تململت الشابة الأميركية ميجى اسكولاس في مقعدها على متن طائرة شركة دلتا المتجهة إلي نيويورك، وأصابها التوتر قبل أن تُقدم على طلب لقاء قائد الطائرة بعد ساعة من إقلاعها من مطار القاهرة.
كانت الفتاة تحمل نبأ مرعبا، قالت له إن شابا مصريا تعرفت عليه بالمصادفة طلب منها توصيل علبة لا تعرف محتوياتها إلى أحد أقاربه في أميركا، وإنها قبلت رجاءه من دون تفكير وهي الآن تشعر بالخطر. فزع قائد الطائرة واتصل على الفور ببرج المراقبة بمطار القاهرة طالبا الإذن بالعودة حرصا على أرواح الركاب. وأعلنت حالة الطوارئ لاستقبال الطائرة وتأمين ممر الهبوط، وفحص حقائب الراكبة بواسطة خبراء المفرقعات.
وحين عادت الطائرة إلى المدرج اضطرت الفتاة إلى الاعتراف بحقيقة القصة المختلقة.
فقد تعرفت الشابة الأميركية ميجى اسكولاس (مواليد 1972) على شاب مصري من مدينة الإسكندرية عن طريق شبكة الإنترنت. وبعد توطد صداقتهما عرض عليها الشاب زيارته في مصر ووافقت. حضرت اسكولاس بالفعل إلى الإسكندرية وقضت مع الشاب وأسرته عدة أيام في الإسكندرية، واستقبلت معه عيد الفطر، وكان على اسكولاس العودة إلى بلادها، وبعطف أمومي أهدتها والدة الشاب المصري علبة من حلوى العيد التي أعجبتها كثيرا. وفي مقعدها بالطائرة شعرت الفتاة الأميركية بحنين جارف إلى هذا الشاب، وأحست بلسعة الحب تتمكن منها، فلم تجد إلا علبة الحلوى هذه لإنقاذ حبها واختلقت القصة.
قرر قائد الطائرة إلغاء سفر الراكبة وعدم السماح لها بمواصلة الرحلة مرة أخرى لتسببها في إعادة الطائرة بعد ساعة من إقلاعها، كما قام تسعة ركاب آخرون بإلغاء سفرهم تشاؤما من عودة الطائرة، لتقلع الطائرة متأخرة عن موعدها خمس ساعات كاملة، وربما سجلت هذه الخسارة المادية تحت بند «بضاعة أتلفها الهوى».