براناف ميستري هو مكتشف تكنولوجيا الحاسة السادسة وهي التكنولوجيا التي تمكن الحاسوب من التفاعل المباشر مع العالم المحيط به وهي التي ستفتح الافق الشاسع بين العالمين ( الحقيقي - الالكتروني ) لكي يندمجا معاً وهو يدرس الدكتوراه الآن في معهد ماساتوشتس وعرض في محادثته الممتعة هذه في مؤتمر تيد الهند التكنولوجيا التي إخترعها والتي إرتكزت بالاساس على جلب العالم الرقمي الى العالم الواقعي بدلا من جلب العالم الواقعي الى الرقمي كما يحدث عادة في مقاربات دمج العالمين اليوم .. ولا يحتاج الأمر سوى كميرا صغيرة وجهاز استقبال وكان قد بدء حديثه بقوله
"نحن نستعمل حركات الايماء ... حركة الإيماء ليست للتحكم بالأشياء فقط، ولكن أيضاً للتعامل مع بعضنا البعض لذا فكرت انه يمكن استخدام الايماءات في العالم الرقمي ولكن هذه المرة أريد أن أأخذ العالم الرقمي وأنقل معلوماته الى العالم الملموس لا العكس ... لأن البكسلز،حالياً محصورة في هذه الأجهزة المستطيلة التي تناسب حجم جيبك. لم لا أخرجها من هذا الإطار وأستعملها على الأشياء التي أصادفها كل يوم وبذلك لاأحتاج لتعلم لغة جديدة للتعامل مع البكسلز؟
من أجل تحقيق هذا الحلم، فكرت في وضع جهاز (برجكتور) كبير على رأسي. أعتقد أني لهذا السبب أسميت المشروع البروجكتور الموضوع على الرأس،أليس ذلك واضح؟! فكرت فيها حرفياً، فأخذت خوذة دراجتي ووضعت فتحة في أعلاها لكي أثبت عليها البروجكتور جيدا والآن،ماذا بإمكاني أن أفعل... بإمكاني أن أوسع العالم حولي من خلال المعلومات الرقمية"
قرر براناف تطوير الامر ليصبح اكثر ديناميكية مع الاحتياجات الشخصية .. ومع الاحتياجات المعرفية وهو يقول عن هذ " لاحقاً، أدركت أني أريد ان أتفاعل مع هذه البكسلز أيضا، فوضعت كاميرا صغيرة في أعلى الخوذة أيضا، تعمل كعين رقمية. بعد ذلك انتقلنا الى نسخة أكثر ملائمة للمستهلك،وهي قلادة يعرفها أكثركم باسم جهاز الحاسة السادسة"
الإهتمام في هذه التكنولوجيا هو أنك تحمل عالمك الرقمي معك أينما ذهبت وبإمكانك استخدام أي سطح، أو أي جدار حولك، كواجهة.لأن الكاميرا تقوم بالتقاط كل حركاتك.. أي إيماءة بيديك، إنها تلتقط كل الحركات. . فبإمكانكم الرسم على أي جدار. أو استخدامه كشاشة اسقاط لقراءة المعلومات او تتبع الاخبار
والجميل في هذه التكنولوجيا انه يمكن برمجة الإيماءات حيث يكفي ان تشير بإيماءة التصوير حتى تقوم الكميرا بالتصوير وتخزين الصور
ومن ثم يمكن على أي جدار قريب تعديل وارسال هذه الصور عبر البريد الالكتروني الى جميع انحاء العالم !
وتتعدد استخدامات هذه التكنولوجيا فمن قراءة الملفات الصوتية عن الكتب في المكاتب .. الى مشاهدة الملفات المرئية للاخبار من خلال فقط وضع الجريدة الصباحية امام الجهاز
الى تدقيق حجوزات الطيران عن طريق وضع بطاقة الطائرة امام الجهاز
لكي تصل الى التعرف على الأشخاص " مستقبلا " ومعرفة أسمائهم واهتماماتهم وكل هذا باستخدام الجهاز فحسب وإيماءات الأيدي البسيطة
او حتى الاتصال عن طريق راحة اليد فحسب
[ومن ثم وباستخدم " لاقط " حساس صغير يتم وصله على أي ورقة بيضاء يمكن استخدام هذه الورقة كسطح مكتب تفاعلي يتم تحليل الأوامر والتحركات عن طريق مجس صوتي في ذلك اللاقط مما يسمح بقراءة الكلمات ..والرسم على ورق امام الجهاز وما هي إلا هنيهة وتصل المعلومات الى الحاسوب لكي يتم تعديلها وتنسيقها بنحو لائق ويتم ارسالها على الفور .. كما يسمح نظام البرمجة المتطور باستخدام تلك الورقة كمنصة للعبة والتفاعل مع العالم الرقمي
فالكميرا تقرأ حركات الورقة المتصلة مع اللاقط وترسل تلك المعلومات الى البرنامج لكي تتحرك السيارة مستجيبة لحركة الورقة كما في الحالة السابقة !
وحتماً يمكن استخدام اي جدار او ورقة لتصفح الانترنت اينما كنت
ومن ثم يقول بعد هذا العرض المشوق " أعتقد أن دمج المعلومات مع ما نستعمله في حياتنا اليومية لن يساهم فقط في كسر الحاجز الرقمي، الذي يشكل الفجوة بين عالمنا وعالم المعلومات، بل سيساعدنا أيضاً ، بشكل ما، على البقاء بشراً، و على إتصال مستمر مع العالم الذي نعيش فيه. و ستساعدنا على أن لا نصبح كآلات قابعة أمام آلات أخرى "
والاكثر إمتاعاً وروعة من هذا أن براناف ميستري قرر ان يجعل حقوق استخدام هذه الخاصية مفتوحة تماما للجميع سواء للأفراد .. أو للمؤسسات لكي يتسنى للجميع إستخدامها
شُكراً براناف ميستري
ترجمة المحادثة samy
--------------------------------------------------------------------------------
*ما هو مؤتمر تيد ؟
مؤتمر تيد هو مؤتمر يُعنى بنشر الأفكار التي تستحق التقدير والاهتمام والانتشار في جميع مجالات الحياة سواء كانت تقنية او طبية او علمية او فنية
وهو مؤتمر سنوي رئيسي ينعقد في كاليفورنيا سنويا ويضم تحت لواءه سلسلة مؤتمرات تجري حول أنحاء العالم لنفس الغاية والهدف ويعرض "تيد " جميع فحوى هذه المؤتمرات مجانا على الانترنت ليتم ترجمتها لاحقاً إلى 78 لغة عالمية بواسطة فريق من المتطوعين يضم 3645 مترجماً ومُدققاً ولأن معظم مخدمات الانترنت في منطقتنا العربية مازلت "تحبو " فيما يُعنى في سرعة نقل البيانات أو في نشر الخدمات مما يجعل مشاهدة أفكار المؤتمر أمراً عصياً على نسبة كبيرة من العرب سأقوم بكتابة تقارير نصية عن تلك المحادثات التي قام بترجمته فريق ترجمة تيد إلى العربية لكي يتسنى للجميع الاطلاع والاستفادة منها آملاً أن يحقق هذا هدف تلك المحادثات في نشر الفكر والعلم والأمل في منطقتنا العربية