عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلىالله عليه وسلم:
"المؤمن مرآة أخيه"
رواه البخاري في الأدب المفرد وأشار إليه الألباني بالصحة
هذا الحديث اشتمل على معان حسنة.
وهذه العبارة الجامعة منه صلى الله عليه وسلم فيها ضوابط النصيحة في ثوب المثل.
وذلك لأن المثل أوقع في النفس من الكلام المجرد وأبقى في الذهن كذلك
ولذا كثر في القرآن الكريم وهذه العبارة يسميها البلاغيون بالتشبيه البليغ، وهو ما حذف منه الأداة ووجه الشبه كما في هذا الحديث والمراد أن المسلم يعمل عمل المرآة لصاحبها.
فماذا تعمل المرآة ؟
المرآة تكشف العيوب البدنية التي تلحق بنا وكذا المسلم يكشف لأخيه ما به من عيوب معنوية وذلك من خلال المناصحه.
والمرآة تكشف العيوب الحسية بلطف، فليس لها عصا غليظة تشير بها إلي موضع العيب ، وكذا المسلم يبين لأخيه العيوب بأسلوب حسن وكلام لطيف.
والمرآة لا تكشف العيوب لغير حاملها
كذا المسلم لا يفضح أخاه، بل يناصحه في السر.
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
تعمدني بنصحك في انفرادٍ........ وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ....... من التوبيخ لا أرضى استماعه
والمرآة لا تذهب بعد أن تكشف العيوب بل تبقي معينة علي إزالتها، وكذا المسلم يبقي معين لك لتتخلص مما أنت فيهمن الأخطاء والعيوب .
ثم إن المرآة لا تحدث بصورتك غيرك، ولا تعرضها لسواك في غيبتك فلا تفشي سرك عند الآخرين، وكذلك ينبغي أن يكون المسلم.
بل إن المرآة لا تحفظ الصورة التي نكون عليها سابقا
وكذا المسلم فإنه ينسي ما بأخيه من العيوب بمجرد أن تزول عنه وتبقى صورة أخيه خالية من العيوب في ذهنه
وبقدر ما تكون المرآة نقية يكون كشفها للعيوب أوضح وشفافيتها في ذلك أكثر، وكذا ينبغي أن يكون المسلم الناصح لأخيه أنقى وقلبه لله أتقي
قال عمربن الخطاب رضي الله عنه: "رحم الله عبداً أهدى إلي عيوبي".
وأخيراً كثير من الناس يعرضون أنفسهم علي المرآة كلما مر عليه وقت أو تغير لهم حال فكذا ينبغي للعاقل أن يطلب النصيحة من أهل الصلاح والتقي ، وليجعل أهل الخير والعقل مرآته.
أسأل الله أن يصلح أحوالنا جميعا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول