samy khashaba عضو ماسى
17/5/2009 : 23/09/2009 العمر : 56 الموقع : اسكندرية
| موضوع: غاندى الانسانية والاسطورة السبت سبتمبر 26 2009, 00:22 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخواني الاعزاء , هذا موضوعي عن افضل شخصية تاريخية الماهاتما غاندي
********
ما هاتما غاندي
نذير من الهندلا تذكر الهند في القرن العشرين الا في اضواء ثلاثة نجوم لمعت في سمائها قبيل مطلع القرن وبعده , هي التي كان لها الدور البارز في تشكيل وصياغة مستقبل شبه القارة العامرة بكنوز التاريخ واللآثار والأسرار والأساطير والثروات والخيرات والناس والاحداث والمآسي والسرور , الثلاثة هم : محمد اقبال , رابدار طاغور : ماهاتما غندي. في فلك هؤلاء الثلاثة دارت وتألقت كواكب اخري كان لها ايضا دورها في السياسة والصياغة والتشكيل , من امثال : محمد علي جناح , اوروبيدو , جواهر لال نهرو , ذو الفقار علي بوتو .
ولد المهاتما او المهندس غاندي في عام 1869 في بيت من طائفة التجار بالهند : كان ابوه مثل جده وزيرا بالحكومة المحلية اثناء الحكم البريطاني الاستعماري للهند . بعد ان اتم تعليمة بالمرحلة الثانوية في بلدة ارسلة ابوه إلي لندن لدراسة القانون , كان متوسط المستوي في دراسته مع تميزه بالخجل الشديد والحياء الذي يبلغ درجة الخوف من الناس . فلما رجع الي الهند بدأ في ممارسة المحاماة لكنه لم يستمر طويلا في تلك المهنة لغلبة الحياء علية والخجل عنه , واعتزم التحول عنها . ثم تشاء الاقدار ان يتحول مجري حياته , ومستقبل الهند كلها معه , عن طريق مواطن مسلم جاءه فجأة يطلب أن يمثله غاندي , فيكون وكيلا عنه في قضية لهذا المواطن في اقليم الناتال بجنوب افريقيا . غامر وسافر , فرأي عجبا , ولقي نصبا , سباباً واهانات شخصية , وابشع مظاهر التفرقة العنصرية , فهو هندي اسمر جاء يطلب حقا من اوروبي الاصل ابيض , فكانما ارتكب جرما , او اقترف علانية اثما , والرجل الابيض في افريقيا واسيا يجب ان تكون له النصرة والسيادة , كما ان هذا الغاندي وكيل عن رجل مسلم , وهذا امر في حد ذاته يثير السخط . الصحوة . ذهل غاندي المحامي الشاب من سوء ما رائ , ونذالة ما سمع , نعم , هو قادم من ارض وطنة الهند , والاستعمار البريطاني المتغطرس يحكمها ويستنزف خيراتها منذ اقامة اول مصنع انجليزي بها عام 1612 باسم شركة الهند الشرقية في مدينة سورات , ثم احكم قبضته علي الهند كلها وشعبها ابتداء من عام 1760 حين خسر المسلمون بجيوشهم والفرنسيون الذين كانوا يحتلون بعض المواقع المحدودة , خسروا معارك ضد الجيوش البريطانية , وعلي اثر ذلك اعلن لورد كليف ان الهند باكملها مستعمرة بريطانية , بل هي درة المستعمرات البريطانية , ان غاندي يعرف جيدا ذلك وربما ساءه واضره وآلمه , لكنه لم يكن يتوقع او يتصور ان بلدا في هذا العالم غير بعيد عن الهند تحكمه وتتحكم فيه وفي اصحابة الوطنيين السود جماعات من شراذمة اوروبا ومغاربها , احتلته واستوطنته , بالدهاء او بالقهر , ثم تستاثر لنفسها فيه بكل شئ , لا تكاد تترك للوطنيين اي شئ بل تعامل القطط والكلاب والخيول والدواب معاملة ارحم وافضل , فالمواطن الاسود مثلا محرم عليه تماما ان يجالس الرجل – الداخيل – الابيض , ولا يخالطه او يؤاكله , او يصاهره , او يركب معه السيارة , او في القطار , او مركبة عامة , بل ان دوارات المياه العامة في الطرق والميادين مقسمة الي شطرين , لكل منهما مدخل خاص وحاجز سميك فاصل , وفوق الاول لافتة مكتوب عليها بلا حياء , هذا للسود , ولم يكتب محظور علي البيض وكان الرجل الابيض له كل شئ , ولا يمنع من اي شئ . ان ما رآه غاندي في جنوب افريقييا نزع عنه لباس الخوف والخجل , بل انهما تحولا الي غضب وغيظ يشتعل , اصبح المتحدث باسم الجالية الهندية المغلوبة علي امرها والمقيمة في جنوب افريقيا , وانتقل الي