احمد المقدم مشرف منتديات ايام زمان العامه
17/5/2009 : 13/05/2010 العمر : 35
| موضوع: الحياة فرصة فانتهزها** الإثنين نوفمبر 01 2010, 23:51 | |
| مساء معطر بالورد
* الحياه فرصه فانتهزها *
الحياة ما هي إلا محطات،نتوقف فيها،ونصل إليها أحيانا،وأحيانا تفوتنا،وما أكثر المحطات التي تفوتنا، وما أكثر انتظارنا لها،لساعات طوال إلى ان يكون الضجر والملل من نصيبنا. وأغلب المحطات التي تفوتنا،هي محطات اللحظات السعيدة،لحظات السرور والفرح ، لحظات الاستمتاع بكل جميل مباح ، فنترقبهاطويلا ، وفي النهاية لا نصل إليها.وأحيانا تجرنا الحياه إلي محطة لا نرغب فيها،فيكون التوقف لأيام طويلة تأخذ من سنين أعمارنا الكثير،ولا تتركنا الا حطاما . هكذا هي الحياة،فأي محطةهي من نصيبك؟ واى محطة تختار ان تتوقف عندها ، او تنزل فيها ؟؟؟؟؟؟ يقول الإمام علي رضي الله عنه: (الفرصة تمر مرّ السحاب، فانتهزوا فرص الخير ) وفرص الخيرذات وجهين: وجه دنيوي، وآخر أخروي، وهذه الفرص بوجهيها هي المأمور باغتنامها وانتهازها ،فالمعيار في انتهاز الفرص واغتنامها كونها خيّرة، ويصدق عليها تعبير ( العمل الصالح)، أما فرص الشر فلا يجوز انتهازها واغتنامها بأي حال من الأحوال . والحياه فرص ،و كم من فرصه وقفت عند بابنا تنتظر منا اقتناصها, لكننا لم نلتفت إليها ولم نهتم بها ،فما أكثر الفرص الضائعة في حياتنا ،والتي ضاعت منا بسبب إهمالنا ،أو بسبب أننا لا ندري أنها فرصه يجب اقتناصها والفوز بها وعاجز الرأي مضياع لفرصته ........ حتى إذا فات أمر عاتب القدرا إن إضاعة الفرصة غصة والفرصة متى فاتت فلن تعود ، فحياتناعلى الدوام بين مد وجزر فمن انتهزفرصه المد توصل إلى هدفه المرجو ونعم بما نال من مناعم الحياه ومن أضاعها عاش حياة مترعة بالشقاء والآلام فعلينا أن نحسن الاستفادة من الفرص السانحة فقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إضاعة الفرصة غصة) فحياة المرء مليء بالفرص الطيبة ،التى تجلب له السعادة والسرور ، و كل دقيقة تمر بنا تهيئ لنا فرصا"جديدة فما على المرء إلا أن يكون حاذقا" متيقظا" جريئا" ليقتنصها عند سنوحها فالفرصة متى فاتت فلا يوجد في الأرض قوة تستطيع إعادتها ولا يجد مضيعها متنفسا" له إلا أن يعض أنامله من الندم على فواتها دون الاستفادة منها،ولن ينفعه الندم وقتها .فالفرصة لا تسنح مرتين فاغتنم الفرصة عندما تسنح لك وإياك أن تحجم أو تتردد. إذا هبت رياحك فاغتنمها ........ فإن الخافقات لها سكــون وإن درت نياقك فاحتلبها ........ فما تدري الفصيل لمن يكون في أحد الأيام قال طفل صغير لعائلته: "أريد أن أحقق أشياء عظيمة في حياتي، وأعرف أني أستطيع". بعد عدة سنوات، قال رجل عجوز لعائلته: " كان من الممكن أن أحقق أشياء عظيمة في حياتي، أتمنى لو حققتها".هذه قصة حزينة لأن الطفل الصغير والرجل العجوز كانا الشخص نفسه!! فنحن نقنع أنفسنا بان حياتنا ستصبح أفضل وأجمل بعد أن ننتهى من الدراسة ، فإذا انتهينا أجلنا احلامنا بعد ان نتزوج ،ثم بعد ان نستقبل طفلنا الأول أو طفلا آخر بعده ، ومن ثم نصاب بالإحباط لآن أطفالنا مازالوا صغارا ، ونؤمن بان الأمور ستكون على ما يرام بمجرد انتهاء الأولاد من دراستهم ، ومن ثم نحبط مرة أخرى لآن أطفالنا قد وصلوا لمرحلة المراهقة الآن ، ونبدأ بالاعتقاد بأننا سوف نرتاح فور انتهاء هذه الفترة من حياتهم ، ومن ثم نطمئن أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على فرصه جديدة وأخيرا نتنازل عن احلام عمرنا عندما نتقاعد من العمل ومن الحياه. كان يبدو دائما بأن الحياه الحقيقية هي على وشك أن تبدأ ، ولكن في كل مرة تكون هناك محنة يجب تجاوزها ، عقبة