.
أنزلت إيران الى أسواقها بمناسبة عيد الأضحى ربطة عنق على شكل سيف مسلول بشفرتين شبيه بسيف "ذي الفقار" الذي كان يستخدمه الخليفة الرابع علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).
كما طرحت في الأسواق لعبة للأطفال جديدة اسمها "فاطمة"، وهي سمراء بعينين بنيتين ومحجبة الرأس وبعض الخدين "لتسبب الحرج لباربي"، وفق بيان أصدرته الأربعاء الماضي الشركة التي صنعتها وهي "حسين هومي سيريشت" صانعة ربطة العنق التي نشر موقع "خبري بولتن" الإيراني صورتها.
والربطة ممهورة في وسطها بعبارة "لا فتى إلا عليّ ولا سيف إلا ذو الفقار" بالعربية، في إشارة الى الخليفة الرابع وسيفه الشهير، فهي ذات رأسين معكوسين عند أسفلها حين تتدلى من العنق، وتم تسجيلها مع اللعبة في إيران كاختراع من أعمال المخترع الإيراني حمت كيميلي "لتكون مقاتلة في المعركة ضد الغزو الثقافي الغربي للجمهورية الإسلامية"، وفق تعبير الشركة في بيانها.
وقالت الشركة عن اللعبة إنها "ستسبب الحرج لباربي، وستشعرها بالخجل، لأن فاطمة متحجبة وباربي سافرة الشعر ومتعرية أحياناً"، على حد ما ذكرت شركة "حسين هومي سيريشت" التي تفاءلت بأن يقبل أطفال ايران عليها وينسون باربي التي تتسلل الى أسواقهم بالتهريب، لذلك يعتبرونها قائدة جيش من الغزاة الثقافيين، وأهم جنرالاته رفيقاتها "سبايدرمان" و"باتمان" ومعهما سلسلة ألعاب "هاري بوتر" وغيرها الكثير.
و"فاطمة" ليست أول جندية في حرب إيران على مغريات الغرب المسيلة للعاب الكبار والصغار، فمنذ 11 سنة كلفت الحكومة الإيرانية شركة صينية لتصنع لها بديلاً عن باربي الأمريكية، فصنعها الصينيون وسمتها إيران"سارة" وكانت متحجبة أيضاً، لكنها فشلت في اجتذاب القلوب البريئة.
وقبل أشهر مرت ردّت إيران على "باتمان" بشقيق لسارة من صنع الصين أيضاً وسمته "دارا"، لكنه لم يستطع هزيمة "باتمان" الأمريكي ولا "سبايدرمان" العفريتي الحركات، فظل الأخيران مع "باربي" حلم الطفولة الايرانية، مع أنها ألعاب استمرت بالدخول الى إيران متسللة عبر الحدود البرية بالتهريب لتصل الى الأطفال على قاعدة "كل ممنوع مرغوب"، كما يقولون.
ولم تنجح لعبة سارة، ولا شقيقها دارا، في جذب الأطفال الايرانيين لأنهما كانتا لعبتين ثقيلتا الوزن ومتصلبتان ولا مرونة لديهما بالمرة، كما كان سعرهما مرتفع على الآباء، فطواهما النسيان، الى أن أطلت سوريا بمحاولة جديدة وأنزلت لعبة اسمها "فلة" الى الأسواق، بعينين سوداويين وملامح إسلامية معقولة، فلاقت بعض الرواج في سوريا وبعض دول المنطقة، ثم طواها النسيان أيضاً.
بعدها طرحت شركة أمريكية نسخة متحجبة عن باربي سمتها "رزان" ليشتريها المسلمون في الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل خاص، فألمت بها هزيمة نكراء منذ الأيام الأولى لنزولها في الأسواق وسببت خسائر للشركة بلغت الملايين.
ثم أطلت "سلمى" الإندونيسية من جاكرتا، وأقبلت متفائلة أيضاً بإلحاق الهزيمة بباربي، شقراء ذات عينين زرقاويين وسافرة الشعر دائماً. ومع أنها كانت متحجبة وترتدي فستاناً يغطي حتى القدمين، إلا أن أول من رفض "سلمى" الصغيرة هو سوق إندونيسيا قبل غيره في الدول الإسلامية، فعادت "سلمى" تجر ذيول الخيبة الى صانعيها في بلاد البراكين والزلازل وتسوناميات الماء، مسببة لهم الخسائر بالملايين أيضاً، وكل ذلك لأن أحداً لم يستوعب الإسلام تماماً على ما يبدو، فهو ليس لعبة على الإطلاق ولا "كرافات" بالتأكيد.