بالامس كان يوما مشهود يوما معهود من يتذكر انة يوم 11 سبتمبر وبسببة ضربت عراقا
أوراق على بوابة بغداد
( كتبت ما بين سقوط بغداد واعدام صدام )
مَلِكَ الكَونِ أجُوبُ الصّمْتَ ،
اسْتَقْصِي بلادَ العُرْبِ :
في جَام ِ العراق ِ
سقطَتْ كلُّ دموعِي ،
كلماتي ،
وَ صَلاتي !
هَـا أنـَـا كالبَرْق ِ أقْطعُ المَسَافَــاتِ
أُهِيلُ وَحْشَتي على سُخَامِ القلبِ ،
ثمََّ أبْــتَني منْ بعض ِ حرفٍ كاشفٍ :
دربـًا لكلِّ اللحظاتِ.. والوعـــودِ.
……
نُقطةُ تعبرُ في الصَّمتِ،
تـُحَاكي هَــدْ أةَ الليل ِ ،
فتـغْرُبُ على الاثْر ِ :
بَـقَايـا من شُموس ٍ مُتْعَبهْ !
مرةًَ اُخرى ، يُــبَاحُ البَــابُ للرِّيح ِ
وَُشبـَّـاكُ المساءِ المُنتَشِي ، يُــفْتحُ
للدُّخانِ والغاراتِ ،
تَمضِي نصفُ أَلحانِ العصَــافيرِ حزينةً ،
وقدْ أوْحَشَها العَزْفُ،
وكلُّ الاِنفِـــــلات ِ !
…….
وَبـــرُكْن ٍ منْ خَــرَابِ الكَــوْنِ وَالدَّار ِ ،
هناكَ ، تَتَجَمّعُ فتاةٌ مُعجََـبَهْ !
لمْ تـَعُدْ صَلْياتُ عينَيهَا ،
كما كانتْ لهيبــًا ..
ظلَّ خُبْثُ الحرْبِ يقْسُو في جميع الطُرقاتِ ،
وَ يُضَاعِفُ عَمَاها ،
كُلما تَضَاعَفَ النصرُ الأكيدْ !
…….
ها أنــا أضُمُّ ريشي للنوارسِ ،
وأنتظرُ أجرَاسَ العراق ِ..
خائـــــــفًا ،
بعد قليل ٍ سوفَ تمضي سَفْرتي ،
نحو المجاهيل ِ ،
ولا أعرفُ كلَّ الجَبَهات ِ..!
ولقدْ ضاعتْ فوانيسِي لَدَى أوّلِ جسْر ٍ..
فَـتـَزَوّدْتُ بِطينِ الارضِ والشِّـعْرِ ،
فكانَ الحرْفُ يـَلْهو بالقــوافِي ،
وَيـُـبـَاهي بـثُقَابٍ أخضَر في وحْشةِ الليل ِ ،
وَمُدَّ الطينُ فوقَ أصْبُعي..سَالَتْ يـَدي نُــورًا .
تَلَمّسْتُ سوادَ الموقفِ الاَتي وَ عُرْيَ الناس ِ،
والعُرْبِ ..فَقَدْتُ ثـِقَـتي..
صِرتُ اُحَـاذِرُ الاسَامي والفَراشَ ،
وجميعَ الاصدقاءِ.
ثُمَّ نـَـــــــــــادَانِي العِراقُ
وَلقدْ كانَ لوجههِ زوايــَا تُشبهُ الموتَ ،
تَسَارَعَ الوَجِيبُ في فؤادي..
مرّةً اُخرى أَضِيعُ بينَ احزاني وصمتِ الناسِ
لاَ أصِلُ للعراقِ
لاَ اصلُ للعراق ِ..حتَّى وَ لَقَدْ نَفَــذ صَبْري ،
بينما الفتاةُ تبكي ،
وَيغيبُ الاهلُ في لونِ السماء ِ.
قُمتُ مُسرعًا ،
تَـوَضّـأتُ بطينِ اليوم ِ ،
أرْخَيتُ عليهِ رقّـتي ،
وفـاجَأتْني عَبْرَةٌ في العين ِ ، مِمّا رقةُ الطين ِ ،
لهذا الطين ِ قلبٌ عربيٌّ ،
مثلما قَلبي وقلبٌ في العراق..!
هــا أنــا أربطُ قلبي ،رغم كل الحُزنِ من حَوْلي ،
بهذا الطين ِ..
ألْقَــاهُ كَما بَوْصَـلَةٍ :
تَطلبُ وجهَ الشمس في ليل ِ العراق.
………..
بَـدأ الوقتُ يَشُفُّ بالحقيقةِ ، ويـوشِكُ
بـما طـالَ سِنينـًا في غِمار الصمتِ والسُّـكات ِ !
