.النيابة تستعجل تقرير الطب الشرعى فى وفاة الشاب السلفى.. وأحد أقاربه:
«الأمن» يهدد باعتقال أسرته لإجبارها على سحب البلاغ[size=21]
تسلمت نيابة غرب الإسكندرية الكلية، أمس، ملف تحقيقات وفاة السيد بلال، الشاب
السلفى الذى اتهمت أسرته أجهزة الأمن بتعذيبه والتسبب فى وفاته، أثناء التحقيق معه
على خلفية أحداث كنيسة القديسين، وأمر المستشار إبراهيم الهلباوى، المحامى العام
لنيابات غرب الكلية، باستدعاء مسؤولى مركز زقيلح الطبى فى منطقة اللبان لسؤالهم عن
ملابسات وصول بلال المستشفى، والحالة التى كان عليها، وأوصاف الشخصين اللذين أحضراه
دون أن يتركا أى بيانات، كما أمر باستعجال تقرير الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة،
بعد أن ثبت للنيابة أثناء مناظرة الجثة قبل تشريحها وجود عدة كدمات وسحجات فى أنحاء
متفرقة من جسمه.
وقال مسؤولو المستشفى فى التحقيقات التى أجريت تحت إشراف المستشار ياسر الرفاعى،
المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، إن بلال - «٣١ سنة» ويعمل فى شركة
بترول - دخل المستشفى وهو يعانى عدة أمراض، وكان فاقداً الوعى، ولا توجد به أى
إصابات، وتلقى العديد من الإسعافات، وتمكن الأطباء من إفاقته فى الفترة بين الساعة
١١ مساء و٣ صباحا، وتحدث مع أسرته، إلا أنه توفى، وبتوقيع الكشف الطبى عليه تبين أن
السبب المبدئى للوفاة هو سكتة قلبية.
واستمع حازم زهران، رئيس نيابة اللبان، إلى أقوال شقيق بلال، وتبين أنه غير مقيم
معه، وأن أحد أصداقائه أخبره بأن شقيقه نقل إلى المستشفى بعد احتجازه عدة أيام، على
خلفية أحداث كنيسة الإسكندرية، فقررت النيابة استدعاء الذى أخبره بنقل شقيقه إلى
المستشفى، وتعرضه للتعذيب أثناء استجوابه، لسماع أقواله.
شهد منزل بلال فى منطقة الظاهرية إجراءات أمنية مشددة، وقال أحد المقربين من
الأسرة إنها تلقت تهديدات من جهات أمنية لم يسمها، بالاعتقال لإجبارهم على التنازل
عن البلاغ الذى قدمته إلى النائب العام أمس الأول، ومنعتها من الحديث إلى وسائل
الإعلام.
وقال مصدر فى أمن الإسكندرية إن المتوفى فارق الحياة إثر أزمة قلبية فى مستشفى
خاص، وأنه كان قد خضع لاستجواب شفهى إثر الاشتباه به أثناء التحقيقات فى حادث كنيسة
القديسين، وتم صرفه دون تعرضه لأى نوع من الضرب أو التعذيب.
على صعيد متصل، أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ بسبب
الواقعة، مطالبة النائب العام بالتحقيق الفورى فيها، وسرعة إلقاء القبض على
المتورطين وتقديمهم للمحاكمة، وتبنى سياسة إحالة مرتكبى جرائم التعذيب للمحاكمة
العاجلة، وقال حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة، إن هناك شكوكاً وصفها بأنها «قوية» بأن
الوفاة ناتجة عن التعذيب.
وقال صبحى صالح، أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى المحافظة، إن الجماعة
ترسل بعض أعضائها إلى أسرة المتوفى لتقديم الدعم المعنوى والنفسى لها بهدف إرسال
رسالة لها مفادها أن الجماعة تقف معها، وأن الاستمرار فى المطالبة بالحق واجب دينى
ووطنى، مشيراً إلى أن الأسرة تتعرض لما سماه ضغوطاً شديدة من قبل أجهزة الأمن
لتغيير أقوالها أمام النيابة.
وقال خلف بيومى، محامى الجماعة فى الإسكندرية، إن بلال من النشطاء السلفيين فى
المحافظة، وسبق له المشاركة فى وقفات احتجاجية ضد احتجاز كاميليا شحاتة، زوجة كاهن
ديرمواس، فى الكنيسة، مشيراً إلى أن خلفيته السلفية كانت وراء القبض عليه وتعذيبه،
فى محاولة للقبض على مرتكبى حادث كنيسة القديسين.
وطالب الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية،
بالتحقيق فيما اعتبره مقتل بلال أثناء احتجازه فى مقر مباحث أمن الدولة عقب القبض
عليه.
وقال البرادعى فى رسالة بموقع «تويتر» أمس: «رحم الله السيد بلال.. ننتظر نتيجة
التحقيق، وإذا ثبت تعرضه للتعذيب، فلابد من العقاب الرادع لكل مسؤول على كل
مستوى».[/size]