استطاعت الفنانة شيرين عبد الوهاب أن تحتل الصدارة بين مطربات هذا الجيل، وتحجز لنفسها مكاناً كنجمة صف أول بين نجمات الغناء في العالم العربي. واستطاعت أن تخلع أنغام عن عرش الأغنية المصرية، وتدخل قلوب المشاهدين بعفويتها وصراحتها وتلقائيتها وابتعادها عن التصنّع. أضف إلى ذلك أنّها تملك صوتاً من أجمل الأصوات الموجودة اليوم على الساحة الغنائية، وتحظى بإجماع الجميع على موهبتها التي كانت السبب في صعود نجمها سريعاً ووصولها إلى نجومية الصف الأول منذ أن أطلقت أولى أغنياتها "آه يا ليل" التي ارتبطت بها، فصارت تعرف بـ "شيرين آه يا ليل".
شكّل ظهور شيرين حالةً خاصة في الغناء وحتى في الشكل الخارجي، في وقت كانت موجة مغنيات "الشكل" تسيطر على الساحة. وكان البعض يرى شيرين في بدايتها فنانةً لا تملك جمالاً يؤهلها لتصبح نجمة أولى. وفي إحدى المقابلات التلفزيونية، لم تتوانَ إحدى المذيعات على قناة مصرية عن سؤال شيرين إن كانت ستستطيع تحقيق نجومية في ظل وجود نجمات جميلات كإليسا وهيفا وغيرهما. كان جواب شيرين حاسماً رغم قلة خبرتها في ذلك الوقت. إذ ردّت بثقة قائلة: "أم كلثوم لم تكن جميلة وهي كوكب الشرق".
شيرين الواثقة بموهبتها وبصوتها استطاعت أن تتقدم نحو الصفوف الأولى وتصبح نجمة كبيرة بمواصفات شعبية. فإذا بها تتخطى إليسا وهيفا وأنغام وغيرهن. بل استطاعت أن تحتل مكانة لها بين الجميلات. استطاعت ومن دون تدخل إبر البوتوكس ومشارط أطباء التجميل أن تجري تحسيناً كبيراً على شكلها الخارجي، فباتت تعرف ما يليق بها من ملابس وألوان ماكياج وتسريحات شعر. وتعاونت مع خبراء تجميل لبنانيين منحوها لمسة أنثوية عالية، وظهر ذلك في كليباتها التي صوّرتها بعد "آه يا ليل" و"جرح تاني".
لم تقتصر نجومية شيرين على ذلك. هي تتمتع بـ "كايزما" عالية وخفة ظلّ، إضافة إلى تصالح تام مع صوتها الذي يخوّلها الغناء لكلّ الفنانين من دون أن "تتمنّع" أو "تتدلل" كما يفعل غيرها. هي تغني لفيروز ببراعة عالية ومن دون تصنّع الدخول في "المود"، لتنتقل بعدها وبسرعة إلى أم كلثوم ثم عبد الحليم. ولا تمانع من الغناء لهيفا، بل سبق أن أدت مقطعاً من أغنية "انت تاني" في برنامج "آخر من يعلم" لكن على طريقة شيرين التي حولتها بأدائها العالي إلى أغنية طربية بامتياز.
بكل تلك المواصفات، استطاعت شيرين أن تنقذ برنامج "أبشر" مساء الإثنين من فشل حلقتيه الأولى والثانية، لتحل ضيفةً محببةً لدى شريحة واسعة من الناس بفضل عفويتها التي يفتقدها المشاهد في كثير من فنانات اليوم. شيرين التي تعاني من زيادة وزنها منذ ولادتها الثانية لابنتها لم تتوانَ لحظة واحدة عن الوقوف على الميزان وعلى الهواء مباشرة لتقيس لها اختصاصية التغذية وزنها، وتحدّد لها الريجيم المناسب لاستعادة وزنها السابق. وقد أعطى الميزان مؤشر 70 كيلوغراماً، وهو وزن شيرين الذي زاد 15 كليوغراماً عن وزنها الأصلي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد. بل طلب من شيرين أن تخلع حذاءها من أجل إعطاء الوزن الصحيح ففعلت ذلك من دون ترّدد ومن دون أن تفكر كثيراً في "برستيجها " كنجمة غير عادية، لكن تملك من الشفافية الكثير على عكس فنانات أخريات يضعن شروطاً تعجيزية لظهورهن في البرامج لناحية الإضاءة و"البروفيل" وغيرها من الأمور التي تتعلق بلزوم النجومية و"البرستيج". أما شيرين فأكدت في البرنامج أنّ سر نجوميتها هو البساطة. ورغم زيادة وزنها، استطاعت قلب موازين النجومية لصالحها، وكما أكد لها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي في اتصال هاتفي، فإنّها سواء "خست لم تخس" تبقى تغرّد وتطرب الجميع بصوتها.
شيرين صرحت عن وزنها وخلعت حذاءها، فماذا لو طلب من فنانات "البلاي باك" أن يفعلن ذلك؟!
تلقائية شيرين تذكّرنا بما فعلته هيفا وهبي حين قالت عنها ديالا عودة إحدى مشتركات "ستار أكاديمي" أنّها ليست جميلة كثيراً في الحقيقة. يومها، ثار غضب هيفا وهدّدت بعدم المشاركة في "البرايم" إن لم تُعاقَب ديالا التي حرمت من الغناء وقتها مع زملائها وأُلغيت فقرتها مع هيفا. والأمر نفسه تكرّر مع إليسا حين قلّدتها العراقية رحمة في صف المسرح، فحرمت من الغناء مع إليسا وتحوّلت في البرايم إلى مجرد "كومبارس" من أجل إرضاء إليسا.