عشت في البرازيل كصحافي طوال 20 سنة تقريبا، وكنت دائما أسمع وأقرأ جديدا عن بيليه، نجم الكرة الشهير. ومع أنني معجب به وبأخلاقه جدا، وما أزال، لكنني لم أجتمع به أو أراه شخصيا إلا مرتين وبالصدفة، مع اتصالين عبر الهاتف في مهمة إنسانية شاركت بها محطة "العربية" لإنقاذ مخطوف بالعراق قبل 5 سنوات.
ولست معجبا ببيليه لأنه معروف لدى الصغير والكبير في 5 قارات كأكبر نجم كرة قدم عرفته اللعبة، بل لأنه عصامي بدأ الحياة يمسح أحذية الناس بالشوارع ثم ارتقى وأصبح وما يزال "الجوهرة السوداء" والمليونير الكبير، بل و"الملك" الكروي الأشهر بلا منازع من دون أن يفقد أخلاقه ومناقبه، وهي رأسماله الكبير.
مرة، وكان ذلك في 1980 بسان باولو، كنت أنتظر وصول المصعد إلى الطابق الأرضي ليحملني إلى الخامس في إحدى العمارات، وفجأة رأيته ومعه 3 مرافقين يأتي ويقف منتظرا المصعد إلى جانبي وخلفه حشد من فضوليين تراكضوا نحوه من الشارع ليروه.
وحين وصل المصعد أصر أن أدخل أنا أولا، وقال: "كنت بانتظاره قبلنا، فهيا بنا". وطلبت منه مقابلة لمجلة "الوطن العربي" التي كانت تصدر بباريس، فقال: "ok ولكن من أنت ومن أين" ؟. قلت: "أنا فلان.. صحافي من لبنان ومهاجر بالبرازيل منذ 5 سنوات". قال: "مدير أعمالي لبناني مثلك، اتصل به وهو يقرر" ثم قطع وصول المصعد إلى الطابق الخامس حديثي معه، ولم أحصل على المقابلة في ما بعد.
وبعد عامين رأيته في حفل كرنفالي بالريو دي جنيرو، فطلبت المقابلة ولم يقبل لأنه كان مرتبطا بعقد يمنعه من اتخاذ القرار بإجراء المقابلات، ومن بعدها لم أر بيليه إلا على الشاشات الصغيرة وفي الصور، لكنني كنت دائما أرغب بالكتابة عنه، فبقيت أنتظر خبرا يتعلق به حتى عرفت أن البرازيل ستحتفل بدءا من الخميس 21-10-2010 بعيد ميلاده السبعين، مع أنه يحتفل به في 23 أكتوبر.
مرن كالنمر وسريع كالفهد وماكر كالثعلبقبل أن أكتب عن بيليه بحثت هنا وهناك لأرى ما الذي ورد في الصحافة العربية عن رجل سحر العالم طوال 21 سنة، فما عثرت إلا على موضوعات مكررة من أخرى قديمة وتمجده كنجم كروي، من دون أي معلومات شخصية تلبي الفضول، لذلك فهي لا تعطي فكرة عن بيليه كإنسان، ولا حتى كنجم كروي أيضا.
ربما لهذا السبب لا نرى التفاصيل معروفة عنه بشكل جيد لدى الجيل العربي الجديد من المشجعين، كما مارادونا أو رونالدو أو روبينيو ورونالدينيو وزيدان وسواهم مثلا، ولو قام أحدهم في هذه الأيام باستفتاء عمن هو الأفضل في عالم الكرة، لفاز مارادونا ربما أو زيدان، كما كانت ستفوز نانسي عجرم أو هيفاء وهبي أو إليسا على أم كلثوم في ما لو جرى استفتاء عمن تكون أفضل مطربة عربية.
لكن بيليه، الذي أبصر النور في 21 أكتوبر(تشرين الأول) 1940بقرية "تريس كوراسوينس" (القلوب الثلاثة) في ولاية ميناس جيرايس، في وسط البرازيل،، هو أفضل نجم كرة في القرن العشرين على الإطلاق، وهذا هو رأي الفيفا التي منحته اللقب عام 2000 كما وتصنيف معظم خبراء اللعبة والملمين بالماهرين فيها.
