منتديات ايام زمان للدعايه والاعلان أجتماعى تقافى فنى منوعات اشعار قصص روائيه |
المواضيع الأخيرة | » خطوات تعلم المحادثة في اللغة الإنجليزيةالأحد نوفمبر 15 2020, 08:53 من طرف yahia» تركيب مظلات سيارات بالرياض , من غاية الافكار , 0509913335 الأحد يوليو 14 2019, 16:59 من طرف Kamelm» مشبات عصرية , مشبات بأشكال فخمة , بناء مشبات بالرياض , 0503250430 الأحد يوليو 07 2019, 14:47 من طرف Kamelm» رابيزول Rabezole أقراص لعلاج تقرحات المعدة والإثنى عشرالسبت يونيو 29 2019, 00:37 من طرف keanureeves» شراب دوفالاك Duphalac لعلاج حالات الإمساك المختلفةالسبت يونيو 29 2019, 00:34 من طرف keanureeves» معلم مشبات الرياض , صور مشبات , مشبات حديثة , 0503250430 الجمعة يونيو 28 2019, 03:12 من طرف Kamelm» أقراص كابوتين Capotenالثلاثاء يونيو 25 2019, 12:37 من طرف keanureeves» فولتارين جل Voltaren Gel لعلاج آلام المفاصل والالتهاباتالثلاثاء يونيو 25 2019, 12:08 من طرف keanureeves» دواء ليزانكسيا Lysanxia لعلاج الإكتئابالثلاثاء يونيو 25 2019, 02:20 من طرف keanureeves» ليفيتام Levetam لعلاج نوبات الصرعالثلاثاء يونيو 25 2019, 02:16 من طرف keanureeves |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
التبادل الاعلاني | منتدى ايام زمان
منتدى اعلان مجانى |
التبادل الاعلاني | منتدى ايام زمان
منتدى اعلان مجانى |
|
| معركة وادي المخازن الملوك الثلاثة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ايام زمان المـديـر العـــام
17/5/2009 : 17/05/2009
| موضوع: معركة وادي المخازن الملوك الثلاثة الأربعاء مايو 25 2011, 10:33 | |
| بسم الله الرحمن الرحيممعركة واديالمخازنأو الملوك الثلاثةمقدمة
يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من المعاركالفاصلة التي شكلت نتائجها منعطفات هامة أثرت و لا تزال في بناء الحاضر الذي نعيشه،هذا الحاضر الذي و إن كنا نتفق على أنه ليس الأفضل، إلا أنه كان ليكون أسوأ لولاتضحيات السابقين من زعماء عظماء مجاهدين تصدوا للحملات المغرضة ضد بلاد الإسلام.
و تعتبر معركة وادي المخازن التي وقعت عام 985 للهجرة الموافق 1578 للميلادإحدى هذه المعارك الفاصلة حيث كان يحكم المغرب الأشراف السعديون، بقيادة الملك عبدالملك السعدي (و في روايات قيل عبد المالك السعدي). تواجهت قوات عبد الملك السعديمع الغزاة البرتغاليين الذين كانت أطماعهم المعروفة في المنطقة قد أدت لصراعات وتحالفات عديدة بالتعاون مع جيرانهم الأسبان حيث عرف الطرفان باسم(الأيبيريين). وتكمن أهمية المعركة في كونها أوقفت الحملة الصليبية الشرسة على المنطقة العربية وبالخصوص شواطئ الخليج العربي، وفقدت البرتغال استقلالها و تهاوت مملكتها الواسعة فيأنحاء العالم.
و لا بد في مقدمة البحث أن نعرج بشكل سريع على تعريفالسعديين، فهم أشراف حسنيون من أولاد علي بن أبي طالب، يرجح كونهم علويون أشرافأصلهم من ينبع النخل بالحجاز، نزلوا أول هجرتهم إلى المغرب بوادي درعة منذ القرنالتاسع الهجري و انتقل بعضهم إلى تيدسي في القرن التالي حيث بويع الشريف محمدالقائم عام 915هـ زعيماً للجهاد ضد البرتغاليين. التف الناس حول الشريف السعدي وأيدته الطرق الصوفية و بالخصوص الحركة الزجولية و التي كان أغلب أهل المغرب ينتمونلها.
