سأغلق علي بابي وأصنع وحيدا عالمي
وأجعل السقف والحيطان السوداء سمائي
سأخوض حربا عنوانها الألم بسلاح أقلامي
سألعن فتنة الدنيا ونعيمها وأسهر أجاهد أحزاني
وعن نجوم السماء .. فسأجعل الدموع نجومي
وأضع عليها قطرات من ندى العذاب فتنير صباحي
سأجعل قلبي الدفين قمرا .. وأجعل وحدتي أيامي
سأرسم غربا للشمس بلا شرق .. وأجعل الضباب سحابي
وعن الطير فسيكون الغراب رفيقي .. وتكون الذئاب حماتي
أما غدائي فلا عزاء له .. فسيكون العذاب غدائي
وأحضر سكينا .. أغرسه في قلبي وأجعل من دمي شرابي
سأنام فوق عشب أسود خشن .. وأحتمي بظل ظلامي
وسأحلم حلم طفل صغير عرف طعم الخوف من الذئاب
وعن الاصدقاء فتبا لهم .. سأصنع من الورق أصدقائي
وعن محبوتي .. فلا زلت أذكرها رغم الظلام ورغم أحزاني
لازلت أذكر حين كانت سببا في شقائي وظلامي
ويقولون الدنيا فواحة .. كذبوا فليذوقوا طعم عذابي
فتبا لصديق خائن .. وتبا لماض فان .. وتبا لحبيبة أيامي
وتبا للدنيا وملذاتها .. فهي بجناح بعوضة لا تساوي
أغرقتنا وأهملتنا رغبنا بها فخدعتننا .. وعجبا من الانسان
ضعيف خلق من عجل .. وألهم الصبر .. فهل من حسبان
على نفس قد ضاقت بها الارض ذرعا بلا صديق او حبيب ثاني
من اليوم سأعيش عالمي وحيدا .. بلا صديق او حبيب ثاني
سأهجر الدنيا وملذاتها .. وألعن وحدتي وأحلامي
سأنتظر عل ربي يتقبل مني توبة بعد ما ضيعت من ايامي
وأنتظر لعلي أحلم حلما ينير طريق أحزاني
سأضع خلف الباب شماعة واسميها خواطري وامالي
وأنكرها وأهجرها .. وأعلق عليها ماثر ثيابي
سأخلق عالما لا يوجد به سوى أنا وأحزاني
أحزاني على دنيا .. أحزاني على صديق .. أو على احبائي
سأنقي نفسي .. ثم أهجو شخصا تقبل عذاب أحزاني
قلب ضعيف لا يملك سوى جرح .. فتبا لأوهامي
وسط ذلك الظلام سأنير شمعة في غرفتي وأجعلها الهامي
وأبدأ من جديد بناء قلب أبيض صافي
وأغزو ذلك الحزن بسلاح ورقي وأقلامي
لا .. لن أموت وسط الظلام فهنالك يوم بانتظاري
يوم أملي .. يوم أهزم فيه قلبا مظلما من الاحزان
فتبا لذاك التعيس أنا .. فأنا اليوم كائن ثاني
اليأس من شيم الضعيف .. وكفى بي ضعفا على الايام
اليأس هم .. والهم ظلام .. والظلام قاتل قاسي
سأحاول غزو أحزاني .. وأفتح لي بابا ينير أيامي
وأدفن قلبا كان فيما مضى يسمى سجين أحزاني
فتبا لي وتبا لنفسي بل تبا لضعفي وتبا لأوهامي
من اليوم كائن جديد أنا.. وسأغير غرفة أحزاني