والسبب في مهارة بيليه غير الاعتيادية باللعبة هو أن صفات عدة اجتمعت فيه مرة واحدة وجعلته نجما منذ سن المراهقة، فقد كان في الملعب "مرنا كالنمر وسريعا كالفهد وماكرا كالثعلب" وفوق ذلك كله لديه حاسة سادسة كروية تجعله سريع البديهة يعرف إلى أين سيرمي زميله بالكرة، فيتجه إلى المكان ليلتقي بها فيه قبل أن تتحرك نحوه، ثم يتعامل معها بخفية بقدميه أو برأسه ليسددها إلى مرمى الخصم بشكل مفاجئ ورشيق، إلى درجة أنه سجل هدفا في إحدى المرات وهو يسقط بعد أن دفعه لاعب منافس لم يلحظه الحكم.
هل أطلق اللبنانيون اسم "بيليه" على أشهر لاعب كرة في العالم؟وكنت جمعت الكثير من المعلومات عن بيليه لأقدمها لجيل جديد من المشجعين العرب للعبة، بحيث يتعرفون إليه تماما، كما ولإغناء المنشور عنه بالعربية على الأقل، والجردة أدناه تلخص بيليه كما كان وكما هو الآن:
يحتفل بيليه، واسمه الحقيقي إديسون أرانتس دو ناسيمنتو، بعيد ميلاده في 21 أكتوبر، لكن الآخرين يحتفلون به في 23 أكتوبر، لأنه بعد يومين من ولادته قام والده بتسجيله في دائرة النفوس، لذلك ستستمر الاحتفالات بعيد ميلاده 3 أيام، وستشمل فريق كوزموس في الولايات المتحدة، ومشجعين لبيليه في عدد كبير من الدول.
لقد بقي في قريته حيث أبصر النور حتى الخامسة، وفي 1945 انتقلت عائلته إلى بلدة "باورو" في سان باولو، حيث عاش فقيرا معدما إلى درجة عمل معها ماسحا للأحذية وهو بعمر 12سنة وبائعا متجولا على قدميه في الشوارع. ولبيليه شقيقة واحدة وأخ واحد.
أما والده فاسمه جوان راموس دو ناسيمنتو (توفي في 1996) كان لقبه "دوندينيو" حين كان لاعبا هاويا للكرة بفريق اسمه سان لورانسو. أما لقب "بيليه" فلم يأت من بائع لبناني متجول، كما يروّج بعض اللبنانيين المهاجرين في البرازيل، فيقولون إنه من "بي" وتعني قدم بالبرتغالية، مضافا إليها "ولاه" العامية اللبنانية.
وقد ظهر لقب"بيليه" على مراحل في حياته، فحين كان يشاهد مباريات يخوضها والده كان يصرخ مرددا اسم حارس مرمى فريق أبيه، واسمه Bilé بالبرتغالية، من أجل أن يشجعه على الإمساك بالكرة. ولكثرة ما ردد "بيليه" اسم حارس المرمى أصبح الاسم لقبه هو مع الوقت، مع تغيير الحرفين الأولين. وبيليه صرح مرات عدة بأنه لا يحب لقبه "لكن الآخرين أحبوه فاحتفظت به" كما قال.
وأسس بيليه فريقا في "باورو" مع أطفال الجيران سماه "فريق 7 سبتمبر" وهو يوم استقلال البرازيل. ثم انضم إلى فريق "سانتوس" في 1956 حين كان عمره 15 سنة، وفيه سجل أول هدف بعد الاحتراف ذلك العام، وكان الهدف هو السادس في مباراة انتهت بسبعة أهداف سجلها سانتوس في مرمى "كورينتياس" الذي لم يسجل سوى هدف واحد.
ولعب 18 سنة مع سانتوس (1956-1974) من دون أن ينتقل إلى سواه، كإخلاص منه للفريق الذي منحه أهم فرصة في حياته، مع أنه تلقى عشرات العروض من الداخل والخارج، وخلال تلك المدة فاز "سانتوس" مرتين ببطولة القارات، إحداهما في 1962 ضد بنفيكا.