و كان على السعديين قبل أن يخلص لهم الحكم أن يقودوا حركات النضال فيثلاثة جبهات: الأولى هي جبهة النضال ضد الاحتلال البرتغالي حيث أدى استرداد أغاديرسنة 947 على يد محمد ابن الشرف القائم إلى التفاف المغاربة حول السعديين و جلاءالبرتغاليين عن عدد من الثغور المغربية. الجبهة الثانية كانت ضد دولة الوطاسيين حيثنجح السعديون في القضاء عليهم و الاستيلاء على عاصمتهم عام 955، أما الجبهة الثالثةفهي ضد الأتراك العثمانيين حيث انتهى الصراع بهدنة و رضخ العثمانيون لاستقلالالمغرب عن حكمهم.
و لكن حسم الصراع في الجبهات التي سبق ذكرها لم يكن كافياًلاستقرار السعديين، فمن جانب كانت بعض الثغور لا تزال بعيدة عن متناول أيديهم، و منجانب آخر تعرضت الدولة السعدية لخيانة بعض حكامها الذين تنازلوا عن بعض المناطقالهامة، و ذلك ما سبب صراعاً مع أفراد آخرين من الأسرة السعدية مما أدى لتحالفاتشاذة ما بين قلة من المغاربة و بين أشد أعداء المغرب. و لتلك الحوادث تفاصيل سنعرجعلى ما نستطيع منها وصولاً إلى ذكر تفاصيل المعركة و أبطالها و نتائجها.
1 حملات الأيبيريين ضد المغرب شكل سقوط غرناطة بيد الأسبان عام 897 هـ - 1482م بدايةلانطلاق أسبانيا لبسط سيطرتها على الضفة الأخرى من البحر باحتلالها الثغورالإسلامية القائمة عليها، لكن مملكة البرتغال سبقت جارتها في هذا المجال لأنها حررتأراضيها من الحكم الإسلامي قبلها بأكثر من قرنين فوطدت قواها و استولت على ثغر سبتةعام 818 للهجرة فكانت تلك أولى الحملات الاستعمارية التي قامت بها المسيحية فيهجومها على غرب العالم الإسلامي.و لم يمض أكثر من قرن واحد حتى استولى البرتغاليونعلى أكثر الثغور المغربية و ذلك خلال فترة الضعف ما بين انقراض الدولة الوطاسية وظهور الدولة السعدية.
و في هذه الفترة كانت أسبانيا قد أتمت تحرير أراضيهامن الحكم الإسلامي و أعدت حملات عدوانية و استولت على مليلة و المرسى الكبير ووهران في بادئ الأمر، غير أن المحتلين الأيبيريين لم يتجاوزا الشواطئ المغربيةبنفوذهم و لا أن يبسطوا سلطانهم لداخل المغرب و ظلوا محتمين وراء أسوارها مستفيدينمن المراسي و المنافذ البحرية، و يرجع الفضل في ذلك إلى الروح الدينية الوطنية التياستطاع المؤمنون المخلصون إبقائها في أنفس المسلمين فقامت في البلاد حركة صوفيةواسعة النطاق توجهت لمقاومة العدو، و هكذا تمكن محمد الشيخ السعدي من تحرير أغاديرعام 947 للهجرة من يد البرتغاليين مما دعاهم لإخلاء أسفي و أزمور و أصيلة خوفاً منالسعديين، ثم حررت أصيلة و القصر الصغير و لم يبق للبرتغاليين إلا طنجة و سبتة فيالشمال و الجديدة في الجنوب.
وحاول عبدلله الغالب السعدي تحرير الجديدةفحاصرها عام 969 للهجرة و لكنه اضطر لرفع الحصار في انتظار ظروف مواتية أخرى. وتبعت تلك المحاولة الفاشلة تنازل الغالب السعدي عن ثغر بادس في الشمال إلى الأسبانليجعل منهم حاجزاً فاصلاً بينه و بين العثمانيين مما اعتبره التاريخ خطئاً لايغتفر، و قد أدى تنازل الغالب السعدي عن ثغر بادس إلى غضب عبد الملك السعدي و أخيهأحمد السعدي فثارا عليه و التجئا للقسطنطينية يلتمسان عون السلطان العثماني.