مدينة جوهانسبورج في عام 1903 , واصدر صحيفة باسم الرأي الهندي , in dian opinion , ومع توالي صدور القوانين الجائرة التي تكبل الوطنيين الافريقيين بالمزيد والمزيد من الاغلال والمحظورات اللإنسانية , تمادي هؤلاء المواطنون الاصليون في العصيان ومناهضة تلك القوانيين , ومن ورائهم غاندي يؤازرهم , ويحضهم , ويطلق علي معارضتهم هذه تعبير ساتيا جراها – اي قوة الحق وينادي ب – اهيمزا – أي اللا عنف , فكان جزاؤه السجن ثلاث مرات بين عامي 1908 و 1909 , في المرة الثالثة أضيف الي السجن الأشغال الشاقة , ودخل معه السجن ألاف من عمال المناجم والفحم والسكر الهنود والأفريقيين , ألي أن صدر قانون في عام 1914 يسمح له بالعودة حرا إلي الهند نضال الإبطال عاد إلي الهند في عام 1915 , وكانت أعماله الجريئة الشجاعة قد شبقته الي هناك , فاستقبل الأبطال الوطنيين ولم يبلغ سن الخامسة والعشرين بعد , وكرمه رابندرانات طاغور بلقب ماهاتما –أي عظيم النفس أو الروح – فصار لصيقا باسمه . اصبح الظلم الإنساني واهدار المستعمر لحقوق المواطنيين العدو اللدود للماهاتما غاندي , وايقن ان رسالته من الآن فصاعدا هي إنقاذ مئات الملايين من شعب الهند , ايا كانت دياناتهم او عقائدهم او افكارهم ومذاهبهم من عبودية المستعمر الغاصب , وسيطرته وإذلاله , بدأ بمدينة احمد اباد يدعو الي ممارسة العصيان السلبي , اي اللاعنف , بين فئات العمال , وفي عام 1917 دعا الي اضراب عام عن العمل في المصانع والمزارع بمدينة خده , وفي عام 1919 اعلن عن الامتناع السلمي ليوم واحد عن العمل في كل ارجاء الهند , فتصدي المستعمر البريطاني لهذا العصيان بالعنف المسلح , فوقعت اصابات وضحايا , كان من نصيب مدينة امريستار وحدها 179 قتيلا من المدنيين غير المسلحين . وفي عام 1920 اعتقل غاندي بعد سلسلة من الاضظرابات والعصيان السلمي ازعجت المستعمر واقلقته , وقدم للمحاكمة ليصدر عليه حكم بالسجن لست سنوات . ساءت صحته في السجن , وخشيت سلطة الاحتلال البريطانية الحاكمة ان تتدهور حالته , فينفجر اتاعة الهنود –وقد اصبحوا الآن ملايين – في ثورة عارمة مدمرة , فاطلقوا سراحة من السجن في عام 1924 , كانت فترة السجن مفيدة ملهمة , اذ أمدته بافكار عملية منظمة ,كأساس لبرنامج الكفاح ومشروعات المستقبل , إذ ما إن خرج من السجن حتي بدأ في تنفيذ السياسة العملية التي اشتهر بها , او البرنامج البنائي , اي المنهج الايجابي وفي مضمونة , الخدار اي المغزل البيتي بمعني ان يغزل كل فرد او كل اسرة من القطن خيوط ما يحتاجة من ملابس , وينسجها علي نول بسيط صغير في البيت , ليكن الشعب كله هكذا , الي ملابس كثيرة ولا ثقيلة وضرب هو المثل بان تخلي عن كل ملابسه وزية التقليدي او الغربي , اكتفاء بقطعة من القماش الابيض غزل خيوطها ونسجها بنفسه , تغطي بعض صدره ونصف جسمه الاسفل , ما اجمل البساطة في العيش اذن , وما اطيب ان يصنع المرء بيدية ما يحتاجه وما يستره , لكن هناك هدف اكبر واعظم , ضرب المستعمر عمليا ولا عنف , في اقتصادة وثروته , اذ كانت بريطانيا تزود الهند بالاقمشة والملابس المصنعة , وجزء كبير من القوي العاملة في بريطانيا كانت تعتمد في معيشتها علي تصدير هذه المنتاجات , والآن لا حاجة بالهند الي صناعات بريطانيا ومنتجاتها . وشئ اخر يدعو الي تقدير كفاح هذا الرجل – الماها تما – وحبه من غالبية شعب الهند : إن غاندي اين الوزير وحفيد الوزير يدعو في إيمان واصرار الي تطبيق سياسة وحدة وطنية بين ابناء الشعب , خاصة بين المسلمين والهنادكة , والقضاء علي النظام الخاطئ الظالم لفئة المنبوذين ويسمون الشودر , وهم الطبقة الدنيا في قاع المجتمع في الهند , وافرادها منبوذون بالفعل في الحياة اليومية : وتستنكف الطبقات والفئات الاخري , الاعلي في زعمهم والارقي , ان تلامسهم او تعاشرهم او تخالطهم او