سيدة التدوين فى العالم: عندما أكون متصلة بالإنترنت أنسى شيخوختى
٢٩/ ٩/
ماريا لوبيز
عندما أتمت ماريا لوبيز ربيعها الـ٩٥ أهداها حفيدها صفحة على موقع «بلوج سبوت»، ولم يكن يتوقع أن تندمج مع عالم الإنترنت بهذه الصورة، ولم يمنعها كبر سنها من أن تتواصل مع مختلف الزائرين لصفحتها.
ورغم وفاة ماريا التى تعد أكبر مدونة فى العالم فما زالت صفحتها تشهد إقبالاً كبيراً، مع استجابة لدعوتها التى أطلقتها من خلال كتاباتها وتدويناتها لتشجيع كبار السن على الاندماج مع العالم الرقمى، الذى يتيح بوابة من التعايش والتواصل مع مختلف الأعمار والثقافات فى العالم.
أهداها حفيدها مدونة على شبكة الإنترنت عام ١٩٩٥ لتستطيع من خلالها التواصل مع الأفراد ولم تكن تدرى أنه كسر أمامها أى حاجز يبقيها وحيدة أسيرة للملل وهذا جعلها كما تقول تقضى أفضل سنوات حياتها بعد سن التسعين بعد أن وجدت معني جديدا للصداقة والتواصل مع الآخرين.
وطوال ٨٨٠ يوماً استطاعت ماريا لوبيز أن تجذب إلى مدونتها «http://amis.blogspot.com»، أكثر من ١٨ مليون زائر من مختلف أنحاء العالم تتواصل معهم وتتبادل التعليقات المرحة التى اشتهرت بها مع إعطائهم خبراتها ونصائحها الإنسانية، وتقول ماريا: «التدوين غير حياتى، فأصبحت أتواصل وأتفاعل مع العالم الخارجى، ولم أشعر أبداً بالوحدة لأننى كنت دائما مع أصدقائى».
ونتيجة لاتصالها بالعالم وتدوين العديد من القضايا والموضوعات ونظراً لارتفاع سنها وقدرتها على التواصل عبر الإنترنت فقد حصدت ماريا العديد من الجوائز، من خلال موضوعاتها المتوازنة وتعليقاتها على الأحداث المحلية والعالمية.
وتتصدر مدوناتها الدعوة التى كانت توجهها دائماً إلى المسنين وهى «عدم الخوف والتقرب من التكنولوجيا والإنترنت»، كما عرضت فى مدونتها مقاطع فيديو تسرد فيها ماريا حياتها والأنشطة التى تمارسها.
آخر رسالة على مدونتها كتبتها قبل وفاتها بأيام معدودة أبكت كل أصدقائها خاصة من الشباب وقالت فيها «عندما أكون متصلة بالإنترنت.. أنسى مرضى، وأتواصل مع الآخرين وهذا شىء جيد ومنشط للدماغ ويعطينى قوة عظيمة».
وبتصفح مدونتها تجد أنها متابعة جيدة للأخبار الإسبانية المحلية وكذلك متابعة للأحداث العالمية التى تفرض نفسها على العالم مثل «الملف النووى الإيرانى» وكذلك قضية إقليم «الباسك»، وفى كل آرائها وتعليقاتها تحاول أن تقدم تجاربها للعديد من الشباب وتقدم لهم النصيحة، بالإضافة إلى تواصلها مع المسنين ودعوتها المستمرة لهم بعدم الانغلاق على أنفسهم والتوجة للإنترنت والتعرف على هذا العالم الرحب والتفاعل معه كى ينسوا الشيخوخة