2 كفاح عبد الملك السعدي لتسلم مقاليد السلطة
تثني المصادر التاريخية المغربية على شخصية الأمير السعدي عبد الملك لما كانت له من سجايا حميدة من صفات شخصية و ثقافة علمية عالية المستوى و اطلاعه الواسع على الأحوال السياسية العالمية. بحنكته و ذكاءه توجه عبد الملك برفقة أخيه إلى القسطنطينية حيث كان السلطان سليم يجهز قوات ضخمة لتحرير تونس من الأسبان، فلما وصل الأمير السعدي إلى رحابه استقبله و رأى أن يستفيد من خبرته فجعله أحد قواد الحملة تحت إمرة القائد سنان باشا. خرج الأسطول العثماني سنة 981 للهجرة قاصداً مرسى تونس الذي اتخذه الأسبان معقلاً لها، و تمت محاصرة الأسطول بمساندة واليا القيروان و طرابلس حتى هزم الأسبان هزيمة ساحقة.
كانت والدة عبد الملك السعدي المتواجدة في القسطنطينية هي أول من علم بالنبأ فأعلمت الخليفة به قبل أن يصل للباب العالي، و قيل إن الأمير عبد الملك و أخيه الأمير أحمد وصلا قبل الجميع فأتيح لها حمل بشارة النصر، فاغتنما الفرصة عارضين عليه أن يقدم لهما عونه للقضاء على الانحراف الذي بدأ من أخيهما الغالب بتنازله عن بادس، فاستجاب السلطان العثماني للطلب و زود الأميرين بالأموال و السلاح و الأقوات و كتب لوالية في الجزائر أن يضع خمسة آلاف من عسكر الترك تحت قيادتهما لاجتياح أرض المغرب الأقصى.
رجع الأميران السعديان إلى الجزائر لإعداد الحملة و أثناء ذلك توفى الغالب بالله و تولى ابنه محمد المتوكل مكانه، و كان ظالماً مستبداً قام بقتل اثنين من إخوته و سجن ثالثاً فكرهته الرعية و نفرت منه حاشيته و رؤوس أجناده فانتهز عبد الملك الفرصة ليكتب لهم واعداً و مرغباً لينفضوا من حول ابن أخيه و يلتحقوا بمجموعته الزاحفة. و دخل المغرب على رأس جيش من الأتراك زاحفاً نحو فاس دون مقاومة.
عندما اقتربت قوات عبد الملك من فاس خرج المتوكل لملاقاته، و لكن قادة جيش المتوكل أخذوا ينضمون لعمه فاشتد جزعه و هرب تاركاً الطريق أمام عبد الملك للدخول لفاس التي استقبله أهلها و علماؤها بالفرحة مبايعين إياه، و عين أخاه أحمد نائباً عنه في فاس. فيما التجأ المتوكل إلى والي بادس الأسباني بعد أن طارده جنود عبد الملك. استلم عبد الملك السعدي خزينة الدولة فارغة و الجيش في حالة يرثى لها، فانتهج إصلاحات اقتصادية و عسكرية معتمداً على التجارة البحرية و ما رافقها من الاستيلاء على مراكب الأعداء، و وجهت الأموال لتقوية أجهزة الدولة و بناء قوات عسكرية منظمة و مدربة قوية التسليح كان عبد الملك يسهر عليها بنفسه. و تحقق للمغرب ازدهار اقتصادي و قويت أجهزته الدفاعية و شاع الأمن و انتشرت أسباب الرفاهية و ودت الدولة و ألفت بين القلوب، و ذلك كان الأساس المتين الذي قام عليه النصر الكبير في معركة وادي المخازن.
| |
| | | ايام زمان المـديـر العـــام
17/5/2009 : 17/05/2009
| موضوع: رد: معركة وادي المخازن الملوك الثلاثة الأربعاء مايو 25 2011, 10:34 | |
| 3 الدون سبستيان يحلم بالمغرب
كان يحكم البرتغال الدون سبستيان (Don Sebastien) ، أبوه الأمير يوحنا البرتغالي و أمه ابنة الإمبراطور شارلكان و أخت فيليب الثانيملك أسبانيا، نشأ في كنف اليسوعيين في جو متعصب ضد الإسلام فملأت مخيلته سيرالفرسان الصليبيين و فتنته الأحاديث حول شجاعة الأبطال البرتغاليين ضد مسلمي الشمالالأفريقي، و كان مغروراً معتداً بنفسه خصوصاً و أنه جلس على العرش قبل أن يبلغالخامسة عشرة، و حلم بامتلاك الدنيا كلها طمح لاستخلاص الأماكن المسيحية المقدسة فيالمشرق من أيدي المسلمين، و رأى أن يبدأ بالمغرب لتكون منطلقاً للمشرقالعربي..
