
برًا.





وأن الجدار كان مملوكًا لغلامين يتيمين
وكان أبوهما صالحا، وكان تحت الجدار كنز من الذهب، ولو
تركه حتى يسقط لظهر هذا الكنز، ولم يستطع الغلامان لضعفهما
أن يحافظا عليه، لذلك أصلح الجدار لهما حتى يكبرا ويأخذا
كنزهما بسبب صلاح أبيهما فإن صلاح الآباء تصل بركته إلى
الأبناء.





قصة بقرة بني إسرائيل:





حدث في حياة نبي الله موسى أمور عجيبة
وغريبة، منها هذه القصة التي تدور أحداثها حول مقتل رجل من
بني إسرائيل، لا يعلمون قاتله، وقد بحثوا كثيرًا فلم
يعرفوه، فلما ملوا من البحث تذكروا أن بينهم نبي الله
موسى، فذهب بعض الناس إليه وطلبوا منه أن يدعوا ربه لمعرفة
ذلك القاتل، فدعا موسى ربه أن يكشف هذا السر، فأوحى الله
إليه أن يأمر القوم بذبح بقرة، ويأخذوا جزءًا منها يضربون
به القتيل فيحييه الله، ويخبرهم بمن قتله، ولما جاء القوم
أخبرهم موسى بأن الله يأمرهم أن يذبحوا بقرة، فتعجب القوم
من قوله، وظنوا أنه يسخر منهم ويستهزأ بهم، ولم يسارع بنو
إسرائيل بتنفيذ أمر الله، وإنما أخذوا يسألون موسى عن
أوصاف البقرة ويجادلونه، وطلبوا منه أن يبين لهم بعض
أوصافهم.





فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ليست بكراً،
وليست كبيرة قد ولدت كثيرًا، إنما بقرة قوية قد ولدت مرة
أو مرتين، وهي أقوى ما تكون من البقر وأحسنه، ولكنهم لم
يفعلوا، وطلبوا من موسى أن يبين لهم ما لونها.





فأخبرهم موسى أن الله يأمرهم بذبح بقرة
صفراء فاقع لونها، ولكنهم لم يفعلوا، وطلبوا من موسى أن
يزيدهم من أوصاف البقرة، فقد تشابه عليهم البقر. فشددوا
بذلك على أنفسهم فشدد الله عليهم، وأمرهم بذبح بقرة وحشية
لم تحرث أرضًا، ولم تسق زرعًا، خالية من العيوب.





فخرجوا يبحثون عن البقرة المطلوبة حتى
وجدوها، فاشتروها، ثم ذبحوها، وأتوا بها إلى موسى وانتظروا
حتى يروا ما سيقوله لهم، وما سيفعله أمامهم، فتقدم موسى من
البقرة، وأخذ جزءًا منها، وضرب به المقتول، وفجأة تحرك
القتيل حيث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصطفى فارس
مشرف القسم الدينى
مشرف القسم الدينى
مصطفى فارس


الدلو 17/5/2009 : 13/05/2010
العمر : 49

موسى وهارون : عليهما السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسى وهارون : عليهما السلام   موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالأربعاء سبتمبر 15 2010, 12:24

بورك فيكما اخت رشا واخت نور
وجزاكم الله الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahmedkonica
عضو جديد
عضو جديد



الاسد 17/5/2009 : 09/06/2010
العمر : 58

موسى وهارون : عليهما السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسى وهارون : عليهما السلام   موسى وهارون : عليهما السلام Emptyالإثنين يونيو 11 2012, 15:27

بارك الله فيــــــــــــــــــك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسى وهارون : عليهما السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ايام زمان للدعايه والاعلان :: منتديات أيام زمان الاسلاميه :: قصص الانبياء-
انتقل الى: