على عكس أقرانه الذين يفرحون بارتداء أقنعة اللعب وخلعها وقتما يحبون، أُجبر الطفل الصيني “وانج شياوبينج” على ارتداء قناع حقيقي من الندب والحروق لا يستطيع أن يخلعه، بعدما اشتعلت النيران في وجهه فشُوَّهت معالمه.
وكان الطفل البالغ من العمر 6 أعوام أصيب بحادث حرق قبل نحو عامين أثناء لعبه بنيران مشتعلة أمام المنزل، تركه دون شعر ودون شفتين وبدون حتى جفني عين، كما تسبب ببتر أصابع يديه، حسب صحيفة “ذا ديلي ميل” البريطانية.
وهرع والدا الطفل به إلى المستشفى الجامعي في مدينة ينشوان بإقليم نينجشيا؛ حيث أنقذت حياته، لكنه رغم ذلك خرج مشوهًا بعد ثلاثة أشهر؛ بسبب عجز أسرته عن تحمُّل نفقات العلاج التي أجبرتهما على بيع مدخراتهما والمنزل الذي يقيمان به ليسددا فاتورة المستشفى التي بلغت 15 ألف دولار.
وتسببت هذه الإصابة بحرمان الطفل الذي يعاني قلة الأصدقاء بسبب مظهره من التعليم؛ فقد طردته المدرسة بعد يوم واحد من التحاقه للسبب نفسه.
وقال وانج يجيو (32 عامًا) والد الطفل الذي عمل مزارعًا: “نعلم أن الطفل الصغير يحتاج جراحة تجميل.. رؤية ابني بهذا الشكل أمر مؤلم للغاية، لكن لا نملك المال اللازم لهذا”، مشيرًا إلى أنه يعاني كثيرًا في الصيف عندما تتعرض بشرته الحساسة للشمس أو البعوض.
ودعا والد الطفل المحسنين إلى مساعدته في علاج طفله الذي يحتاج ثلاث جراحات تبلغ تكلفتها 30 ألف دولار لتساعده على التنفس جيدًا وتحسن شكله المشوه.وعلى الرغم من كون النظام الحاكم في الصين شيوعيًّا، لا نظام مجانيًّا للرعاية الصحية.
وفي تعليقه على هذه الحالة، قال الدكتور ماهر سعد استشاري جراحات التجميل: “ما دام الوجه كله قد شُوِّه ففي هذه الحالة يحتاج إلى ما تسمى عمليات إعادة البناء أو الزراعة لتعويض الجزء المفقود من الجسم”.
وأوضح أن “عمليات زراعة الوجه بدأت تؤتي ثمارها مؤخرًا، وتُجرَى بنقل وجه شخص حديث الوفاة لا يزال يحتفظ بحيوية أنسجته؛ إلى المريض، وتوصل أنسجة هذا الوجه بالشريان المغذي للوجه”، مشيرًا إلى أنها تعطي في الغالب نتائج مرضية في تحسين الشكل، لكنها لا تصل إلى الشكل الطبيعي.
وأضاف الدكتور سعد قائلاً: “هذه الجراحة معقدة جدًّا، ويحتاج تنفيذها إلى فريق طبي كبير يضم أطباء التجميل وأطباء أوعية دموية ويضم أطباء أعصاب”.
وتابع: “وفيما يتعلق بالشعر، فإن من الصعب نقل فروة رأس حية كاملة؛ لذلك يُفضَّل أن تجرى عملية زراعة شعر صناعي”.