في تلك الأثناء وصل السلطان السعدي المخلوع محمد المتوكل إلىالعاصمة البرتغالية مستغيثاً بملكها مستنصراً به لاستعادة عرشه المفقود، واعداًإياه بأن يتخلى له عن جميع الشواطئ و الثغور و أن يكتفي بداخل البلاد المغربية. زادذلك من عزم سبستيان على القيام بالحملة و حاول إقناع خاله فيليب ملك أسبانيا بخوضالحرب معه غير أن الملك الأسباني رفض الطلب متخوفاً من انتقام العثمانيين، لكنه معذلك وعده بسبعة آلاف من الجنود الأسبان و الطليان و الألمان دون مشاركة رسمية منالدولة الأسبانية، و لهذا لم يخض معركة وادي المخازن إلا ثلاثة ملوك: السلطانالسعدي عبد الملك، و السلطان المخلوع المتوكل، و الملك البرتغالي الدون سبستيان، ومن هنا أطلقت المصادر المسيحية على الوقعة اسم (معركة الملوكالثلاثة).
4 دهاء عبد الملك في دبلوماسيته السلمية
أعد عبد الملك نفسه للمواجهة الحاسمة، و قد أسلفنانجاح إصلاحاته الاقتصادية و الإدارية و العسكرية معيداً شعور المغاربة بالوحدة والأمان و الثقة، مستفيداً من الوعي الوطني الذي كانت تبثه الحركات الدينية في نفوسالمغاربة و تعدهم للاستماتة في سبيل الله و الوطن، و قامت الحركة الدينية الجزوليةبمساندة عبد الملك السعدي بكل ما أوتيت من قوة.
استخدم عبد الملك دهاءه وحنكته السياسية لكشف عدوان ملك البرتغال الصريح على بلاده و مطامع الملك الشابالتوسيعية و الاستعمارية، فبادر بتوجيه رسالتين إلى الدون سبستيان هذه مقاطع منهما: "إن ما تعتزمه من محاربتي في قعر داري ظلم و تعد غير مقبولين، و أنا لا أضمر لكشراً، و لم أقم بشيء ضدك.. لا تظنن أن الجبن هو الذي يملي علي ما أقول فإن فعلتفإنك تعرض نفسك للهلاك و إني مستعد للتفاهم معك رأساً لرأس في المحل الذي تريده وإني لأفعل كل هذا سعياً في عدم هلاكك المحقق عندي.. و اعلم أنك شاب لا تجربة لك، وأن لك في حاشيتك نبلاء يشيرون عليك بآراء فاشلة.." و قصد عبد الملك من هذه الرسائلأن يماطل و يكسب وقتاً للتحضير و الاستعداد للمعركة. كانت تلك الرسائل تصب لصالحعبد الملك في كل الأحوال، فلو أصر الملك البرتغالي على المضي قدماً انكشف موقفهالعدواني و قوي موقف الملك السعدي في الميدان الدولي. و عندما لم تجد محاولات عبدالملك السعدي الدبلوماسية أيقن أنه لا بد من خوض غمار المعركة. 5 الاستعدادات النهائية للحرب (الجانب المغربي)
كان عبد الملك السعدي في عاصمة دولته بمراكش يوليالاستعداد لمواجهة الخطر الصليبي الزاحف بكل ما يملكه شعبه من طاقات دفاعية وعسكرية و ما يتمتع هو نفسه من خبرات و مواهب في القيادة و القتال، و جهز جيشه علىالنحو التالي: الجيش النظامي المدرب الذي سهر السنتين الماضيتين من حكمه على تكوينهو إعداده على الأساليب العسكرية التركية، و زاد عدد محاربيه على الأربعين ألفاً، وصار الجيش المغربي يمتلك أربعة و ثلاثين مدفعاً و آلاف كثيرة من الخيل و تجهيزاتحربية وافرة. و تدفقت سيول المجاهدين من أتباع الحركة الدينية الجزولية - و الذينكانوا أغلبية الشعب المغربي – بقيادة شيخهم أبو المحاسن يوسف الفاسي حتى أصبح جيشعبد الملك السعدي مئة ألف بينهم ثلاثين ألف فارس.
