.
كشف كتاب جديد صدر فى إسرائيل، الأسبوع الجارى، عن أن جهاز الموساد الإسرائيلى
ابتلع طعما أعدته له المخابرات العامة المصرية، وتسرع فى تجنيد العميل المصرى أشرف
مروان، قبل أن يخضعه للمراقبة اللصيقة لفترة معقولة، بحسب مقتضيات قواعد العمل
الاستخباراتى.
قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، فى عددها الأسبوعى، إن الكتاب الجديد يكشف
حقائق خطيرة وتفاصيل تعلن لأول مرة فى قصة تجنيد العميل المصرى أشرف مروان، للعمل
لصالح الموساد. وأضافت:«إن الكتاب الذى صدر بعنوان: (الملاك: أشرف مروان- الموساد
ومفاجآت حرب يوم الغفران)، يؤكد أن تكاليف عملية تجنيد (مروان)، تسببت فى أزمة داخل
مجلس الوزراء الإسرائيلى، إذ حصل رجل الأعمال المصرى، فى الفترة من ١٩٦٩ حتى نهاية
عام ١٩٧٠، على مبلغ مالى ضخم بمعايير هذه الفترة (مليون دولار) ـ بحسب الصحيفة.
وأضافت «هاآرتس» أن عملية تجنيد «مروان» وتكاليفها تطلبت تدخل رئيس وزراء
إسرائيل الأسبق، جولدا مائير، بنفسها لدى وزير المالية الإسرائيلى بنحاس سافير،
لتوفير المبلغ، وضخه فى ميزانية «الموساد»، والذى قالت الصحيفة إنه اهتم بحل جميع
مشكلات «مروان» المالية.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنه عندما عرف رئيس الجهاز تسفى زامير، أن «مروان»
يمر بمشكلات عائلية مع زوجته، التى كانت غاضبة منه آنذاك، اشترى خاتما ثمينا من
الألماس الحر من أشهر محل مجوهرات فى تل أبيب، ومنحه لـ«مروان» لتقديمه لزوجته.
وكشف مؤلف الكتاب البروفيسور «أورى بار-يوسف»، المتخصص فى كتابة قصص الجاسوسية،
فى كتابه عن أن الاسم الحركى للدكتور «مروان» فى سجلات المخابرات الإسرائيلية، كان:
«الملاك»، ومن هنا استوحى اسم كتابه الجديد، وقال إنه كان يرد فى الرسائل بالاسم
الحركى «الصهر» لزواجه من منى ابنة الرئيس جمال عبدالناصر، ولعمله مستشارا للرئيس
الراحل أنور السادات، وقربه الشديد منه.
وروى «بار- يوسف» قصة تنشر لأول مرة، عن الطريقة التى قال إن الموساد اتبعها فى
تجنيد «مروان»، وقال إن رجل الأعمال المصرى لم يذهب إلى مبنى السفارة الإسرائيلية
فى لندن بقدميه دون موعد مسبق، ولم يعرض على المسؤولين هناك التعاون مع الموساد كما
أشيع. وزعم «بار ـ يوسف» أن «العميل المصرى ـ ٢٥ عاما آنذاك ـ كان طالبا يحضر لنيل
الدكتوراه بمجال الكيمياء فى لندن، وسافر إلى إنجلترا فى زيارة قصيرة، ثم اتصل
بالسفارة الإسرائيلية هناك من هاتف عمومى، وطلب التحدث إلى ضابط الاستخبارات
بالسفارة، فتم تحويله إلى مكتب الملحق العسكرى، وعرف «مروان» نفسه، وكشف عن هويته،
لكنه رفض ترك رقم هاتفه، وانتهت المكالمة على هذا النحو ـ بحسب الكاتب
الإسرائيلى.
وأضاف المؤلف:«الوقت كان ضيقا، والإجازة قصيرة نسبيا، فاتصل (مروان) مرة أخرى،
وترك هذه المرة رقم هاتف الفندق، الذى يقيم به، وحذر الإسرائيليين من أنه خلال ٢٤
ساعة لن يتمكنوا من التواصل معه، وأنه مصادفة كان يقيم فى العاصمة البريطانية فى
ذلك الوقت، رئيس وحدة عمليات الموساد فى أوروبا، العقيد (شموئيل جورين)، ودون
استشارة رؤسائه، وبالمخالفة للإجراءات المعمول بها فى مثل هذه الظروف، وتقضى بإخضاع
الشخصية المرشحة للتجنيد لرقابة لصيقة، التقى (جورين) مع العميل المصرى ـ كما روى
الكاتب ـ واعتمد على حدسه، ومهارته الخاصة فى التقاط العملاء، وبادر بتجنيده دون
مراجعة، لكن فى فترة متأخرة، وبعد تجنيده فعليا، بدأ (الموساد) يشك فى أن
الاستخبارات المصرية أعدت لهم هذا الطعم لابتلاعه، وبدأت تنشط عمليات رقابة أشرف
مروان، لتبديد هذه الشكوك».