samy khashaba عضو ماسى
17/5/2009 : 23/09/2009 العمر : 56 الموقع : اسكندرية
| موضوع: وكان أبوهما صالحاً ) الجمعة أكتوبر 22 2010, 14:52 | |
| وكان أبوهما صالحاً )
كل واحد منا داخله مخاوف من المستقبل القادم والتحديات الاجتماعية المستقبلية التي فُقدت فيها الثقة والأمان سواء كانت في وسائل الإعلام والاتصال ، أم المؤسسات التربوية .. و أزمة ضياع الوقت عند الأبناء , وأن أبنائنا من الولادة وحتى سن الزواج يكونوا قد شاهدوا عشرة الآف ساعة من التلفزيون وهي كفيله أن تجعله قاضياَ أو طبيباً أو عالماً .. ولكنها كغثاء السيل .. ولكن هناك معاناة أخرى وأخرى ... وكل هذه المخاوف تدور حول كيفية المحافظة على أبنائنا وجعلهم صالحين غير متأثرين بالفساد من حولهم .. لاشك أن الإجابة على مثل هذا السؤال ومواجهة مثل هذا التحدي تحتاج إلى مشاريع ضخمة ,,, ( وأليكم أكبر صك تأمين للأولاد، ولا يمكن لأكبر شركة تأمين أن تقدمه ) قال سبحانه: { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } (9)النساء.
ولكنني أردت أن ألفت النظر بالاضافة إلى توفير الوالدين منا الأمن للابن وتعريفه بصحبة صالحة , والتميز في تربيته .. والتي تعتبر عوامل مساعدة للحفاظ على الأبناء... وأما العامل الرئيسي – والذي أراه يتقدم كل هذه العوامل –
فهو ما أخبرنا به الصحابي الجليل " عبد الله بن مسعود " رضي الله عنه عندما كان يصلي في الليل وابنه الصغير نائم ,, فينظر إليه قائلاً : من أجلك يا بني . ويتلو وهو يبكي قوله تعالى : (( وكان أبوهما صالحاً )) ..
نعم إن هذه هي الوصفة السحرية لصلاح أبنائنا .. فإذا كان الوالد قدوة وصالحاً وعلاقته بالله قوية .... حفظ الله له أبناءه .. بل وأبناء أبنائه من الفتن والانحراف , وان تفنن أهل الفساد بإغواء وإغراء أبنائنا .. فهذه وصفة سحرية و (( معادلة ربانية )) ... كما أنه في قصة سورة الكهف حفظ الله الكنز للوالدين بصلاح جدهما السابع – كما جاء في بعض التفاسير - . ويحضرني في سياق هذا الحديث أنى أعرف رجل - ذو منصب رفيع يعمل في عدة لجان حكومية – ومع ذلك كان يقتطع من وقته يومياً ساعات للعمل الخيري فقلت له يوماً : " لماذا لاتركز نشاطك في عملك الحكومي وأنت ذو منصب رفيع ؟؟!!" . فنظر إليَّ وقال : " أريد أن أبوح لك بسر في نفسي , إن لديَّ أكثر من ستة أولاد وأكثرهم ذكور , وأخاف عليهم من الانحراف , وأنا مقصر في تربيتهم ,, ولكني رأيت من نعم الله عليّ أني كلما أعطيت ربي من وقتي أكثر ,, كلما صلح أبنائي ".... وصدق ابن مسعود عندما قال : (( من أجلك يا بني ))... | |
|