إلى جانب التجهيزاتالعسكرية، كان عبد الملك السعدي يستغل دهاءه و تجاربه و حسن فهمه لنفسية الملكالبرتغالي الشاب ليستفيد من غروره و قلة تجربته و شدة تمسكه بمظاهر الفروسية والفتوة و الشرف، و سنشهد في هذا البحث أثر ذلك في نجاح الملك السعدي في الكيد وإعمال الحيلة لدفع الدون سبستيان نحو الكارثة.
كانت مدينة القصر الكبير هيالمركز الرئيسي في المغرب للحركة الجزولية و قد اختيرت لقربها من الثغور المغربيةالتي كان البرتغاليون يوالون احتلالها و لذلك اختارها عبد الملك السعدي مقراًللقيادة العليا لتسيير العمليات الحربية، و طلب من أخيه و نائبه على فاس الأميرأحمد أن يسبقه إلى القصر الكبير على رأس جيوش من رماة أهل فاس، و تحرك هو نفسهمغادراً مراكش على رأس جيشه في الطريق إلى الشمال، و كان جيشه يزداد كثرة طوالالطريق بما ينضم إليه من جموع الوافدين من المجاهدين المتطوعين، و كانت التقاريرتصل إلى عبد الملك السعدي عن طريق جواسيسه.
6 الاستعدادات النهائية للحرب (الجانب البرتغالي)
غادر جيش الحملة الكبرى العاصمة البرتغالية في 24حزيران 1578 م – 986 هـ يحمله عدد كبير من القوارب و السفن قاصدة مرفأ (لاكوس) علىبعد مئتي كيلومتر من لشبونة، و أقام الجيش أربعة أيام و اندس إليه بعض جواسيس الملكالسعدي. تحركت السفن نحو قادس و منها تم عبور الحملة إلى مدينة طنجة حيث رست السفنفي اليوم الثامن من تموز و كان المتوكل بانتظار وصولها. تابعت السفن إبحارها إلىميناء أصيلة حيث كان المتوكل قبل خلعه قد مكن البرتغاليين من الاستيلاءعليها.
نزل الجيش إلى البر المغربي و انتشرت قطعانه في اتجاه القصر الكبيرحيث أقام معسكراته في الفحص، على مسيرة يوم واحد من القصر. كل هذا و السلطان السعديعبد الملك ما يزال في مراكش، استبطأ الناس وصوله و عم بعضهم الخوف من مداهمة الجيوشالزاحفة لهم و عزم بعضهم على مغادرتها إلى الجبال للتحصن، و لكن الشيخ يوسف الفاسيطاف على السكان و حضهم على الثبات و الصبر.
تأخر الملك السعدي بسبب مرضداهمه، و تخوف من انقضاض جيش الحملة على المدن و القرى شمالي المغرب و خشي أن تتوغلجيوش سباستيان في الأراضي المغربية، فيكسب سكانها الذي سيحاربون إلى جانبهبالإكراه. فكتب له المرة تلو المرة يستثير نخوته الفروسية و تمسكهم بأخلاق الفرسان،و كتب له: " ليس من الشجاعة و لا من روح الفروسية أن تنقض على سكان القرى و المدنالتي في طريقك و هم عزل دون أن تنتظر أن يقابلك أمثالك من المحاربين، فإن كنتنصرانياً صادقاً فتريث ريثما أقصدك". اقتنع الدون سبستيان بمضمون الرسالة رغممخالفة حاشيته و مخالفة الملك المخلوع المتوكل لرأيه، فلم يتحرك من أصيلة و قضىفيها تسعة عشر يوماً.
