اختار نموذج مصغر عن سكان الولايات المتحدة، مكوّن من نصف مليون أمريكي من مختلف الطبقات والميول والولايات، الكوميدي الأمريكي جون ستيوارت، الشخصية الأكثر تأثيرا في حياة الأمريكيين بين 49 من مشاهيرهم الكبار، طبقا لنتيجة استطلاع ظهرت الثلاثاء 26-10-2010 وأجراه موقع "أسكمان" المنتشرون قراؤه في القارات الخمس، وفيه نزل باراك أوباما إلى الدرجة 21 بعد أن كان في الخامسة باستطلاع العام الماضي.
جون ستيوارت، الذي يحتفل الشهر المقبل بمرور 48 سنة على ولادته بنيويورك، هو يهودي معروف بحياديته إلى حد كبير مع إسرائيل، بل يميل نوعا ما لمعاداتها، كما يصفونه بالمتعاطف مع العرب والمسلمين، وهو منتج وكاتب وممثل وكوميدي يطل على الأمريكيين عبر برنامجه الشهير "ذي ديلي شو" المعروف منذ بدأ فيه كنجم رئيسي قبل 11 سنة بأسلوبه الساخر في عرض الأخبار والأحداث، وهو يستضيف الأربعاء 27-10-2010 بالذات الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وبث موقع "أسكمان" شروحا لرئيس تحريره، جيمس باسيل، عن الاستطلاع وتفاصيله، فقال إنه شمل قراءه الأميركيين فقط، وعددهم يوميا أكثر من مليون و300 ألف قارئ. وذكر أن الثاني في الاستطلاع كان مؤسس شركة "مايكروسوفت" لبرامج الكومبيوتيرات، بيل غيتس، تلاه بالدرجة الثالثة مؤسس موقع "فيس بوك الشهير، مارك زوكربرغ، وفي الرابعة حل ستيف جوبس، وهو أحد مؤسسي شركة "أبل" المصممة والصانعة للألكترونيات، وتلاه خامسا مغني الراب الأمريكي الشهير، كاني ويست.
سخريته الشهيرة من قسيس رغب بحرق نسخ من القرآنوستيوارت من النوع المخلص لآرائه التي يمزجها بالسخرية لتصل إلى الناس وعقولهم بسرعة، وكانت له وقفة وصل صداها إلى البيت الأبيض عبر برنامجه في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي حين ظل أكثر من ربع ساعة يسخر من القسيس، تيري جونز، الذي اشتهر على مستوى دولي حين أعلن عن نيته بحرق نسخ من المصحف الشريف، فقال إن جزءا من تمويل كنيسة "هذا التاجر" يأتي من الحكومة الأمريكية "لذلك فهي مسؤولة عما سيفعل هذا القسيس الداعي إلى العنف" وفق تعبيره.
وفي تلك الحلقة التي دافع فيها عن إقامة مسجد في موقع هجمات 11 سبتمبر بنيويورك وسخر من المقارنة بين بنائه هناك ورغبة القسيس بحرق نسخ من القرآن، فاجأ ستيوارت مشاهديه وأخرج من درج الطاولة التي يجلس عليها في البرنامج نسخة من التوراة وهزها بيمناه وقال مخاطبا القسيس الذي سماه بتاجر أنتيكا: "إنها تغص بالدعوات إلى القتل والحرق والإبادة" لذلك يصف ستيوارت برنامجه بأنه وكيل صريح ومخلص عن المواطن الأمريكي العادي، وأن غايته هي التسلية وليست الأخبار "فهذه يعثر عليها الناس أينما أداروا تلفزيوناتهم، لكنها عندنا مطعّمة بتسلية نادرة" بحسب ما قال.
وكان ستيوارت حل في المرتبة الرابعة باستطلاع للرأي أجراه "مركز بيو" الأمريكي للأبحاث قبل 3 سنوات عن الناس والصحافة، وطلب من الأمريكيين تسمية الإعلامي الذي يحظى بإعجابهم أكثر من سواه، فاختاروه بين 5 كبار: بريان وليامز وتوم بروكاو من "أن. بي. سي" ودان راذر من"سي. بي. أس" وأندرسون كوبر من "سي أن أن" وقالوا إن برنامجه يعزز الحوار الأمريكي بوضوح ويحمل الناس على التفكير بشكل جدي في شؤون حياتهم اليومية، مع فارق كبير وهو أنهم يفعلون ذلك وهم يضحكون ويتسلون.