الحـمـار وأهـل الـديـار
كان يا ما كان .. فى سالف العصر والأوان ..
وما زال إلى الآن .. فى حاضر الوقت والزمان ..
مجموعة من الفلاحين بقرية .. يزرعون أرضا لهم .. توارثوها عن
آبائهم وأجدادهم ..
وفى يوم من الأيام استيقظ هؤلاء الفلاحين ليجدوا حمارا فى أرضهم ..
يأكل زرعهم .. ويهلك حرثهم ..
فوقف الفلاحون يفكرون .. ويتشارون ..
كيف يمكنهم إخراج الحمار .. وطرده من الديار ..
وأخيرا ..
خلصوا إلى فكرة جهنمية .. وحيلة قوية .. لإخراج الحمار من البرية
فذهبوا وجائوا..
بعصى من الزان .. وقماش من الكتان .. ومجموعة من الألوان ..
ليصنعوا منها لافتات .. مكتوب عليها مجموعة من الشعارات ..
والنداءات .. للشجب والتنديدات ..
مثل ..
لا للحمار .. وليخرج الحمار من أرضنا .. والويل كل الويل للحمار ..
فلم يلتفت إليهم الحمار .. واستمر فى أكل الثمار ..
والرفس والتنهيق .. غير آبه بأى تصفيق ..
أتدرون لماذا ؟؟ .. لأنه حماااااار ..
حيوان أبكم .. لا يعى ولا يفهم ..
فانبرى أحد المثقفين .. الذى يقال له من العارفين .. وقال
أنا عندى فكرة أفضل من ذلك .. تخرجنا من هذه المهالك ..
ويبدو انه كان من مشجعى الزمالك ..
فذهب وصنع للحمار ماكيتا مصغرا .. وسكب عليه بنزينا مسولرا ..
ثم أشعل فيه النار ..
فما كان من الجمع إلا هلل مكبرا .. الله أكبر .. الله أكبر ..
وأخذوا يركلونه بأقدامهم حتى تحطم وتكسر ..
فما هدد ذلك الحمار .. بل بالغ فى السعار ..
وازاد هلكا وتمزيقا .. ورفسا وتنهيقا ..
أتعلمون لماذا ؟؟ .. لأنه حمااااااار ..
فخرج عليهم آخر من علية القوم ..
وقال لهم ماذا تفعلون .. أنا سوف أخلصكم مما تعجزون ..
أنا سوف أذهب وأشتكى هذا الحمار إلى نقابة الحمير بالصومعة ..
فما كان من هذه النقابة إلا أن بعثت للحمار .. حمارا آخر مخططا ..
وآخر حصاوى .. وآخر ببردعه ..
وبعد أن كان هناك حمارا واحدا ..
أصبح بالأرض خمسة بل قل ستة ..
فهل سيفهم الحمار المخطط أكثر من السادة ..
وهل سيكون الحمار الحصاوى أفقه من الحمار ذو البردعة !!!! ..
وهل سيأتى أى من هذه الحمير على حمار من بنى جنسه !!! ..
كلهم فى الكفر سواء ..
إلى أن استيقظ حكيم القرية .. وعيبه الوحيد أنه يصحوا متأخرا دائما ..
ورأى ما آل .. وهمه الوضع والحال ..
ففرك عينيه .. وأمسك بعصاة فى يديه .. وجرى ناحية الحمير ..
وضرب واحدا على رأسه والآخر على رقبته والثالث على مؤخرته ..
فجرت الحمير مفزعة .. خارج الأرض مسرعة ..
وتوتة توتة خلصت الحدوتة .
.................................................. ........
يابنى آدمين ..
العلاج الوحيد للحمار هو الضرب ..
فهل نفهم ؟؟؟ ..
والمصيبة الكبرى أننا قد لا نفهم !!! ..
أو أننا نتعمد عدم الفهم .. إلى أن ألفنا الغباء وعدم المفهومية ..
ولا عجب أننا قد نعلن الحرب غدا على حميرنا الحقيقة ..
ومن هنا أبلغ أسفى لكل طائفة الحمير ..
أننى أتخذتهم مثالا وعرضتهم للخطر ..
منقول