أخيراً وصل الملك السعدي بجيوشه إلى القصر الكبيرمحمولاً على محفة بسبب المرض الذي منعه من ركوب فرسه، و كان يكتم آلامه لكيلا يؤثرعلى معنويات من حوله من القادة، إلى أن حط في القصر الكبير، و من هناك كتب رسالةتشهد بعبقريته و دهائه حيث قال له فيها: "إني سرت ست عشرة مرحلة لملاقاتك، فهلاتسير أنت مرحلة واحدة لملاقاتي؟" و كان مشيرو الملك البرتغالي قد نصحوه بالبقاء فيأصيلة لتصل الجيوش السعدية إليه فيتلقاها منهوكة القوى، و لكن الدون سبستيان أصرعلى رأيه و سقط في الشرك. 7 مكيدة عبد الملك السعدي في اختيار ميدان المعركة
نجح عبد الملك السعدي في أن يستجر خصمه إلى الحرب في الميدان الذي اختاره بنفسه، في سهل مثلث منبسط من الأرض، تكثر فيه الأنهار و تحيط به من ثلاث جهات: وادي (لوكوس) الذي ينصب في العرائش يمده من الضفة اليمنى وادي (ريسانة) و وادي المخازن، و الوادي هنا معناه النهر. و وادي المخازن يمده من الضفة اليسرى وادي (وارور) ففي هذا المثلث المحاط بالماء من كل جانب، في ناحية من مدينة القصر الكبير، يمكن حصر الجيوش الغازية بحث لا تجد مكاناً للفرار إذا هزمت، و لو عبرت الماء سالمة فستجد البحر من جهة العرائش و هي بيد المسلمين و لا مدد للهاربين من قبلها و لا سفن لهم في مرساها لو هربوا من ميدان القتال، و هو ما كان مستشارو الملك سبستيان يخشونه، و لكن الملك البرتغالي بغروره ما كان يفكر في إمكانية وقوع الهزيمة و كان يتشوق إلى الحرب في ميدان فسيح يستطيع أن يصول فيه الفارس و يجول، و لذلك رحب باقتراح الملك السعدي.
تحركت طلائع الجيش البرتغالي إلى الميدان المرتقب للمعركة حيث أمر الملك سبستيان بعبور وادي المخازن عابرةً قنطرة الوادي و هي الجسر الوحيد على ذلك النهر، و عسكرت قواته على ضفة الوادي اليسرى، في المثلث الذي تتألف زاويته الغربية من التقاء النهرين: وادي المخازن و وادي وارور. و كانت الجيوش السعدية قد وصلت أيضاً إلى هذا المثلث و اتخذت مواقعها و راح الفريقان يستعدان لخوض المعركة صبيحة اليوم التالي.
| |
| | | ايام زمان المـديـر العـــام
17/5/2009 : 17/05/2009
| موضوع: رد: معركة وادي المخازن الملوك الثلاثة الأربعاء مايو 25 2011, 10:35 | |
| 8 وقائع المعركة الفاصلة
أمر عبدالملك السعدي أخاه الأمير أحمد بالسير في جنح الليل على رأس كتيبة من الفرسان لنسفقنطرة وادي المخازن، و نجحت المهمة بدون أن يشعر معسكر النصارى بما جرى، و بذلك تمحصار جيش الحملة إذا ما تقهقرت قواته. و في صبيحة الأثنين (30 من جمادى الثانية 986للهجرة، 4 آب 1578 م) اتخذت كل فئة مواضعها مقابل الفئة الأخرى، فأما الجيش المغربيفقد اصطف على صورة هلال في وسطه مضرب القائد العام عبد الملك السعدي، و كان علىمحفة مرضه و قد بلغ المرض منه مبلغه لكنه كان يتجلد و يتماسك ليقوي عزيمة رجاله، وكان يصدر التوجيهات و الأوامر رغم عجزه الجسدي. و عند رأسي الهلال اتخذت كتائبالفرسان مواقعها، و نصبت المدافع في المقدمة و خلفها قطعات المشاة، و قد درب الرماةعلى النمط الإنكشاري.
أما الجيش المسيحي فقد اصطفت قواته على شكل مربع جعلفي مقدمته جماعة الأفاقين البرتغاليين، و هم جماعة من أوباش الناس المغامرينالمتشردين، و اصطف المحاربون الألمان في اليمين، و الأسبان و الطليان يساراً، واتخذت الخيالة مواضعها في الجناحين، و انضم إليهم أتباع الملك السعدي المتوكل و همما بين الثلاثمئة و الستمئة، أما الوسط فكان خاصاً بالرهبان و القسس إلى جانب عددمن النساء اللواتي يأخذهم الجيش المسيحي في حروبه كما جرت عادته.
