- عندما تسبح الأقلام الحرة وتتنزه في بحار المعلوم والمجهول
فإنها تتوقع كل أنواع السباحة ، الحرة ، الغوص إلى الأعماق
بحثاً عن الكنوز والنفيس ، ولكن عندما تسبح الأقلام المنغلقة
فسرعان ما تغرق أو تطفوا لفراغها من الداخل ، وفي كلا الحالتين
فهي أقلام لا تعرف السباحة ...
- لذا أقول : علموا أقلامكم السباحة .
- عندما ترمي الأقلام الحرة كلمة أو رأياً أو نقلاً ما ؛ فإنها ترمي
رمية الأحرار رمية المحترفين ، لذا فهي تصيب كبد وقلب الحقيقة ،
بل وإن أخطأت نقطة الهدف فهي لا تخطئ جسده ،،، بينما الأقلام
الأخرى ترمي رمية الهواة ، ناهيك عن أن كثيرا منها ترمي رمية
المبتدئين ، وإن أصابت تكون مجرد رمية من غير رام ...
- لذا أقول : علموا أقلامكم الرماية .
- عندما ترتقي الأقلام الحرة بالحوار نحو القمة ؛ فهي تصعد وترتقي
ولكن بتأن راق ، وهي أيضا تتلمس الصخرة المناسبة الثابتة غير
المتحركة لتضع عليها خطواتها حتى لا يختل توازنها فتقع ، كما أنها
لا تلتفت إلى أسفل القمة ؛ لذا يكون تسلقها ناجحا سليما آمنا وأقل
نسبة في المخاطرة والمخاطر ، وفي القمة لا ترى الباقين صغارا
حتى لا يراها الباقون صغارا ،،،
بينما الأقلام الأخرى تصعد دونما حذر وتأن ؛ لذلك ترى صعودا سريعا
خطرا ، فترى بعضها تسقط جثة هامدة ، وأخرى تسقط فتكسر إحدى
أطرافها ، والتي تصعد منها ؛ بعضها يفقد مخزون الطاقة فيهلك ،
وأخرى ترى غيرها من الأقلام صغيرة وتلقائيا تراها الأقلام صغيرة ...
- لذا أقول : علموا أقلامكم تسلق القمم .
وكلما كانت القمة عظيمة ،، كان صعودها أعظم . وليس كل من وصل
القمة يلقب بالمُتسلق ؛ فحتى الهواة يصلون إلى القمة .
- عندما تتخاطب الأقلام الحرة ، فإنها تستخدم أسلوب الحوار والمنطق
وإعطاء كل قلم حقه ومستحقه من فرصة الحديث وتقديم البراهين
والأدلة المتعلقة بموضوع الحوار ، ولا تتعدى نقطة حوارية إلا وقد
أعطتها حقها ، كما أنها إذا اتخذت موقفا ؛ بينت السبب من اتخاذها
هذا الموقف ،،، عكس الأقلام الأخرى ، والتي تستخدم أسلوب
( الحرب خدعة ) وكأنما الحوار أصبح حربا مبيدا لا هوادة فيه ...
- لذا أقول :علموا أقلامكم أساليب الحوار الراقية .
- إن الأقلام الحرة عندما تفتح بابا للحوار ؛ تستأذن وتستأنس صاحب
ذاك الباب ، وتفتح الباب بمفتاحه ومن مقبضه ولا تكسر أو تحطم
أبواب الحوار ، وإذا قصدت منزل حوار فإنها تدخله من بابه لا من نافذته
أو غيرها ، كما أنها إذا أغلقت أبواب الحوار تغلقه بهدوء وتطلب من
صاحبه أن يغلق ذاك الباب ؛ فإما أن يغلقه هو وإما أن يأذن لها في
إغلاق ذاك الباب ،،،
بينما الأقلام الأخرى تفتح وتغلق أبواب الحوار على
هواها ودونما إظهار للسبب ، وإذا قصدت منزل حوار كسرت بابه وفرضت
نفسها على أهل المنزل ، والويل لكل من يقف ضد تلك الأقلام ...
- لذا أقول :علموا أقلامكم آداب دخول المنازل والخروج منه .
" وأخيرا "
أقلامنا تعكس شخصيتنا و هي مرآة فكرنا .. ذوقنا .. أخلاقنا