قصة رومانسية بين أمير وأميرة، جمع بينهما الحب، ثم حفل الزفاف، يحيط بهما الأهل والأصدقاء، بالإضافة إلى ملائكة الحب والجمال، هذا هو بعض ما تحكيه الصور الجدارية، والصور المرسومة على الأسقف فى قصر المجوهرات، أو قصر الأميرة فاطمة الزهراء رشدى، إحدى أميرات العائلة المالكة، التى يعود نسبها إلى محمد على باشا، مؤسس النهضة الحديثة فى مصر، وكانت أمها زينب فهمى هى صاحبة قرار إنشاء القصر بمشاركة أخيها المعمارى على فهمى فى تصميمه، مع عدد كبير من المصممين، الذين حرصوا على أن يكون قطعة فنية فريدة فى واحدة من أجمل مناطق الإسكندرية، وهى منطقة زيزينيا، بنى القصر عام ١٩١٩، واستكملت صاحبته انشاءه، وسكنته منذ عام ١٩٢٣، حيث كانت تقضى فيه إجازاتها الصيفية.
ويتكون الجناح الغربى من طابقين كلاهما يضم ٤ غرف، ويربط بين الجناحين بهو يضم ١٠ أبواب زجاجية عليها رسوم ملونة، وتحكى قصة رومانسية جميلة تجمع بين حبيبين، بالإضافة إلى صور جدارية للأميرة فاطمة.
لوحات السقف والحوائط ليست الوحيدة المميزة فى القصر الذى استخدمته الأميرة فاطمة ليكون مصيفا لها ضمن ٣ قصور أخرى، فأرضيته صنعت من أخشاب البلسندى والورد والجوز التركى، لتكتمل بذلك اللوحة الفنية التى زانها وجود مجوهرات العائلة المالكة، التى زادت من بريق أضواء هذا القصر، الذى لا يلزم دخوله سوى دفع ٢ جنيه فقط ثمن تذكرة الدخول، وجنيه واحد فقط للطلاب، بينما للأجانب ٢٠ جنيها.بوابة كبيرة، تفتح على حديقة صغيرة، تطل على مدخلين للقصر، استخدمت إحداهما لدخول الزائرين، والأخرى للخروج، بعد أن تحول القصر الذى عاشت فيه صاحبته بعد الثورة حتى عام ١٩٦٤، عندما قررت تسليمه إلى قيادة الثورة، التى حولته إلى استراحة، ثم حولته الدولة إلى متحف للمجوهرات الملكية منذ عام ١٩٨٦، ونقلت إليه كل المجوهرات التى تحفظت عليها الثورة من أسرة محمد على البالغ عددها ١١ ألفاً و٥٠٠ قطعة حلى، منها تاج الأميرة شويكار المصنوع من البلاتين المرصع بالبرلنت والألماس، الذى يعد من أكبر تيجان الأسرة المالكة، تليه نياشين وأوسمة الملك فاروق، إلا أن أهم المعروضات هى علبة النشوق الذهبية، المرصعة بالماس والخاصة بمحمد على باشا، والشطرنج الخاص به، وسيف التشريفة المصنوع على شكل ثعبان،
كما يضم القصر مجموعة الأمير محمد على توفيق المكونة من ١٢ ظرف فنجان من البلاتين والذهب وفيها ٢٧٥٣ فصا من الماس البرلنت والفلمنك وكيس نقود من الذهب المرصع بالماس، بالإضافة إلى ساعة جيب السلاطين العثمانيين و٦ كؤوس من الذهب مرصعة بـ ٩٧٧ فصا من الماس، بالإضافة إلى مجوهرات الخديو سعيد باشا والمكونة من مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية وأوسمة وقلائد مصرية وتركية وأجنبية مرصعة بالمجوهرات وتنفرد الملكة فريدة بحجرة مميزة لمجوهراتها.