هــا اِنِّي أرى رغمَ عمَى النـــاس ِ :
حريــقًا في العيونِ والجريدِ والفتاةِ !
ثمّ استفسرُ فيمَا تَسْمحينَ يا ضِفَافَ دجلةَ الخَير ِ ،
وكيف يَنتفي النّبضُ بمَاءيـْكَ أيـَا نهرَ الفُرَاتِ !
وَ أمُــدُّ بصري طــولا ًوعرضــًا ،
لم يعدْ يَكْفي وَغطَّتْ حُمرةُ الحربِ المدَى
تُـؤلِمُني عينايَ ، مِمّا صارَ يجري.
أرْتمِي في قلق ٍ
أبْـقَى قليلا فوقَ نخلة ٍ ،
أراقبُ بصمْت ٍ ،
وَدُموعي ملأتْ كلّ الجــهَات ِ !
ويجافيني العراقُ ،
صار منسيًّا ،
وَدبّتْ فيه امراضُ الشّتات ِ !
أكظُمُ الحُزنَ صلاة ً ،
وأطيرُ كَبــسَاط ٍمنْ هوى بين اِنـَـاثِ النّخل ِ ،
أَكْشُفُ على قلبي لهُنّ ،
فَــيـَـرَيْنَ عشْقَ بغدادَ ،
وَخُضْرة ً تَــبـِينُ في محيطِ المستحيلِ ِ !
يَـقفِزُ القلبُ بـِما فيهِ من الحرِّ ،
وَيقصِدُ الفُــراتَ.. يـَتـَبـَرّدُ ،
وَيُرسِلُ مع النّهر ِخِطابــًا للمُرابطينَ ،
ثمّ يرجعُ النّهرُ وقدْ لــُقِّــنَ اسمًا عربيًا ،
ويـُغَـنِّــي رغم الافِ الجراح ِ ،
ويـُغَنّي معهُ النخيلُ ،
بينمـــا يـَنام الكل في قلبي ، وفي الاُفْـــق ِ :
كثيرٌ منْ هَوَى الليلِ ، وبعضٌ مِنْ رجاء ٍ لا يُقاوَمْ !
………..
في طريق ِ اللحظةِ الأخرى منَ الليل ِ :
يَسُودُ الاحْتِراقْ !
وعلى قَلبٍ بكلِّ نخلةٍ تجلسُ بغدادُ
وهَاهِيَ كما تــاريخ ِ حبٍّ ،
اوْ سَراب ٍ تختَفي..
وليسَ نَدري ما يُرَادُ بالفراقْ !
وبحثْتُ في هدوء ٍ عن مفاتيحَ لهذا الأسْر ِ في أحزمَتي ،
طالَ شُرودي ، طاردَتْني كلِماتي ،
ولقدْ أمسَتْ كجمْرةٍ من الحَرب ِ ،
هَرَبتُ أبْــتَغِي بعضَ الهَوَاءِ ،
تَعِبَتْ رُوحِي وَكَثّ الاختناقْ !
أيْ اِلهي ، قد تَــنـَامَى البَغْيُ حدَّ َ الانتِشَاء ِ ،
ورأيتُهم يـَـبِيــعُونَ الوَطَـــــــــــنْ !
كانَ نفْسُ الصّوت ِ والنّــفِير ِ شِيعِيّـًا
يُذكــِّرُ بماض ٍ ضاعَ غَدْرًا ،
فَبَكَــيْـنـَا وَ عَفَوْنــــَـــا ،
اِنّمَــــا ظَــلّوا سِهامًا غَادراتٍ.
وَيزيدُ الغَدرُ مِمّا الحِقدُ والذلُّ وارجاسُ العَمَائِمِ ،
وقَدْ فَاحَ العَفَنْ !
…….
وَطنِي يـَـا أيها المَغدُورُ
يـَـانـَـارًا وثَــأْْرًا ليْسَ يَخْبـُـو
قتلوا زهرةَ عِشْق ٍ في فؤادي !
كنتُ أبْكِي ، لمْ يَعُدْ اسمي ولا ديني
يُدَادي عن بلادي !
وَغَدَوتُ بَعْضَ حَشْد ٍ دَمويٍّ ..
خَلَعَتْني النخلة الصُّغرى ،
وكان بجريدها حريقٌ..
صَرَخَتْ حتّى وَقد صُمّ سَمَاعي..