و بعد أنأدى المغاربة صلاة الفجر و ابتهلوا إلى الله أن يمنحهم النصر، صدر أمر الملك السعديلجيشه بإطلاق النار و في الوقت نفسه أطلق المسيحيون نيران مدافعهم و بدأت المعركة،و تقدمت جماعة الأفاقين في مقدمة الجيش المسيحي بهجوم كاسح على الجناح الأيسرللمسلمين، مما أصاب المسلمين بارتباك و تزحزحوا عن مصافهم، و كان الشيخ أو المحاسنالفاسي في ذلك الجناح فصمد و من حوله، و لكن الضربات توالت قوية على الجيش المسلم. خشي الملك السعدي أن يسفر ذلك الهجوم على الطرف الأيسر عن انكساره فقام من محفته واستل سيفه شاقاً طريقه للجناح الأيسر، و رآه المحاربون المسلمون فاشتدت حماستهم وجرت معركة شديدة للغاية مالت لصالح المسلمين شيئاً فشيئاً.
عندما اطمأن عبدالملك لثبات مسيرة جيشه رجع لمحفة مرضه و هو في ذروة الإنهاك ليلفظ أنفاسه الأخيرةو قد وضع إصبعه على فمه موصياً خادمه رضوان بكتمان خبر موته لئلا يتسرب الوهن لنفوسالمسلمين، فكان الخادم يوالي الخروج و الدخول من خيمة السلطان ليعطي الأوامر باسمالملك السعدي. اشتدت ضراوة المعركة و استشهد ألوف المجاهدين حتى أدرك النصارى عقممحاولاتهم لتدمير المقاومة. كان جناحا الهلال الذي تشكل به جيش المسلمين يتقاربان ويتجمعان و يلتفان حول مقاتلي النصارى و يسحقان ما بينهما سحقاً، و تراجع الجيشالنصراني حتى عندما أشرفوا على وادي المخازن لم يجدوا القنطرة التي عبروا عليها منذيوم واحد، فألقى الكثيرون بأنفسهم في مياه النهر و عامت آلاف الجثث علىسطحه.
أما اللورد سبستيان فالمؤرخون يؤكدون أنه قاتل بشجاعة منقطعة النظيرقبل أن يسقط مضرجاً بدمائه، و أما المتوكل السعدي المخلوع فقد شوهد غريقاً و نقلتلخباء الملك السعدي الجديد السلطان أحمد المنصور، أخي عبد الملك، فأمر بسلخ الجثة وحشوها تبناً ليطاف بها في أرجاء المملكة المغربية، و منذئذ أصبح اسم المتوكل (المسلوخ). و بهذا انتهت معركة وادي المخازن بموت ثلاثة ملوك و بإبادة شبه كاملةلجيش الحملة العدوانية، حيث قدر عدد قتلاه بثمانين ألفاً، و حصل المسلمون على غنائملا تحصى و لم يكن قط مثلها في المغرب إذ لم يسبق للنصارى أن داهموا المغرب بمثل هذهالتجهيزات و الأعتدة. و تم أسر أربعة عشر ألف أسير كسبت الدولة من افتدائهم أموالاًلا حصر لها. أما جثة الملك سبستيان فقد سلمها الملك السعدي أحمد المنصورللبرتغاليين دون مقابل.
الخاتمة: نظرة تحليليةأولاً: أسباب النصر
أولاً: أسباب النصرأولاً: قضاء عبد الملك السعديعلى التمزق و الفوضى و الاضطراب، و جمعه شمل القبائل تحت رايته، و أعانة الحركاتالدينية بتوعية الناس و الدعوة للجهاد، و بذلك أصبح المغرب يداً واحدة. ثانياُ: تكوين الجيش (السعدي) و السهر على تنظيمه و تدريبه،و تزويده بأحسن السلاح حيث أنشأمعامل للسلاح والذخيرة في فاس ومراكش وتارودانت، معتمدا في إنتاجها على معادنالبلاد لا سيما النحاس و ذلك ما يدل على محاولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي. يضاف إلىذلك جموع المجاهدين الزاخرة و شجاعة المغاربة المعروفة حتى اليوم. و كذلك مما يعززتلك القوة العسكرية تفوق سلاح الفرسان في كثرته و سرعة حركته. ثالثاً: التخطيطالدقيق لكل مراحل المعركة و عملياتها، و استفاد الملك السعدي من خبراته الكثيرة ودهائه و فهمه لنفسية الملك البرتغالي الشاب المتهور، فقد اختار عبد الملك السعديمكان المعركة و توقيتها و هدم قنطرة وادي المخازن، حتى أن المعركة سارت كما خطط رغموفاته قبل أن تنتهي. رابعاً: شخصية الملك البرتغالي الدون سبستيان فكان شاباًصغير السن ذو ذهنية متعصبة، حالمة غير واقعية، مفتونة بأخلاق الفروسية و تقاليدها،حظه من الخيال كبير و من العقل فقير، لم يخض أي تجارب.
