نشرت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية مقالاً عن مدينة حلب تحت عنوان "السياح يعودون إلى التقاطع التاريخي في سورية" معتبرة أن ما يميز حلب هو المزيج بين التراكم الحضاري والتاريخي.
ووصف كاتب المقال "ليونيل بينر" سوق المدينة بأنه "الأروع بين أسواق العالم العربي والذي على مدى سبعة قرون احتوى جميع أنواع التوابل والحلوى والصابون والحرير والفواكه المجففة والسجاد والحديد والجواهر والنرجيلة" معتبراً أن مايميزه عن باقي الأسواق في المنطقة أنه "ليس فخاً لسياح بل سوق حقيقي" وأن هذا السوق مدينة قائمة بحد ذاتها.
واعتبر الصحفي أن أفضل وقت لزيارة المدينة القديمة في حلب "هو الصباح الباكر عندما يعم الصمت شوارع المدينة الصاخبة وتكون المحلات مغلقة فيستمتع المارة بجمال زخرفة ابوابها الخشبية المنقوشة" مقترحاً "زيارة الجامع الكبير أولاً ثم خانات المدينة الأثرية التي تملأ باحاتها أشجار الياسمين والحمضيات، ومن ثم يتجه السائح إلى قلعة حلب الشهيرة حيث يجد بين أسوارها قصراً وحماماً ومعبداً وسجناً وجامعين ولكن أكثر ما يدهش الناظرين هو منظر المدينة الرائع من هذا الارتفاع".
ويشير المقال إلى أن مركز المدينة يتألف من ثلاثة أقسام المدينة القديمة والمدينة الجديدة ومنطقة "الجديدة"، أما المدينة الجديدة فيرى الصحفي أن "على السائح زيارة فندق بارون الذي بني عام 1911 ومنطقة العزيزية التي تغص بالشباب والمقاهي والمطاعم، أما أجمل منطقة في مركز المدينة فهي ساحة الحطب في منطقة الجديدة حيث يركل أولاد كرة قدم في الساحة بينما يلعب الرجال طاولة الزهر حتى ساعات متأخرة من الليل وتتباهى هذه المنطقة بأفضل مطاعم مدينة حلب على جنبي أزقة الحارة القديمة".
وأشار المقال إلى أن "المطبخ الحلبي يعكس تاريخ المدينة المتنوع فتجري العادة أن تطلب حوالي نصف دزينة من الأطباق المختلفة في جلسة واحدة، ومن مناطق مختلفة والتي قد تشمل المزة أو أطباق المقبلات من الجوز المهروس مع الفلفل الحار، ووجبات رئيسية من السجق والكبة" مشيراً إلى "الطراز الجديد من المطاعم المبنية على أسطح البيوت القديمة والتي تحول بعضها إلى فنادق جميلة".
واعتبر البروفسور الأمريكي والخبير في الشؤون السورية جوشوا لاندس أن "البنية التحتية للسياحة تتحسن بشكل جذري، والفنادق والمطاعم الجديدة قد أظهرت فرص الاستثمار في مدينة حلب القديمة".
وكان الراديو الوطني الأميركي "إن بي آر" أذاع تقريراً عن مدينة حلب ومطبخها لمراسلته "ديبورا ايموس" التي زارت حلب، مشيرا إلى أن حلب باتت عاصمة الشرق الأوسط للتذوق وتنافس مدناً مثل باريس ونيويورك اللتين لطالما اشتهرتا بمطبخهما.