لعب 1375 مباراة وسجل 1284 هدفاً
بيليه اسم لأكثر من 20 سلعة ومؤسسة في البرازيل، كما للملعب الرئيسي بولاية "ألاغوواس" في الشمال، إضافة إلى مركز للتدريب الكروي اسمه "الملك بيليه" بمدينة سانتوس البعيدة 70 كيلومترا عن سان باولو.
بدأ بيليه يلعب مع المنتخب حين كان عمره 16 سنة وسجل أول هدف له في مباراة مع الأرجنتين التي فازت 2-1 على المنتخب البرازيلي. أما أول مشاركة له في المونديال فكانت في 1958 بالسويد، حيث كان المسبب في فوز البرازيل بأول كأس ببطولة العالم لكرة القدم.
وفي مونديال 1962 فازت البرازيل أيضا بالكأس التي خرجت منها في 1966 لخسارتها 3-1 أمام البرتغال، لتعود وتفوز ثالثة في 1970 بالمكسيك. بعدها بعام ودع بيليه المنتخب الذي لعب 114 مباراة لصالحه سجل فيها 95 هدفا، وما زال للآن الوحيد الذي حقق لبلاده الفوز في 3 مونديالات.
في اكتوبر 1974 ودع بيليه فريق "سانتوس" في منتصف إحدى المباريات، وفجأة ركع على الأرض، ثم راح يقبل عشب الملعب، ومن بعدها نهض وبدأ يلوح بيديه ويقول "الوداع الوداع" وهو يبكي، فبكى معه كثيرون من"سانتوس" ومن كانوا على المدرجات. بعدها تعاقد لخمس سنوات مع فريق "كوزموس" الأمريكي لقاء 7 ملايين دولار، وكان أكبر مبلغ يتقاضاه لاعب كرة حتى ذلك الوقت. ثم اعتزل اللعبة نهائيا في أول أكتوبر 1977 بعد مباراة بين "سانتوس" وكوزموس.
طوال 21 سنة من الاحتراف (1956-1977) سجل 1284 هدفا في 1375 مباراة، وأكثرها إثارة كان الهدف رقم 1000 في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 1969 أمام 120 ألف متفرج جاؤوا إلى ملعب "ماراكانا" في الريو، وهو الأكبر في العالم، حيث فاز سانتوس على فاسكو دي غاما (2-1) وفي تلك المباراة سجل الهدف المثير من ضربة جزاء، ثم راح يهرول بالملعب ويلوح بيديه ويقترب من الصحافيين ليقول: "انسوني بعد الآن، ولا تهتموا إلا بالأطفال" وهي عبارة شهيرة لبيليه.
أجمل أهداف بيليه: يتملص من 5 لاعبين وينفرد بحارس المرمى
البيت الذي عاش فيه بيليه سيتحول الى متحفلكن أجمل هدف سجله بيليه، برأيه كما يقول، كان ضد فريق "جوفينتوس باوليستا" حيث تملص من 5 لاعبين اعترضوه، فتهدى الجميع وتوجه الى المرمى وهو ينقل الكرة من رأسه الى قدميه، ومنهما الى رأسه ثانية، حتى وصل الى المرمى وحيدا أمام الحارس تقريبا، فسددها برأسه في هدف أثار الإعجاب، وحمل حتى مشجعي "جوفينتوس" نفسه على التصفيق والتهليل احتراما لأجمل هدف.
أما أجمل تسديدة كادت تتحول إلى هدف من بيليه فكانت في مونديال 1970 بالمكسيك أثناء المباراة ضد تشيكوسلوفاكيا، حيث لاحظ والكرة معه في وسط الملعب أن الحارس التشيكي بعيد بعض الشيء عن مرماه، فاغتنمها فرصة وسددها من بعيد فمضت متطايرة ولاحظها حارس المرمى التشيكي وراح يتراجع من دون أن يحيد بنظره عنها ليلتقطها فلم يستطع، ولولا ارتطمت بالعارضة لكانت هي أجمل أهداف "الجوهرة السوداء" على الإطلاق.
وستبقى تلك التسديدة بين الأجمل في المونديالات التي يمكن مراجعة فيديوهات عنها وعن غيرها لبيليه على موقع "يوتيوب" الشهير وسواه لرؤيتها. وأكثر عدد من الأهداف سجله بيليه في مباراة واحدة كان في 1964 أثناء مباراة بين سانتوس وفريق "بوتافوغو دي ريبيرون بريتو" وانتهت بتسجيل سانتوس 11 هدفا لقاء لا شيء، سجل منها بيليه وحده 8 أهداف.