تجالسهم , فهم محرومون من الوظائف والمناصب والرعاية الواجبة , ولا يعملون الا لخدمة الطبقات الثلاث الاعلي – البراهمة والكشتريين والويش – في الاشغال التافهة والوضيعة التي يتأفف منها الاخرون , وكأنهم حشرات عالقة بجسم المجتمع. نحو الحرية والاستقلال في عام 1929 يطالب غاندي في جرأة وشجاعة باستقلال الهند استقلالا كاملا و فلما احس من المستعمر اعراضا واستنكارا , دعا من جديد الي ساتيا جراها , الي استخدام قوة الاضراب السلمي عن العمل والعصيان السلبي , وفي العام التالي , يمضي مع بعض اتباعه في مسيرة احتجاج وانذار وتنبية , فيقطع مسافة مائتين واربعين ميلا علي قدمية , حتي يبلغ شاطئ البحر , فيعلن عدم الاعتراف بقوانيين المستعمر الجائرة – ومنها قانون الملح الذي وضعه الانجليز ليحتكروا وحدهم تجارة هذه المادة التي يحتاج اليها كل فرد في حياته اليومية – فكانت النتيجة القبض علي اكثر من ستين الف مواطن هندي ومواطنة , والزج بهم في السجون . في السنوات التالية ركز غاندي جهودة واهتماماته علي الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع , فلما نشبت الحرب العالمية الثانية , عاد من جديد ينشط في المطالبة باستقلال الهند , ولم يسلم من اعتقاله مرة اخري , وسجنه عام 1942 , ثم كان لابد مما ليس منه بد : دعي عقب الحرب للمشاركة في مفاوضات إنهاء الوضع الاستعماري القائم في الهند , والتي انتهت بالموافقة علي الاستقلال عام 1947 , إلا ان اتحاد مسلمي الهند بزعامة محمد علي جناح , اصر علي اقامة دولة للمسلمين مستقلة عن الهند – التي اصبحت باكستان – فكان ذلك مضادا لدعوة غاندي المستمرة في وحدة المسلمين والهنادكة داخل وطن واحد , إلا انه اضطر الي الموافقة علي التقسيم , وبقيت منطقة كشمير – في الشمال ذات الاغلبية السكانية المسلمة – معلقة تتنازعها الهند وباكستان . في ذلك العام 1947 , حدثت صدامات عنيفة بين المسلمين في مناطق مختلفة من شبه القارة الهندية , دفعت يغاندني الي زيارات للقري والمدن , خاصة في منطقة كلكتا في الشرق , لتهدئة المشاعر واصلاح ذات البين وازالة ايام الخوف من مذابح قادمة , وفي كلكتا اعلن الصيام المتواصل ثلاثة ايام تعبيرا عن غضبه واستيائة , فلما رجع الي دلهي عام 1948 اغتاله شاب هندي متطرف – من البراهمة – فرحل عن الدنيا , مخلفا نموذجا لا ينسي للمكافح السلمي الصابر الصامد الدءوب ضد الظلم والقهر والاستغلال والاستعمار , في دولة شبه قارة , سكانها آنذاك تجاوز عددهم الاربعمائة مليون نسمة , وفي حياته الخاصة كان يعتمد علي قوة الروح والارادة الثابتة والصوم الكثير, والبساطة الشديدة في المظهر والمعيشة , والمطالبة بالحق بلا شطط او عنف . من اقواله .- إنني ضد العنف , لانه قد يبدو حينا مفيدا , لكنها فائدة وقتية , سريعا ما تزول , ولا يبقي منه إلا الشر والشيطان . - الوسائل لا تفصل عن الغايات , اذا استخدمت وسائل العنف , سائت حتما النتائج . - العنف غطاء العجز . - من أقواله الأخيرة عام 1948 , ان الثورة السلمية – اللاعنف – ليست منهاجا للاستيلاء علي السطلة . إنها منهاجٌ لتغيير العلاقات إلي الافضل , يفضي الي انتقال سلمي للسلطة . - سأله احد الصحافيين : مستر غاندي .. ما رأيك في الحضارة الحديثة ؟ واجاب : ربما تكون فكرة لا بأس بها
هذه هي قصة حياته ولهذا اختارته ليكون مرشحي لافضل انسان علي مر التاريخ _ مش شرط طبعا – لقد اختارته لانه حاول ان يعود بالانسان الي طبيعته الالي , طبيعته الانسانية . اختارته لانه رفض الظلم ورفض الاستعباد , وابي الا الحرية لنفسه ولشعبه وللعالم اجمع اختارته لانه في سبيله لتحرير الانسان لم يقتل انسان ولم يسفك دما , ولم يقول هذا من اجل ترسيخ وطوتيد المبادئ السلمية انه الشخص الذي عاش بكلمته , ولم يعش كالحيوان باظفره ومخالبه لهذا اخترت غاندي | |
|