قد يبدو من العجيب ان جميع رسل الديانات السماويه الكبرى ( اليهوديه /المسيحيه/الاسلام ) قد عهد بهم فى طفولتهم الى الامهات وحدهن دون مشاركة الآباء. فلم تقم الام بدورها الطبيعى فقط ، بل عوضت الى جانبه فقد الاب او غيابه ... وكان لها الدور الاعظم فى تشكيل وجدان هؤلاء الرسل ..وهو امر طبيعى لاغرابة فيه ولا مصادفة .
لان الامومه فى عاطفتها السخية اقرب الى ان ترعى اصحاب الرسالات السماويه المصطفون لهداية البشريه جمعاء .
# فام اسماعيل _ السيدة هاجر _ عليهما السلام
قد آثرها الله تعالى برعايه اسماعيل ( الجد الاكبر
لرسولنا الكريم محمد ) وانقاذه من الهلاك وهو بعد رضيعا ، بعد ان تركهما ابوه سيدنا ابراهيم - عليه السلام - بواد قفر غير ذى زرع ... فكانت لهفتها على الصغير ، وما عانته من آلام حين راته يكابد
حرقة العطش ، ومسعاها بين الصفا والمروة فى
سبيل نجاته .. حديث التاريخ وصورة تخلد فيها الامومة ، وتتقدس آلامها لدرجة ان تصبح عبادة
ودينا وشعيرة من شعائر الحج .
# وام موسى ( عليه السلام ) ... لم يذكر لنا القرآن الكريم شيئا عن والد موسى ، وانما خص بالذكر امه ، ويسند اليها امر حمايته وليدا ورضيعا ، حين ضاق فرعون ببنى اسرائيل بسبب خبث افاعيلهم وشرهم " واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه ، فاذا خفت عليه فالقيه فى اليم ، ولا تخافى ولا تحزنى انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين " صدق الله العظيم ... ولنا ان نتخيل قوة ايمان هذه الام التى تلقى بوليدها فى النهر بما فيه
من مخاطر وليلتقطه عدو لله وله !!
#وام المسيح عيسى عليه السلام ..السيده مريم
والتى من حق الامهات ان يفخرن بنسبة نبى المسيحيه الى امه ، هذه الام - التى طهرها الله واصطفاها على نساء العالمين - تعرضت لاقسى مايمكن ان تتعرض له انثى من اتهامات تمس شرفها وعفتها .. ولم يشفع لها ما عرفه القوم عنها من عفة وطهارة . وظلت ترعاه الى ان بلغ اشده وانطلق لتبليغ رسالته السماويه .
# واخيرا .. أم خاتم الانبياء محمد عليه الصلاة والسلام ..آمنة بنت وهب ، فقد مات زوجها عبدالله ومازال محمدا جنينا فى رحمها ، وتولت
رعايته حتى بلغ السابعة من عمره .. ووافتها المنية فى اثناء عودتها مع ابنها من زيارة قبر
زوجها بيثرب ، بعد ان اتمت رسالتها المجيده فى
تشكيل وجدان رسولنا الكريم ... وكانت آخر ما رات
عيناها وجه الحبيب المصطفى وهو ينظر اليها بلهفة وهى تحتضر .
رحم الله امهاتنا الاموات واطال الله فى اعمار
الاحياء منهن ومتعهن بالصحه
ووفقنا الله لخدمتهن وجعلهن طريقنا الى
الجنة .