.
يقول جراح التجميل اللبناني غبريال خوري لـ "إيلاف": "نلاحظ زيادة في عمليات التجميل في لبنان في السنوات الاخيرة. هناك أسباب عدة لهذه الزيادة. اولا هناك سبب التطور في المجتمع والعقلية اللبنانية كما هو الحال في كل العالم ولكن خصوصًا في لبنان." ويتابع خوري "ليس من المعيب الآن إجراء أي عملية تجميل في لبنان. يعني اذا كان الانسان منزعجًا من أي شيء في وجهه او جسمه يلجأ الى العمليات التجميلية لتصحيحه."
ويقول ان النساء يشكلن نحو 88 في المئة ممن يخضعون لعمليات تجميل في لبنان حيث يطلبن تغيير ملامحهن وأجسادهن. ويذكر خوري ان نحو 55 في المئة من اللبنانيات يخضعن لعمليات تجميل. ومع ذلك يشكو بعض النساء من ان انتشار عمليات التجميل في لبنان جعل الشابات متشابهات في الشكل.
ولم يكن المجتمع اللبناني في البداية يقبل جراحة التجميل بسهولة وكان من يخضع لها ينفي ذلك بشدة. اما الان فالجميع ينظرون اليها نظرة مختلفة في لبنان حيث اصبحت تدريجيًا امرًا مقبولا للكثير من اللبنانيين.
ولدى سؤال الدكتور خوري من هي الفئات العمرية الأكثر اقبالاً على عمليات التجميل في لبنان؟ يجيب:" في الآونة الاخيرة، لــم يعد الاقبال على عمليات التجميل مرتبطاً بعمر معين ولا بجنس معيّن. اذ أننا بتنا نستقبل عددًا كبيرًا من الرجال، والنساء شبابًا ومسنين للتخلص من العيوب التي تزعجهم والتي تؤثر في حالتهم النفسية أو لمجرّد انها موضة يريدون إتباعها.
هل العمليات متعلّقة بالموضة أو بضرورة ما؟ يجيب:"الاثنتان معًا لكن بالنسبة لي، الافضل ان تكون ثمة دوافع مقنعة ومحتمة لاجراء العملية. ما هي الأعضاء الأكثر خضوعًا لعمليات تجميل اليوم؟"عمليات تجميل الانف تليها عملية شفط الدهون وشد البطن وثم عملية تكبير الصدر أو تصغيره، شد الجفون والوجه.
أكثر العمليات انتشارًاوتفيد إلاحصاءات بأن أكثر العمليات انتشارًا تلك التي تتعلق بتجميل الأنف وتتكلف ما بين 1500 إلى 3000 دولار بما يضاهي قيمة العمليات نفسها في الولايات المتحدة وأوروبا، ثم يليها عمليات إزالة الدهون التي تكلف 5000 دولار تقريبًا وشد الوجه بتكلفة تصل إلى 7000 دولار.
وتشير الإحصاءات أيضًا إلى وجود زيادة ملحوظة في عمليات تكبير الثدي التي تتكلف نحو 3000 دولار وذلك خلال فصل الربيع، حيث تعزي ذلك إلى استعداد النساء لفصل الصيف الذي يقمن بقضائه على الشواطئ اللبنانية.
جراحة التجميلان جراحة التجميل بدأت كطب علاجي يقوم بترميم التشوهات التي يصاب بها الانسان، والناتجة عن حادث معين أو خلل في التكوين. لكنها ما لبثت ان تحولت الى جراحة شائعة يسعى إليها الراغبون في تغيير بعض ملامحهم النافرة أو التي يعتبرونها كذلك، اضافة الى الراغبين في اخفاء معالم الشيخوخة. ومع تقدم الطب لم تعد جراحة التجميل تقتصر على عناصر الوجه بل تعدتها الى كل انحاء الجسم، وازداد الطلب عليها من الجنسين.
وللدوافع النفسية دورها في هذه "الطفرة" في عالم التجميل، وليس مستغربًا الاقبال على هذه العمليات، ووسائل الاعلام تتحدث بكثرة عن الجراحات التجميلية كما تعرض باستمرار صورًا ومقابلات للمشاهير ونجوم الفن مركزة على شكلهم الخارجي، الذي غالبًا ما يكون "صنيعة" ايادي أطباء التجميل.
وبالمناسبة يذكر ان العالم ينفق حاليًا نحو 160 مليار دولار كل عام على مستحضرات التجميل وتغيير الشكل، هذا ما تؤكده إحدى الاحصاءات التي تشير الى ان النساء الجميلات تزيد مرتباتهن عن النساء الأقل جمالاً، والرجال الوسيمين عن الرجال الأقل وسامة، أما النساء اللواتي يعانين من زيادة في الوزن فتقل مرتباتهن عن زميلاتهن النحيفات.
وإذا كانت نسبة الرجال التي تعير أهمية كبرى للشكل الخارجي قد ازدادت بشكل محدود، فإن غالبية النساء تعتبر ان الشكل الخارجي هو المفتاح الى الثروة. وقد شجع نجاح مثل هذه العمليات وما تسفر عنه من نتائج جيدة اعدادًا اكبر من اللبنانيين على أن يضعوا مصير شكلهم في ايدي جراحي التجميل. وتلهث النساء وراء هذه العمليات اما لزيادة جمالهن أو للتشبه بالفنانات بعدما أصبح الخضوع لهذه العمليات امرًا مقبولاً وشائعًا. وكل المطلوب منهن هو أن يحددن صفات معينة لجراح التجميل الذي اصبحت مهنة تدر الكثير من الربح إذا هو اجرى عملية واحدة على الاقل يوميًا.