بعد نحو 14 عاما من انتهاء التجارب النووية الفرنسية في المحيط الهادىء توشك فرنسا على التزود بجهاز كمبيوتر عملاق جديد لمحاكاة عمل الأسلحة النووية سيكون الأول من نوعه من حيث القوة في أوروبا.
وسيسلم الجهاز العملاق تيرا-100، الذي أقيم جزء منه للتجارب في موقع برويار لو شاتيل بالمنطقة الباريسية، خلال النصف الأول من عام 2010 ليشغل مبنى بحجم نصف ملعب كرة قدم.
والجهاز العملاق قادر على إجراء ألف ترليون عملية في الثانية.
وقال ديدييه لاموش رئيس مجلس إدارة شركة بول المصنعة إنه على سبيل المقارنة يتعين أن يعمل ستة مليارات شخص لمدة يومين لتنفيذ عدد العمليات التي يقوم بها هذا الجهاز في الثانية.
وكل عملية محاكاة يجريها تيرا-100 تنتج ما يكفي من معلومات الكترونية تعادل 300 ضعف المعلومات التي تحتويها مكتبة فرنسا الوطنية كما أوضحت مفوضية الطاقة الذرية الفرنسية.
وأكد لاموش أن تيرا-100 الذي يحل محل تيرا-10 والذي قدرت المفوضية تكلفته بما بين 50 إلى 70 مليون يورو هو أحد أقوى خمسة أجهزة كمبيوتر في العالم.
وهو سيستخدم في تنفيذ عمل السلاح النووي حسابيا.
وتتمثل مهمة مفوضية الطاقة الذرية الفرنسية في صنع وتفكيك الرؤوس النووية الموجودة في غواصات وطائرات قوة الردع الفرنسية.
وبعد توقيع فرنسا على معاهدة الحظر الكامل للتجارب النووية في سبتمبر 1996 وضعت المفوضية برنامج محاكاة يعمل به حاليا ألف شخص وتقدر كلفته بنحو 6.4 مليار يورو على 15 عاما.
وقال بيار بوشيه مدير التطبيقات العسكرية في المفوضية إن الوضع تغير كثيرا منذ 1996. فاليوم يتم اختبار فاعلية الأسلحة حسابيا.
وأوضح أنه في الوقت الحالي تقارن حسابات أجهزة الكمبيوتر بنتائج الاختبارات النووية التي أجريت سابقا لكن اعتبارا من عام 2014 سيتيح الليزر ميغاجول انتاج ظروف انفجار نووي بحجم راس الدبوس في المختبر.
ويرى الخبراء انه بعد الكمبيوترات التي تجري آلاف الترليونات من العمليات في الثانية يمكن خلال 10 سنوات صنع حواسيب عملاقة تجرى مليارات المليارات من العمليات في الثانية.
وفي هذا الوقت يزداد استخدام الحواسيب العملاقة في المجال المدني ولا سيما لمحاكاة التغييرات المناخية والهزات الأرضية وتأثير الأدوية على الجسم البشري.
ويتوقع خبراء في مفوضية الطاقة النووية أن تتغلب الأجهزة المخصصة للاستخدام المدني من حيث القوة على الأجهزة العسكرية اعتبارا من العقد القادم.