ويليه كان السبب في هدنة طويلة في الحرب الأهلية في الكونغو حين زاره في 1969 فأوقفت المليشيات المتصارعة القتال احتراما لوجوده في البلاد. أما لقب "الملك" فاكتسبه في 1961 من الصحافة الفرنسية. وفي 1981 اختارته صحيفة "ليكيب" الفرنسية أفضل لاعب كرة قدم في القرن العشرين. وبيليه حاصل على الدكتوراه من جامعة سانتوس بالتربية الرياضية. كما كان وزيرا للشباب والرياضة بين 1995 و1998 في حكومة الرئيس فرنندو هنريكي كردوزو.
بيليه يوقف الحرب الأهلية في بلد إفريقي
حياة بيليه الشخصية كانت مضطربة بعض الشيء، فقد تزوج مرتين، وهو أب لسبعة أبناء، اثنين منهم من علاقتين غير شرعتين، وواحدة من ابنتيه غير الشرعيتين كان اسمها ساندرا وتوفيت في 2006 بالسرطان. وأول زوجة لبيليه هي روزميري شولبي، التي اقترن بها في 1966 وأنجبت له 3 أبناء: كيلي وجنيفر وإيدسون (أدينيو) الذي لعب مع "سانتوس" أيضا كحارس مرمى.
ويختلف إدينيو عن أبيه اختلاف بيليه عن مارادونا، لذلك زجوه في 2005 بالسجن لمتاجرته بالمخدرات، مع أن ثروة أبيه السخي على العائلة والآخرين تزيد على 200 مليون دولار. ثم تزوج بيليه في 1994من عالمة النفس أسيريا ليموس، فأنجبت له توأما من ذكر وأنثى: جيشوا وسيليستي، والأخيرة على اسم والدته.
وحقيبة بيليه مكتظة بالألقاب والمهمات، فهو سفير الأمم المتحدة لشؤون البيئة وسفيرها أيضا للنوايا الحسنة، وسفير منظمة اليونيسكو لشؤون التربية. وفي 1997 منحته الملكة اليزابث الثانية لقب فارس الامبراطورية البريطانية، وهويحمل جواز سفر دبلوماسي، وباسمه توجد شوارع وساحات في 12 دولة، منها الولايات المتحدة، وهو مواطن شرف في فرنسا والمكسيك، وعنه تم تأليف أكثر من 1400 كتاب وأعدوا أكثر من 100 فيلم وثائقي.
وقد دخل بيليه عالم السينما، فقام بدور رئيسي إلى جانب مايكل كين وسيلفستر ستاللون بفيلم "هروب من الجحيم" كما قام بأدوار رئيسية في مسلسلات تلفزيونية عدة بالبرازيل. وكان مطربا أيضا، فشارك مع أشهر المطربين والمطربات البرازيليين بأغان متنوعة، وساهم إلى حد كبير بإعادة الديمقراطية إلى البرازيل من حكم عسكري استمر فيها 20 سنة، وعمل العام الماضي لاختيارها بتنظيم مونديال 2014 ودورة الألعاب الأولمبية لعام 2016 وهناك يوم خاص اسمه "يوم بيليه" في 19 نوفمبر كل عام، وهو يوم تسجيله الهدف الألف، تعطل فيه مدينة سانتوس البعيدة 70 كيلومترا عن سان باولو.
رجل الأعمال الفاشل يربح 18 مليون دولار سنوياً
الشارع الذي ولد فيه بقريته تريس كوراسوينس أصبح باسمهوبيليه رجل أعمال أيضا، لكنه فاشل، كما يعترف هو نفسه. مع ذلك تزيد أرباحه السنوية حاليا على 18 مليون دولار، وفق الوارد في عدد هذا الأسبوع من مجلة "ايستو ايه دينييرو" البرازيلية الاقتصادية، وكله من خلال سلع تجارية تحمل اسمه وصورته، وهو لا يدخن ولا يشرب الكحول، ولا يقوم بأي إعلان عن أي سيجارة أو مشروب كحولي، كما لا يقبل بأي عقد إعلاني معه تقل قيمته عن مليون و300 ألف دولار، على أن لا تزيد مدة التصوير عن يومين وأن لا يستمر الإعلان أكثر من 6 أشهر.