في الطريق يجب عبورها ، عمل يجب انجازه ، دين يجب دفعه ، ووقت يجب صرفه كى تبدا الحياة، ولكننا لاندرك إلا متاخرا بأن هذه الأمور كانت هى الحياه وأنه لا وجود للطريق نحو السعادة بذاتها ، ولذلك فاستمتع بكل لحظة ،لا تنتظر أن تنتهي من دراستك ، أن يخف وزنك أو يزيد ، ان تبدا عملك الجديد ، ان تتزوج ، أن تنجب ، ان تبلغ بداية الشهر أو نهاية العام ، ان تحصل على سيارة ، او بيت وأثاث جديد ، ان ياتى الربيع أو الصيف أو الشتاء ، ان تسافر اوتقيم . والبارودى يقول : بادر الفرصة واحذر فوتها فبلوغ العز فى نيل الفرص واغتنم عمرك إبان الصبا فهو إن زاد مع الشيب نقص والشافعى كان يقول : احرصوا على الفرص فغنمها قنص او غصص . ذات يوم ، وجد الاسكندر المقدوني فى طريقه رجلا نائما تحت ظل شجرة ، تبدو عليه علامات الرضا و الثقة بالنفس والطمأنينة لدرجة أنه لم يكترث بقدوم الاسكندر و لم يهب واقفا إجلالا له.و ما أن اقترب منه ليسأله عن سر عدم اكتراثه به بادر الرجل فسأل الاسكندر : ماذا تريد أن تفعل بكل حروبك هذه؟ قال الاسكندر : سأكمل فتح المشرق و المغرب ثم أعود إلى مسقط رأسي و أستمتع بحياتي. فقال له الرجل: و لما لا تفعل ذلك الآن؟ ألم ترى كيف أنام تحت الشجرة و استمتع بحياتي و أفعل ما تحلم أن تفعله فى المستقبل و ربما لا تستطيع أن تدركه؟ وعلى أمل الانتهاء من الفتوحات و النجاحات و البطولات أجل الاسكندر فرحته و راحته و متعة أيام انتظر شمسها ليسعد فيها و يسعد من حوله ، وأجل فرحته و راحته. عاش يحلم بالسعادة و يتمناها كأسمى غاياته ، و هو لم يدرك أنهابين يديه فى كل لحظة و أنه لو عاشها لزادته نجاحا و قوة و هونت عليه مشقة الطريق.انتظرها فلم تأتي لإنه رحل قبل وصولها .. أدركه هادم اللذات و توارت معه كل أحلامه. تسربت الأيام و الأحلام من بين أيدينا في رحلة البحث عن ضالة مفقودة اسمها :السعادة ،فأجلنا الفرحة والبسمة والاستمتاع باللحظات السعيدة للغد ،فلا نحن عشناها اليوم و لا أدركناها في الغد . حياتنا مع والدينا ، مع الزوجة ، مع الأولاد ؟ علاقاتنا مع الناس . حتى صلتنا بالله وتأدية حق عبادته . سوف أفعل كذا غدا و ربما بعد غدا . ما زال العمر أمامي لذا سأنجز أهدافي خطوة خطوة بأقل مجهود و بعدها يمكنني أن أقول : آن وقت السعادة و الاستمتاع بالحياة . آن وقت الإهتمام بذاتي و التفرغ لأعمال حرمتني الظروف من فعلها في الماضي . آن وقت العبادة و التوبة . آن وقت راحة النفس و الضمير و الجسد بعد عناء الطريق الطويل . أتعجب الأن حقا من ذلك التفكير . لماذا يؤجل البعض السعادة . يرهنونها بوقت معين في المستقبل و كإنهم إطلعوا على الغيب أو ملكوه أو أنهم ضمنوا الله سبحانه و تعالي أن يمد في أعمارهم ليتمكنوا من بلوغ سعادتهم في الوقت الذى حددوه . لحظات أجلوها فلم تشرق شمس يومها عليهم و لا على من أحبوهم . عاشوا مقيدين بقيد اسمه غدا . قال أحد الصالحين : إنما بينى و بين الملوك يوم واحد ،أما أمس فلا يجدون لذته و أنا و هم في غد علىوجل ،و إنما هو اليوم فما عسى أن يكون اليوم؟ هذا الفقير الصالح يتحدي الملوك ،عاش ملك زمانه وتحدي بسعادته الملوك ،فالأمس ذهب بحلوه و مره و غدا كلنا نتساوي في ترقبه ،أما اليوم فهو ملكه ، مادة خام بين يديه يستطيع تشكيلها على حسب رغبته و حاجاته ،في نطاق اليوم يتحول إلى ملك من يملك نفسه و يعطي لكل ذي حق حقه و يوازن حياته فلا تميل حاجة على حساب الأخرى ،و صدق من قال : إن السعادة التي ينشدها الناس جميعا تفيض عليهم من نفوسهم و قلوبهم و لا تأتيهم من خارج هذه القلوب أبدأ ،و إن الشقاء الذي يحيط بهم و يهربون منه إنما يصيبهم بهذه القلوب و النفوس كذلك.
| |
|