وصف مخرج الفيلم الوثائقي "أنت لا تحب الحقيقة: أربعة أيام داخل غوانتنامو" عميل المخابرات الكندية الذي تولى التحقيق مع السجين الكندي عمر خضر عام 2003 بأنه "هاوٍِ"، وتوقع أن تترك تصرفاته أكبر أثر لدى جمهور الفيلم الذي بدأ عرضه في مونتريال، وسينتقل إلى عدة مدن كندية في 29 من الشهر الحالي.
واشتهر خضر بأنه أصغر سجناء غوانتنامو، ويبلغ حالياً 23 عاماً، وناشدت جمعيات حقوقية عدة الحكومتين الأمريكية والكندية معاملته باعتبارها طفلاً قاصراً، لكن الحكومة الأمريكية رفضت مراعاة سنه كونه متهماً بقتل جندي أمريكي.
وقال المخرج لوك كوتيه في لقاء مع تلفزيون "سي بي سي" إنه "أمر مخيف إلى حد ما، سخرية العميل وإغاظته أمر لا يصدق، من المفترض أنه ذو خبرة ويعرف الكثير عن عائلة خضر، لكنه لا يبدو حتى قادراً على إجراء حوار". وأضاف "يبدو أن العميل ظن أن خضر سيتكلم لو أعطاه سندوتشاً من مطعم صب واي".
وكان كوتيه ومعه باتريسيو إنريكه شريكه في إخراج الفيلم، الذي تبلغ مدته 100 دقيقة، قد شاهدا تسجيلات تحقيق المخابرات الكندية CSIS عام 2008 قبل أن تقصر المحكمة العليا الكندية مشاهدتها على من له صلة بالتحقيق خلال العام نفسه، لكن محامي خضر عرض 10 دقائق من التسجيلات أمام الصحفيين بعد قرار المحكمة.
وجرت تحقيقات المسؤول الكندي على مدى أربعة أيام، وتبلغ ساعات تسجيل الفيديو الذي تم من خلال كاميرا مراقبة 7 ساعات، وسمحت المحكمة أخيراً بعرضها علانية.
ويكشف الفيلم الوثائقي أن خضر لم يكن يعلم هوية عميل المخابرات، حيث ظن أنه دبلوماسي كندي، في الوقت الذي كانت السلطات الأمريكية تتيح لقاء مسؤولين غير دبلوماسيين فقط مع سجناء غوانتنامو.
ويبين الفيلم كيف تحطمت معنويات خضر عندما اكتشف بنفسه من خلال الحديث أن من ظنه منقذه ليس إلا محقق من كندا، وتعتبر اللقطة التي يرفع فيها خضر قميصه أمام المحقق ليريه آثار التعذيب الأكثر عاطفية في الفيلم.
ويشارك في الفيلم الوثائقي ممثل للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وخبير نفسي في معالجة آثار التعذيب، ومدير عام الشؤون القنصلية الكندي وقت اعتقال خضر ومحاميه.