ومن زبائن بيليه الرئيسيين والمخلصين بطاقة"ماستر كارت" التي تضع صورته على أكثر من 3 ملايين بطاقة ائتمان في 5 قارات. كذلك شركة بفيزر المنتجة للفياغرا، مع أنه لا يستخدم الدواء. والكوكاكولا أيضا من زبائنه التي يقوم بالدعاية لها داخل البرازيل. كما هناك شركة "بتروبراس" النفطية البرازيلية وشركة نوكيا وسامسونغ، وغيرها الكثير.
وبيليه متبرع درجة أولى للجمعيات الخيرية، وله دور أيتام خاصة به، ومدرسة أسسها لتدريس كرة لقدم وتدريب الناشئين، وهو لا يترك مناسبة إلا ويظهر فيها على الشاشات التلفزيونية ليدعو للسلام وللوئام.
وأكثر من أحدث "جرحا" عربيا لبيليه هو لاعب كويتي قديم، ففي 1970 زار فريق "سانتوس" الكويت ولعب مع فريق القادسية مباراة ودية، حيث سجل بيليه الهدف الأول لسانتوس، وبعدها فوجيء الجميع، وفي مقدمتهم بيليه طبعا، بمهاجم القادسية جاسم يعقوب يخترق دفاع الفريق البرازيلي العريق ويهز شباكه متعادلا بهدف ولا أجمل.
بيليه في جهد مشترك مع "العربية" للرأفة بمخطوف
وكانت لمحطة "العربية" قصة إنسانية مع بيليه منذ 5 سنوات، ففي يناير (كانون الثاني) 2005 قامت مجموعة اسمها "سرايا المجاهدين، بالتكاتف مع "جيش أنصار السنة" المتكاتف بدوره مع "القاعدة" بخطف مهندس برازيلي كان يعمل لإيصال الكهرباء إلى مدينة بيجي في شمال العراق.
وكان للمهندس جوان جوزيه فاسكونسيللوس صهر لبناني أعرفه، متزوج من شقيقته واسمه غسان خوري، فاتصل بي من البرازيل طالبا أن أحاول الاتصال ببيليه ليوجه نداء للخاطفين، علهم يتأثرون بما يقول ويطلقون سراح المهندس المسكين ليعود إلى ذويه.
اتصلت عبر الهاتف من لندن ببيليه، وردت سكرتيرته واسمها آنيلي، فأخبرتها بالفكرة التي رق قلبها لها فطلبت أن أقولها لبيليه نفسه، فرد على الجانب الآخر من الخط وشرحت له أنني لا أعمل في"العربية" لكن لديّ أصدقاء فيها "ونداء منك عبر شاشتها قد ينقذ إنسانا".
رد بأنه أصبح بعيدا في عالم الكرة عن الجيل العربي الجديد، وقال إن خاطفي المهندس لا بد أن يكونوا في مقتبل العمر ليفعلوا فعلتهم، لذلك فإن اسم بيليه لن يرن في آذانهم ويفعل في قلوبهم، واقترح أن يوجه النداء اللاعب رونالدو.
أخبرته بأنني لا أعلم مكانه، فقال: "أنا سأطلبه، وجماعته سيتصلون بك لترتيب الأمور" وبعد أقل من 3 ساعات كان نداء رونالدو جاهزا، فاتصلت بالعربية في دبي، وفي ليلة 26 يناير 2005 وجه رونالدو نداءه عبر "العربية"يستصرخ ضمير الخاطفين ليرأفوا بأب لثلاثة أطفال ينتظرونه مع أمهم في البرازيل.
لكن سكاكين الخاطفين صماء وعمياء وكانت أسرع بالنفاذ إلى جسد المهندس من كلمات لاعب كرة وجهها إليهم تلك الليلة من إسبانيا، فسددوا إليه 5 طعنات كلها حاسمة كضربات الجزاء في نهائي المونديال، وكانت بالتأكيد أسوأ 5 "أهداف" تهتز لها شباك بيليه طوال 70 سنة عاشها حتى الآن