من الصعب أن نحاول أن نقنع البعض بالصبر والسلوان على هذه الحكومة، فمن أسعار الطماطم واللحوم والخضار إلى الكهرباء وسوء الخدمات إلى مشاكل النيل وسرقة زهرة الخشخاش.. للأسف الشديد، كل شىء يزيد علينا النقم والغضب، خاصة عند المواطن المسكين، فكيف لى أن أعيد إليه الانتماء والاندماج والمشاركة فى بناء هذا الوطن؟ فهل هذه الحكومة هى الجيدة والممتازة ولكنها منحوسة، أم الشعب هو المنحوس، ولكنه قادر وجيد ويحمل طاقات وقدرات تبحث عمن يحسن استخدامها ليزيد من الإنتاج وحسن الأداء!
■ النواب الممثلون عن الشعب فى المجلس البرلمانى الأخير، البعض منهم كانوا ممثلين على الشعب، لأن أجندتهم الشخصية أهم من الوطنية، وتم تشويه صورة النائب، فالمصداقية والأجندة الوطنية أصبحتا كلمتين غير قابلتين للتصديق عند رجل الشارع أو الناخب، فالمصالح هى الأساس.. وإحنا فى موسم انتخابات إذن المصلحة للطرفين.. والمصداقية فين؟!
■ غريب ما نسمعه ونشاهده أمامنا الآن، فى ظل محاولة فتح باب الدخول والمشاركة للمرأة فى البرلمان، فتجد من يقول إنها غير دستورية إذن يا سيدى كوتة العمال والفلاحين أيضاً غير دستورية.. فكيف تقبل بهؤلاء ولا تقبل بالمرأة، التى يجب أن يتم اختيارها على أنها قيمة إضافية لهذا البرلمان، فهى الأم والأخت التى ستراقب وتحاسب وتطرح المبادرات ولا تسعى فقط لتقديم خدمات ظرفية قبل الانتخابات وباقى السنة تترك الشعب دون حوار أو وعى أو حتى مناقشة لإحياء حالة الولاء والانتماء للدولة؟!
■ يجب أن تكون المرأة قادرة على الإضافة لتعيد رسم صورة مصر كما نستحقها وليس زيادة النزاع والمشادات أو المجاملة والفساد فى البرلمان.. أما موضوع مسيحى ومسلم، فهذا غير قابل للنقاش بين المواطنين المصريين، فاحترام دين الآخرين هو من احترام أنفسنا وأوطاننا التى تحيا وتعيش بهذا النسيج، فبدونه لا نكون المصريين المنفتحين على الآخر، ولكن كتلة ظالمة ورافضة الآخر.
تقول لى إن قضية العرب الأولى هى فلسطين.. فأقول لك دون مصر لا توجد حلول مهما حاولت سوريا وقطر وإيران ومهما تبجحت وتلاعبت إسرائيل، فإن كانت حكومتنا الحالية مدركة أن الشعب يعانى من الشكوى المستمرة الداخلية، فهناك إحباط من دور مصر الذى قد يكون قد انطفأ فى بعض الدول الخارجية، وربما كان على نواب مجلس الشعب دون إحراج الحكومة والدولة، التحرك لرد الاعتبار لصورة مصر خارجياً..
وهذا ليس بغريب، فهناك ما يسمى «الدبلوماسية الشعبية»، ولها إيجابيات إذا تم استثمارها لحل الكثير من الخلافات.. ولكن الصمت والإهمال وتدهور صورة مصر فى الخارج لا تتحمله فقط الدولة ولا الحكومة، ولكن المثقف والمتعلم والمستثمر والمؤسسات العديدة الناجحة بعملها وإنجازاتها فى مصر المحروسة.. أين دورهم فى استنهاض صورة مصر من جديد؟
مجنونة أسعار الطماطم، ومنحوسة هذه الحكومة، والشعب بين الاختيار الصعب.