لست أبكي الحب ...
فللحب قلوب تعرف الحب ..
وتحتضنه بالضلوع .. قلوب غير قلوبنا...
قلوب حية تعرف كيف تراقص الشموس في الصباحات المشمسة ...
وتعرف أن النهار الجميل هو ذلك النهار الذي يغفو عند المساء في حضن الحبيب ...
قلوب تعرف كيف تكون المساءات الشفيفة ... وكيف يرق الحبيب للحبيب ... مثلما يرق السحاب على الزروع ..
لست أبكي الحب المغيب عن الحضور في الصدور ..
.فللحب صدور أخرى غير صدورنا ..
أما نحن فقد جهلنا الحب وتجاهلناه
حتى قرر أن يرحل عن مضاربنا ويحسر مياهه عن سواحلنا ...
ولت الرومانسية وغاب الحب وغابت معه عصافيره وأزاهيره وأغنياته ونسماته ومواويله والرعشة ....
ياللرعشة حين تجري في العروق ...!!
لست أبكي الحب ...فللحب قلوب تحميه ويحميها ...
قلوب تحب الحب ويحبها ..
لكنني أبكيكم وأبكيني وأبكي قلوبا مضطربة هلعة مرتبكة خاوية على عروشها ...
قلوب حرمت نفسها أجمل مافيها ...فلم تدرك وجع الصبابة والهيام ...
قلوبا جهلت سر نبضها الأول
وتجاهلت موهبتها الأولى وكرهت أن تكون ذاتها ...
فاختارت أن تلعب أدوار أخرى ليست أدوارها ...!
لست أبكي الحب ...
وإن بكيته فلن يسمع رجع صدى بكائي
ولن يلمح رقرقة الأدمع في عيني ,
بعد أن هجر الحب مضاربنا ,
وراح يزور كل مدائن الدنيا سوى مدينتنا الأسمنتية ,
ويرقص في قلوب كل البشر سوى قلوبنا التي اغلقناها بوجهه ...
نأت المسافات بيننا وصار بيننا وبين الحب ألف فرسخ وفرسخ ...
جبال وبحار ووهاد تفصلنا عن الحب الحقيقي ...
لست أبكي الحب ... بل أحسبه اليوم يبكيني ويبكيكم ...
فكلما نظر الحب الى اليباس
فينا وكلما طافت به اخبارنا المتحجرة ..
حيث لا قصص للهوى ولاحكايات للغرام ...
كلما يرى هذا يبكي الحب حالنا ويشفق علينا
وربما سر لفراقنا بعد أن جرجرنا سفراءه
مخفورين وصادرنا سهامهم وطردناهم من بلادنا
ووزعنا صورهم على منافذ الحدود
وصارت ثعالب الكراهية والتعصب تجوب المدينة تبحث عن عشق مارق .!!!
لترديه ....... قتيلا ..!!!
ولكن الحب دائما موجود في قلوبنا... الى الأبد...