ماما ليست فى القسم و بابا حيتجوز وحيجبلها ضرة واحنا حنبقى ضحايا
٢٨/ ٩/ ٢٠١٠
مصر هى أمى، وكلما سألت عنها قالوا ماما فى المحكمة، لماذا؟ مرة لأنها ذهبت من أجل قضية مدينتى، تبحث عن حقوق أبنائها وتبلغ النيابة عن اختفاء الشفافية، مع أنها تعلم أن غياب الشفافية تحسمه مقولة الإمام محمد عبده «إنما بناء الباطل يتم فى غيبة الحق عنه» كيف حدث ما حدث أمام أعين المسؤولين يا أيها الناس الإجابة هى معلهش جل من لا يسهو، وعلى كل حال اللى انكسر يتصلح، وكل واحد سيأخذ حقه..
ومرة أخرى يقولون إنها فى القسم، ثم فى المحكمة لمتابعة قضية بطلان انتخابات الزمالك، والدنيا مقلوبة فى الفضائيات وهاتك يا «توك شو»، وكذلك قضية أعمال الشغب من المشجعين ومنظرهم الصعب فى بدلة السجن البيضاء وهم حليقو الرؤوس، والأهالى مساكين يبكون أمام كاميرات التليفزيونات خوفا على مستقبل أولادهم وأغلبهم طلبة جامعيون، والجميع ضحية النفخ المتوالى والهوس المسيس للمسألة الكروية.. وماما فى المحكمة هذه المرة من أجل الموتة المأساوية لشاب اسكندرانى مات إثر مطاردة أمنية واختلفت الأقوال حول سبب وفاته، وقامت المظاهرات من أجل ذلك..
وماما راحت القسم مرة أخرى عندما أحال النائب العام مسؤولين عن سقوط طفل كان فى صحبة أمه فوق أحد الكبارى وفجأة اختفى من أمام عينيها، وقع فى حفرة نتيجة إهمال واستهتار عظيم بأرواح المواطنين.. وهى فى القسم أيضا بسبب الكتاب الخارجى والخصومة بين وزارة التربية والتعليم ومكتبات شارع الفجالة، وأولياء الأمور ذاهلون «مذبهلون» إذ أضيفت إلى ابتلاءاتهم واحدة جديدة.. وماما ربنا يعطيها الصحة فى المحكمة كمان مرة بسبب نواب مجلس الشعب وقرارات العلاج على نفقة الدولة، ومن أجل الوزراء الذين عولجوا بالملايين، فى حين تجد المستشفيات الحكومية تحجز واحدة ست بلدياتى من أجل سداد سبعمائة جنيه مصرى فقط لاغير، بل إنهم رفضوا دخولها أصلا فى حميات إمبابة إلا إذا دفعت خمسمائة جنيه دفعها قريب لها وأنقذ الموقف..
وماما فى المحكمة مع ضحايا الخصخصة الذين حصلوا على منحة تفرغ للتدريب على الاعتصامات ولا فائدة.. وماما فى القسم لمتابعة منازعات الأحزاب، عموما ماما فى القسم للأسباب السابقة، وليس للأسباب التى ساقها المدهش يوسف معاطى على لسان سميرة أحمد ومحمود ياسين المحترمين، وهى ليست فى القسم، ولكنها فى الشارع من أجل تعديل الدستور أو من أجل الديمقراطية.. والسؤال هنا على أى حال: إذا كانت ماما طوال الوقت فى القسم أو فى المحكمة فمن الذى سيتدبر أحوال العائلة ويربى العيال؟