من وراء النافذة
لم أعد أطيق الانتظار..
جفناي مثقلان بأحداث اليوم والأمس التي طوت صفحة زمنها ولم تطق قوة وقعها في قلبي وعقلي...
جسدي كله فقد الثقة فى قدمين من ملل لم تعودا قادرتين على حمل سنيني الطويلة الهموم...
أستسلمت للواقع ..لابد من المواصلة طالما هناك أنفاس مرغمة على الدخول إلى صدري والفرار منه..
حين قذفت رأسي للوسادة احتواني سكونها...أين ذهب الشوك الذي عذبني ليلة أمس ولم يترك لي الفرصة وأنا في رحلاتي المكوكية بين الصحو والنوم للتعرف إلى الراحة..احتضنني الحلم..دخلته على استحياء دون أن أطرق بابه فتعبي لم يسمح لي بأي تريث قبل أن يدفعني داخله...
وجدت مقعد الواقع يتوسط أرض الأحلام فألقيت بنفسي عليه كأنه من أهلي...وجدتني أنتظر من جديد..طال الانتظار..أحسست بالإنهاك..تعلقت عيني بباب النوم...أن أندفع نحوه وأفتحه لأخرج من هذا المكان أم أستمر في ربط يدي بخدي حتى أفرغ مخزون الأمل فأنفض استسلامي لهذا العالم...أحسست أن الوقت يأخذني بلا طائل..تحاملت مرة أخرى على قدميّ وقمت أفتح الباب لأخرج...هتف بي صوت أعرفه :قادم إليك...لكأنما اجتذبتني قبضتها الحريرية من عمق اليأس إلى أول درجة فى سلم الأمل...ترددت عيناي بين المقعد والباب..خفت حماسي المقاوم للمكث في الحلم..لكنه لم يمت...شرفة زجاجية دعتني لحل وسط..أسرعت إليها ..أزحت ستائرها الحاجبة وأطللت بكلي على الواقع...لمحتها هناك ..ظلي الجالس على نفس المقعد...مترقباً عودتي ليسكنني بعد أن أفقده الانتظار وعيه...وأوقفه على بوابة الجنون...لماذا أعود إذن وهي تترصدني؟؟
غافلني صوتي وخرج هارباً من أحبالي الصوتية الخرساء..لم تجرؤ إجابة على احتضان سؤالي...
فقط رجع صدى آت من وراء زجاج النافذة...
مع ارق واجمل تحياتي
خالد_قناف