عجباً
لرين تراكم على القلب كيف يحجب عن نور الحقيقة
بل كيف يجعل الحقائق تنكتس راساً على عقب
فيصفق أحدنا اليوم لما كان ينكره بالأمس
أوليس الرين قد زحف زحفاً بطيئاً على قلوبنا فحجب ضياء الشمس!!
عجباً
لصاحب همة كان يعتلي الصعاب بل تسبقه همته صعوداً إلى قمم الجبال
فيناطح الثريا وتطير روحه لعلو وتمتد نفسه سعة بامتداد الأفق
كيف رضي لنفسه أن تطيل وقوفاً بجانب الحفر
وكيف قعدت به همته حتى ضاقت نفسه من نفسه فأصبح يتنفس من سمّ الخياط
عجباً
لعبدٍ كان الليل أنيسه والنجوم صواحب
والقمر رفيقه والشمس شاهد
كيف ودع ليل مناجاة
ونهار عبادة
وسيراً حثيثاً نحو مقصد
فاكتفت نفسه بقوت يومه
وحبست همته عند" يارب أنجو"..
عجباً
لنفس ٍغرارة كيف تُهادن وتتزين لصاحبها
كيف تمد له حبال أمل
كيف تنثر ورود المجد في دربه ليقبل
وكيف تزلزل منه القلب إذا عزم على سير صدق ودروب رضى
عجباً
من تلون صاحب يعتليك ليجعلك سلم
يصاحبك لتؤنس وحشة من دنيا
يعاديك إن أنكرت أو أرشدت أو كشفت له عن زيف
يجعلك تصاحب القمر في علو إذا أطنبت في مدح ونثرت له قصائد تمجيد وتبجيل
عجباً
لنفوسنا كيف تفر منا إن اردنا قيداً وحبساً على طاعة
وتصاحبنا ساعات طوال إن وافقناها في مراد أو كسلنا وتقاعست بنا همة الطالب
عجبا
كيف نمارس الخداع في زمن قل فيه الصدق وندر
وأول من نخدعه ويخدعنا نفوسنا
وأول مانزينه طريقنا
وأول مانبجله ذواتنا
وأول مانحرقه ديننا
عجباً
كيف طابت نفوس أن تدور همتها حول الحشوش
فأقفرت من أن تحوم حول العرش
عجباً
من صادق ٍ كيف يدّعي للصدق صحبة
كيف يتفنن في ارتداء أثواب الزيف الملونة!
عجباً
لمن باع ثمرة إيمانه بعرضٍ من الدنيا قليل
طار بالفؤاد بريق الذهب فخطف البصر عن رؤية شاهق
فدقت منه العنق ..وأصيب في مقاتل!!
عجباً
لمن يعطي مولاه فضول وقته
ويؤثر هواه بسنام العمر ليتقلب في وهم لذة
عجباً
لمن رفع للإسلام راية
وسار في ساقة أصحابها
كيف قصرت به همته عن بلوغ المقدمة
عجباً
لتالٍ لكتاب الله يدعي له صحبة
كيف لايثمر خوفاً ووجلاً
ويزهد الفؤاد بعاجل دنيا
عجباً
لآمنٍ في دار فتنة
كيف يبني داره فوق لجج موج هادر
رحل الخوف عن قلبه لتعبث شياطين غفلة
بديار من مكر به وهو غافل!!