سوزان مبارك تكتب قصة الثورة!
١٤/ ٢/ ٢٠١١
لا الرئيس مبارك يصدق ما جرى حتى الآن.. ولا السيدة الأولى سوزان مبارك، تتصور ما حدث.. لابد أنه كابوس.. ولابد أنه صدمة كبرى.. وكما أنه زلزل العالم، فلابد أنه سوف يضرب الجهاز العصبى للرئيس، والسيدة قرينته.. هناك احتمالات تعرض الرئيس للدخول فى أزمة صحية.. وهناك أنباء أنه دخل فى غيبوبة.. قيل إنها بدأت بتلاوته خطاب الوداع، وتفويض عمر سليمان!
الذين يتحدثون عن تعرضه للإغماء مرتين، فى خطاب التفويض، لا يستبعدون دخوله فى غيبوبة كاملة، بعد خطاب التنحى.. فالرئيس لم يستطع أن يقدمه، فتولى عنه النائب عمر سليمان تقديمه.. ورأى البعض أيضاً أن النائب كان لا يتحمل إلقاء بيان التنحى، ولا يقوى عليه.. وقد كان ذلك بادياً على وجهه.. وكلها تخمينات فى تصورى، لأن المصادر المقربة من الرئيس لا تجرؤ على الكلام الآن!
نحن أمام تخمينات تتحدث عن صحة الرئيس بعد التنحى، وتخمينات أخرى تتحدث عن صحة مصر بعد مبارك.. وكأن ملف صحة الرئيس، ظل مرتبطاً بصحة مصر.. قبل التنحى وبعده.. لكن هذه التخمينات تضع فى اعتبارها، أن الرأى العام يسعى لمعرفة كيف قضى الرئيس مبارك ليلته الأولى مع أسرته فى شرم الشيخ؟.. وكيف وقع هذا الحدث المؤلم عليه، فى هذه السن المتقدمة من العمر؟!
طبعاً هناك افتكاسات تذهب إلى أن الرئيس غادر مصر تماماً.. وهناك افتكاسات تقول إنه الآن فى دبى.. لأن وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد زاره فى الأيام الأخيرة على التنحى.. وهناك من يرى أنه لايزال فى شرم الشيخ مع أسرته.. يعيش أياماً عادية جداً بعيداً عن الحكم.. يتنفس الهواء النقى ويتمتع بالشمس الساطعة، والماء والوجه الحسن.. فلا تصدقوا شيئاً، لأنه لا توجد معلومات!
والسبب بسيط وراء غياب هذه المعلومات.. لأن الرئيس لم يخرج فى ظروف عادية، بعد انتخابات حرة مثلاً.. أو أنه أنهى فترة حكمه الشرعية، وأصبح عليه أن يعيش كمواطن طبيعى.. يتمتع بحياته ويكتب مذكراته.. إنما خرج فى ظروف ثورة تطالب بتنحيه.. كما أنه خرج من قصر الرئاسة، بعد أن حاصر الثوار قصر العروبة.. ومن هنا تأتى صعوبة هذه التكهنات!
كل ما سبق يؤكد أن الكلام عن صحة الرئيس مجرد تخمينات.. لا أحد سيؤكدها أو ينفيها.. ولا أحد سيقول إنه غير مهتم، أو أنه دخل فى غيبوبة كاملة.. لا أحد غير ابنه «جمال»، الذى بقى معه حتى اللحظة الأخيرة، ولا أحد غير شريكة حياته، وشريكة الرحيل سوزان مبارك.. ودعونى أتصور أن الرئيس يعيش طبيعياً.. لأنه يلقى حماية استثنائية من الجيش، مصدر قوة الثورة وضعفها فى وقت واحد!!
وأتساءل: هل يقرأ الرئيس الصحف؟.. تحديداً، هل يقرأ الصحف الرسمية؟.. هل يقرأ مانشيتات عن «تنظيف مصر»، وسطوع شمس الحرية؟.. هل يرى كيف سقط كل رجاله تقريباً، فى قبضة العدالة؟... هل يرى أن هذه المصائب كانت كافية كى يتنحى؟.. وهل تأخرت آخر طلعة جوية، كان ينبغى أن يقوم بها الرئيس؟!
كيف تكتب سوزان مبارك يوميات الثورة؟.. وهل فرحت عندما قمعها حبيب العادلى؟.. وماذا قالت عندما انسحب الأمن؟.. كيف تصرفت عندما عين النائب عمر سليمان، وعندما فوضه؟.. وعندما لم يبق غير التنحى؟.. وعندما قرر التنحى؟..
وعندما لم يعد غير ركوب الطائرة لتغادر القاهرة؟.. كيف عاشت هذه اللحظات، وقد كانت أحرص على كرسى الحكم، أكثر من الرئيس نفسه؟.. هل كانت وراء البطء الرئاسى فى اتخاذ قرار التنحى.. حتى كادت مصر