وَجرَيْتُ نحو دجلةَ وَبِي شَوقٌ :
أريدُ الماءَ كَي اُنقذَ سَعْـفَاتِ النخيل ِ
حَـزّ قلبي عندما أنكَرَني المَـــــــاءُ
فأسْبلتُ عيوني بحنَـــــــــان ٍ ،
وبــقُـرْبي كان أولادُ الكذا :
يغتصبونَ زهرةً اخرى وشيخًا.
عَمّ مُقْتٌ كلّ جسمي
صِرتُ رقمًا في الحروب ِ والحروبُ في مخاض ٍ
في مخاضْ !
اتـُــرَاهُ يتلاشَى لحنُ أمريكا ،
وننعمَ بــنوم ٍ أو صباح ٍ،
وبـٍـقـَـلبنا سلامٌ للعراقْ ؟ !
…..
في طريق الفجر ضجّ الحُزنُ والطيرُ ،
ولاذتْ اخواتُ الشوق ِ باليُــتْم ِ
وهلْ عُريٌ يُداري عُريـَـنا؟
نحن عَــرايَـــــا مثلما بغدادُ ،
لا شيءَ يُــوازي هكذا عَــار ْ !
يَــا ضَيــــــاعِــــــــــي
مَنْ لَــنـَـا في هذه الصّحْرَا ،
سوى ظلٍّ بلا اسم ٍ ولا دَارْ !
…..
في سُـــرَى الفجر يسِيلُ الجوُّ زفـْـتــًا
وأنـــا اقرأ صُورةَ الصباح ِ في عيون الوردِ ،
ما عَــادتْ زهورُ الشرفَاتِ تحْتفِي بالريح ِ ،
انّ الجَوّ موتٌ ومَجَانَــةٌ ،
وَوَجْهي ضَاعَ بالاسَى ،
ووجهُ الناس ِ ضَاعَ بالهوان!
وَيـُـقَالُ اليَومَ عيدٌ..قلتُ لابأْسَ ،
نَــزورُ الشهداءَ ،
ونُلاهي صبيةَ الدرب ِ،
كما كُنّــا زمـــــــــــان !
وكمَا عادَتِها أبْرقت السّماءُ :
نِصْفَ المَطر الخَامر فيها ،
وجميعَ السُّم ِ والدخان ِ
كان الوقت لا يزالُ فجرًا ،
بَقِــيَتْ روحي كطفلةٍ عَلاَها الرعبُ ،
من كل مكانٍ ،
وتُحَاذرُ جميعَ الناس ِ أو تَــغْرقُ في الصمت ِ
وَتهادى في سكونِ الفجرِ :
أنّ الحفلَ شيعيٌّ ،
وقالتْ نخلةٌ كبيرةٌ :
انَّ عظيمًا يـُشْــنَــقُ الانَ،
سَرَتْ رعشةُ حبٍّ في كياني.
لَمْلَمَتْ روحي جَنــاحيْها ،
وطارتْ بي الى الحفل ِ
وجدتُ كلّ امريكا بباب ِ المَسْلخ ِ المُحْتل ِ ،
والبعضُ السّوادُ الفجُّ مِمّنْ لاّ اُســمِّي.
كلّ اسرائيلَ تــزْني ، كيفما شاءتْ ،
وتَــغْـزُلُ على مَــهْــل ٍ حِبالَ الشّنق ِ ،
ما من أحد يشكو ولا بغل ٍ يُـعارضْ !
كُلّهُم في الحفل ِ اسرائيلُ ،
مبسُوطينَ والدنيا بخير ٍ و بخَيرْ !
لَمْ تُطِقْ روحي طقوسَ الحفل ِ والغدر ِ ،
ولكن راحَ بالفخر يُــبَــاهي رأسُ صدامَ :
شُمـُـــــــــوخــًا !
قد أرادوا كُلّهُم أنْ يَنْكُسَ الارضَ ،
بما هوَ مُكبّلٌ.. وأنّى ينفعُ التكبيلُ ،
مادامَ سَماءُ الرّوحِ قَامَ وارتفعْ !
أذْهَلَهُم..شَاهُوا مِنَ الرُّعب ِ ،
وَبعضُ الرعب ِ موتٌ سرمديٌّ ،
وعذابٌ !
اِنّـــــــما تبقَى الشهادةُ خلودٌ
وحياةٌ !
وَرأيتكَ تسيرُ كشُعاع ٍ قربَ تكْريتَ ،
فأدْركتُ بصَمْتٍ وَ جَلاءٍ :
أنّــكَ الانَ حياةٌ لا تُــوازيها حَياة !
…..
مَلِكَ الكَونِ أجُوبُ الصَّمتَ ،
اسْتَقْصِي بلادَ العُرْبِ :
في جَام ِ العراق ِ
سقطَتْ كلُّ دموعِي ،
كلماتي ،
وَ صَلاتي !