338 مليون مستخدم للانترنت في الصين.. وهو رقم يفوق عدد سكان الولايات المتحدة الامريكية وبالتالي يشعل الحرب بين بكين وواشنطن في مجال استخدام المعلومات والاستفادة من الشبكة العنكبوتية وزيادة مستخدميها علي الرغم من التحذيريات المتكررة التي تطلق من آن لآخر للتحذير من تصفح العديد من المواقع غير المرغوب فيها..
والمعروف ان شبكة المعلومات الدولية الانترنت ساهمت في حصول الاشخاص علي المعلومات المهمة لحياتهم وبناء انواع جديدة ومستحدثة من العلاقات الاجتماعية واعلاء قيم الديمقراطية والشفافية ودفع الاقتصاد الدولي كما ساهمت ايضا في ربط البشر عبر اجهزة الكمبيوتر ليصبح العالم قرية صغيرة تتناقل فيها المعلومات بحرية وسرعة وهو ما اسهم في تحسين حياة البشر بشكل مباشر حيث وصل عدد مستخدمي الانترنت في العالم الي مليار شخص منهم163 مليونا في الولايات المتحدة و60 مليونا في اليابان و37 مليونا في المانيا وبريطانيا و34 مليونا في فرنسا وجاءت الهند رغم عدد سكانها الكبير بـ32 مليون مستخدم فقط بينما بلغ العدد38 مليونا في العالم العربي كله..
اما في الصين فقد ارتفع عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية بقرابة42% خلال العام الماضي ليصل الي298 مليون مستخدم وفق تقرير مركز معلومات شبكة انترنت الصين, الصادر في يناير الماضي.
واشار التقرير الي ان هناك فرصة كبيرة لنمو معدل مستخدمي الانترنت, التي تقف حاليا عند مستخدم واحد مقابل كل اربعة صينيين. وعزا التقرير النمو المطرد في استخدام الانترنت الي تحسن الوضع الاقتصادي, وخطط الحكومة لتوسيع خطوط شبكة الاتصالات في مناطق الريف الواسعة حيث تعمل حكومة بكين علي تحقيق برنامج طموح بمد شبكات الاتصالات, سواء الهاتفية او الانترنت الي جميع قري الصين بحلول العام المقبل.
واصدرت الصين, اخيرا, لائحة سوداءتضم19 موقعا الكترونيا, من بينها جوجل وبايدو, بدعوي نشر الفحش والاباحية ونقلت وكالة انباء الصين الرسمية شينخوا ان الخطوة جاءت فيما اعلن عدد من الاجهزة الحكومية من بينها وزارة الامن العام, عن حملة لتنظيف الشبكة العنكبوتية وقد تعرضت الصين لانتقادات حادة بعد فرض الحكومة قيودا علي مواطنيها لاستخدام الانترنت وفرض رقابة علي الانترنت.
افادت وكالة الصين الجديدة ان عدد مستخدمي الانترنت في الصين تجاوز عدد سكان الولايات المتحدة وبلغ338 مليون شخص في نهاية يونيو الماضي واكدت الوكالة استنادا الي مركز الاعلام الصيني علي شبكة الانترنت ان عدد مستخدمي الشبكة زاد اربعين مليونا في النصف الاول من2009..
وفي نفس الفترة ازداد عدد مستخدمي خدمة الانترنت ذات السرعة العالية بواقع عشرة ملايين شخص ليصل الي5.93 مليون حسب المصدر نفسه. وتدعم الحكومة الصينية تطوير الانترنت مع التحذير من انعكاساته غير المرغوب فيها في المجال السياسي مثل الانفتاح علي الطريقة الغربية..
وتعاني الصين بشدة من ارتفاع معدلات ادمان الانترنت حيث تم تصنيف نحو13% من جملة مستخدمي الشبكة في البلاد الذين تقل اعمارهم عن18 عاما ويبلغ عددهم20 مليون شخص في فئة مدمني الأنترنت واظهر استطلاع رأي ان غالبية تلاميذ المدارس الصينية الذين تتراوح اعمارهم بين4 و14 عاما يفضلون الدخول علي شبكة المعلومات الدولية الانترنت والاستمتاع بها اثناء اجازاتهم الصيفية.
واشار الاستطلاع الي ان حوالي4% فقط من الاطفال اختاروا ممارسة انشطة خارج منازلهم خلال الاجازة الصيفية, فيما شارك9% منهم في المخيمات التعليمية الصيفية في الوقت الذي تسعي حكومة بكين للترويج لاستخدام الانترنت لاغراض تعليمية..
وفي السياق نفسه اشار تساي مدير المكتب الاعلامي لمجلس الدولة الصيني خلال افتتاح مؤتمر المائدة المستديرة الثاني بين الصين وبريطانيا اخيرا في بكين حول الانترنت الي ان الصين قد حققت كثيرا في تطوير شبكة الانترنت والشبكة العالمية ويلعب الانترنت دورا متزايد الاهمية في الحياة الاجتماعية في البلاد فبالاضافة الي الراحة التي جلبها الانترنت للناس فإنه قد يتسبب في بعض المشاكل والتحديات الجديدة. خاصة ان هناك معلومات ضارة مثل المواد الاباحية, وتهديدات السلامة مثل هجمات القراصنة والفيروسات, وجراثم الانترنت التي تهدد مباشرة الامن العام مثل الاحتيال والسرقة علي الانترنت.
وشدد تساي علي ان الانترنت قد اصبح عنصرا حيويا في كل البنية التحتية للبلاد, وامن الشبكات بالتالي هو جزء لا يتجزأ من الامن القومي. وبما ان الطلب واضفاء الطابع العالمي علي الانترنت قد اصبح يتقدم علي الصعيد الوطني, فإن اجراءات عملية وفعالة يجب اعتمادها لتأمين تشغيل آمن وضمان تدفق المعلومات عبر الانترنت.
واقترح تساي اربع نقاط لتعزيز امن الشبكة: اولا, رفع الوعي العام, حيث ان الشباب هم اكثر مستخدمي الانترنت عرضة للخطر, والمعلومات الضارة سوف تؤثر سلبيا علي تنشئتهم, وبالتالي لا بدلنا من جعل المعرفة علي امن الشبكة عالمية وتحسين القدرة علي الحماية الذاتية. ثانيا: اكمال التشريعات المتعلقة بالامن في شبكة الانترنت حيث اصبحت الاخيرة تخترق عميقا في الحياة اليومية, كما انها لم تعد مجتمعا افتراضيا بعيدا عن الواقع, بل اصبحت ميدانا هاما للعالم الحقيقي, ولذلك هناك ضرورة ملحة لتعزيز ادارة الانترنت بواسطة القانون. ثالثا, تعزيز الانضباط الذاتي داخل صناعة الانترنت وان تتحمل شركات الانترنت بوعي مسئولياتها الاجتماعية وتلتزم بالتشغيل القانوني وتقبل المراقبة من الجمهور, والحفاظ علي مصالحه.
رابعا: توسيع نطاق التعاون مع البلدان الاخري ـ نحن بحاجة الي مزيد من البحث عن قنوات للتعاون الدولي, وانشاء تعاون متعدد المستويات وآلية علي المستوي الحكومي, وعلي مستوي الصناعة, ومستوي المؤسسات.