ثانياً: النتائج
كانت معركة واديالمخازن من المعارك الحاسمة في تاريخ العروبة و الإسلام، و قد حفظت انتصاراتهم فيهاعروبة الشمال الأفريقي و إسلامه، و لولا أنهم سحقوا مطامع البرتغاليين لانحسرالإسلام عن المغرب العربي و سقط تحت الاحتلال المسيحي، و لهذا فالمؤرخين المغاربةيشبهون نصر المسلمين في وادي المخازن بنصر المسلمين في بدر الكبرى، و من ذلك مانظمه الشاعر المغربي داود الدغودي: و سيبسطيان كفنتهُ مياههُ.. زيماً، و ماء النهر أفظعكافنِفذلك يومٌ مثل بدر و صنوه.. حُنين بأيدي المؤمنين الميامين
و الحق أن انتصار المغاربة من حيث نتائجه يشبه نصر المسلمين الأوائل على المشركين في معركة بدر لأن معركة وادي المخازن أوقفت الحملة الصليبية التي أرادت اكتساح العالم الإسلامي، فعم الفرح أوساط العالم الإسلامي كله و أرسل الملك السعدي الجديد كتباً للملوك يزف إليهم هذا الخبر، و تلقى الأتراك العثمانيون الخبر بالرضى و الابتهاج. و كانت مكاسب المغرب كبيرة فقد أعاد للشعب المغربي ثقته و قدرته على تدمير كل الحملات، و استقبل المغرب تحت حكم المنصور السعدي فترة من النهضة و عم الرخاء بانتشار التجارة و الصناعة و برزت حركة عمرانية تشهد مآثرها الباقية إلى اليوم برقي الفن المغربي في ظل السعديين.
و أدرك الأتراك العثمانيون أن المغاربة حريصون على استقلالهم السياسي فلم يحاولوا بعد معركة وادي المخازن مد سيطرتهم للمغرب، لذلك ظلت الأصالة العربية في جميع المجالات حية في المغرب، و احتفظت اللغة العربية بكل مقومات صفائها و لم تشبها العجمة و الركاكة.
و بانهزام البرتغاليين في وادي المخازن بدأت كتائبهم تنهار في الخليج العربي إذ منذ ( القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي ) حاول البرتغاليون الاستعماريون سد البحر الأحمر في وجه السفن العربية على مداخله تمهيدا لغزو الخليج العربي، و لكن بعد مرور سنتين على انهزام البرتغال في معركة وادي المخازن ، أي عام 1580م، بدأ وجود البرتغال يتقلص في مستعمراته في المحيط الهندي بعد أن تلقت قطعه البحرية ضربات قاضية من طرف الأسطولين الإنجليزي و الهولندي ، وكانت صلاته بلشبونة قد انقطعت فتوقف ما كان يتلقاه منها من عدة وعدد؛ كما تضعضعت قواعده بالقارة الإفريقية التي كانت جيوشه تنحدر إليها من الخليج عن طريق بحر القلزم (البحر الأحمر) وشعر المغرب بخطورة احتواء فلول البرتغاليين لحدود المغرب الجنوبية، وأهمها مالي ، فاحتلها حماية لها وقطعاً لدابر البرتغال وبذلك انقطع عن فيالقها في الخليج ما كانت تتزود به من مستعمراتها الإفريقية.
وتم بعد هذه الفترة إجلاء البرتغاليين عن منطقة البحرين التي احتلوها قرنا كاملا إلى ( عام 1032 هـ/ 1622 م )، أي بعد معركة وادي المخازن بأربع وأربعين سنة ؛ كما طرد البرتغاليون عن مجموع مستعمراتهم على الشط العربي عام 1059 هـ / 1649 م. وبذلك تحرر العالم العربي من هيمنة البرتغال الذين لطخوا تاريخ العروبة والإسلام طوال أربعة قرون.
انتهى بحمد الله.
| |
| | | | معركة وادي المخازن الملوك الثلاثة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|