أكرهك... هل قلتها لك قبل الآن!
قلت أحبك، فانهمرت كلمات البوح مدرارا فوق بساتين مفرداتنا العتيقة ،غَسَلَتها من أدران الماضي وبصمات التداول المكرّر، كلما تناولنا كلمةً نجدُ آلاف البصمات النسائية والرجالية عالقةً فوق مساماتها، تشي بمرور آلاف العشّاق من بين عناقيدها وعرائشها...
قلتُ احبّك، فغرق قاموسنا في بحر البوح، وخرج ضيقا، بل أضيَقُ من مقاس حبنا بكثير.
كل مرة أقول لك فيها أحبك، أشعر بالخيبة والهزيمة، فجميع العشاق يتداولون ذات الكلمة، حتى غدت فارغةً من محتواها.
لأني أحبك قررت اختراع قاموس جديد للمفردات، وصرت أقيس الكلمات على حجم حبي لك، وضخامة شوقي إليك..
صغيرة كل الكلمات وكل العبارات، وحتى القصائد ضاقت عن مساحة حبي لك
ضجرا قلت لك: أكرهك!!
نعم أكرهك لأنك أكبر من الكلمات ولأن عبارات الحب التي يستخدمها جميع العشاق صارت غبية وتافهة
قلت لك ضجرا أكرهك فأضاءت حبات اللؤلؤ فوق شفاهك التي أعشق، ولمعت ابتسامة بحجم الكون
من غير ضجر قلت لي وأنت تلمس أطراف أصابعي: أكرهك أكثر وأكثر
أكرهك بحجم هذي السماء التي ترقبنا
أكرهك بحجم حنيني لصدر أمي، وصخب أبي عندما يعود من مقهى الحكايا مساءً.
أكرهك بصدق حبي الذي احتواك طويلا ومازال!
أكرهك بصدق الأنبياء ونقاء هذا المساء
أكرهك بكل حنيني وكل عشقي وكل أشواقي التي تركتها قبل ساعات على شفتيك
بلى أكرهك أنا لأنك تذكرينني دوما بعجزي عن اختراع لغة حب جديدة تليق بمقام حبي لك أيتها الشقية التي سلبت حتى الكرى من عيوني المتعبات.
صار المساء ملعبا نرمي به كرات كرهنا الجميل التي تطاير ريشها الأبيض، ملامسا أهدابنا ثم يتدحرج إلى أعناقنا فنهمس في غفلة من كل القواميس التي مللناها:
احبك لأني..... ا ح ب ك
احبك لأني..... ا ح ب ك
فلتجتمع أحرفي الأربعة هذه أمامك تمثالاً لهذا الحب.
مع أرق واجمل تحياتي
خالد_قناف