من سرق حلمي؟!
المصدر :مدونة حياتك غير ..
24 مارس , 2009
في أحد أوقات فراغ
راشد أثناء دوام العمل، جلس يحكي لأحد زملاءه عن أحلامه،
فقال:
أتعلم يا مازن، كم أتمنى أن أحصل على وظيفة أفضل من وظيفتي هذه،
ومن ثم أتزوج بامرأة حسنة الخَلق والخُلق تشاركني حياتي ونكوّن سوياً أسرة جميلة،
نربي فيها أبناءنا على العلم والخلق فيكبروا ويصبحوا ممن يعز بهم الله دينه،
فيكون منزلنا منزل علم ودين ونجاح وتميز،
وأيضاً أود أن تستمر علاقتي الجيدة مع عائلتي الكبيرة،
وأصدقائي كذلك.. وأريد أن أبني بيتاً جميلاً، وسأزرع في حديقته الواسعة نخلاً، وشجرة ليمون ، و…….
هنا تنبه راشد أن زميله
مازن كان بالكاد يكتم ضحكته!
والتي لم تلبث أن تنطلق مدوية في أرجاء المكان!
وبعد أن خفت موجة الضحك التي انتابت مازن،
قال بتهكم لزميله:
يا أخي في أي عالم تظن أنك تعيش؟
هلا صمتّ لئلا تخسر وظيفتك، ثم عن أي امرأة صالحة تتحدث، الزمن تغير،
وهموم الفتيات الآن لا تتجاوز الموضة، ولو أنها تحسن طبخ طبق بسيط فستكون عملة نادرة،
ثم عن أي ثقافة تتحدث؟ ألا ترى كيف يستغرق عملنا ما يزيد عن التسع ساعات؟
وفي نهاية الشهر نقبض دريهمات بالكاد يمكن أن توفر لنا قيمة شقة صغيرة في أحد الأحياء البسيطة،
ثم تقول لي منزلاً واسعاً!!!! كن واقعياً ودع عنك الأحلام، وبالأصح الأوهام.. رجع
راشد إلى منزله وهو حزين متأثر بما قاله
مازن وعبارة واحدة تتردد في ذهنه هي:
[ وما فائدة الأحلام إذن إن كانت ستصطدم بأمواج الواقع فتتكسر إلى أشلاء! ].
وقبل أن ينام رسم حلمه في ورقة، تأملها، حاول أن يقنع نفسه بأنها ربما تكون حقيقة في يوم من الأيام، لكن كلام مازن كان صوته أعلى!
وبينما هو نائم، إذ به يسمع صوت حركة في الدور السفلي للمنزل،
تلفت حوله، بحث عن حلمه، لم يجده! أيقن أن لصاً قد سرقه منه، وتركه وحيداً محبطاً بلا أحلام!
من هم سارقوا الأحلام؟
- هم أناس ينظرون للعالم بمنظار أسود، يدعون أنه واقعي!
- مهما كانت الأمور تسير بشكل جيد، فإنهم يتصيدون الأخطاء، ويركزون على التفاصيل السلبية ولو كانت صغيرة..
- متخصصون في التلميحات المحبطة والسيئة..
- لهم خبرة في قتل الأحلام في مهدها..
- ربما هم حسنوا النية، لكن تصرفاتهم السلبية لا يشفع لها حسن نيتهم!!
- يتميزون بالكسل، وحب الحلام ( التفلسف ) لا أكثر..
- يقدسون الروتين، ولديهم حساسية من التجديد والتغيير والإبداع..
يقول جاك كانفيلد:
من الأشياء التي اقترحها على ناصحي المخلص، ومثلي الأعلى في النجاح،
هو أن أكتب قائمة بأسماء أصدقائي وزملائي،
ثم أكتب بجوار كل صديق أو زميل ساندني أو شجعني أو ساعدني في حل مشكلة،
وكان إيجابياً يبث التفاؤل في حياتي، أولئك أكتب بجوار اسمائهم الحرف
[ ب ] أي بنّاء.
وكل شخص متشائم ينظر للحياة بمنظار أسود، ولا يرى من الكوب إلا نصفه الفارغ، طلب أن أضع بجوارهم الحرف
[ هـ ] أي هدام!
ثم طلب مني أن أتوقف عن قضاء أي وقت مع الأشخاص الذين تم وضع الحرف [ هـ ] بجوار اسمائهم.
فإن كنت ناجحاً فعليك أن تخالطأشخاصاً ناجحين متفائلين.
أخيراً.. يبدو أن راشد يحتاج لبعض المساعدة لاستعادة حلمه؟
فهلا مددتم له يد العون؟؟
آهـ.. بالمناسبة، أحضرت لكم قفلاً لن يتمكن أذكى اللصوص من فتحه!
تعليق :أعتقد أن أغلبنا مر بهؤلاء الأشخاص إن لم يكن كلنا
وربما الشىء الغريب لعلك أنت واحد من سارقى الأحلام ..
والشىء الأغرب أنه ربما أنت تسرق أحلام نفسك!
حان الوقت أن تكون من صانعى ومحققى الأحلام
لا أن تسرقها .. ولو من نفسك