[size
القاهرة: في الوقت الذي ما زالت فيه أصداء حصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما على جائزة نوبل للسلام لعام 2009 تثير الجدل حول الجائزة والجهة المانحة لها، ذكرت تقارير صحفية ان الرئيس المصري حسني مبارك كان أحد المرشحين للحصول علي جائرة نوبل للسلام هذا العام مناصفة مع الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي بسبب دور كليهما في تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني المحتل قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي القطاع بداية العام الحالي.
اضافت التقارير ان اللجنة تجاهلت اسم الرئيس مبارك وعدد من المرشحين الآخرين في عدة بلدان أفريقية وآسيوية ومنحت الجائزة إلي الرئيس الأمريكي، في مشهد سياسي يعبر عن قمة النفاق السياسي لرئيس لم يكمل بعد عامه الرئاسي الأول ولم يقدم للعالم ما يستحق عليه الجائزة.
كان إعلان فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام قد فاجأ العالم والأمريكيين انفسهم وأثار العديد من علامات الاستفهام حول أحقية أوباما في الفوز بها خاصة أنه لم يقم بأي خطوات جدية من أجل تحقيق السلام سواء في الشرق الأوسط، أو في البلدان التي تحتلها الولايات المتحدة منذ دخوله البيت الأبيض قبل عشرة أشهر
ولعل تعليق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد عكس هذه المفاجأة حيث عنونت، على موقعها الالكتروني: "أوباما يحصل على نوبل للسلام: في مقابل ماذا؟"، مشيرة إلى أنه "أصبح باستطاعة أي زعيم سياسي أن يحصل على جائزة للسلام لمجرد أنه يعتزم تحقيق السلام في وقت ما في المستقبل".
ومن المتوقع أن يتسلم أوباما الجائزة، وهي تتضمن ميدالية وشهادة وشيكاً بقيمة 10 ملايين كورون سويدي (حوالى مليون يورو) في العاشر من كانون الأول المقبل، الذي يصادف ذكرى وفاة مؤسس الجائزة السويدي ألفرد نوبل، ليصبح بذلك رابع رئيس أميركي يحصل على الجائزة بعد تيودور روزفلت (1906)، ووردرو ويلسون (1919)، وجيمي كارتر (2002). وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إنّ اوباما سيتبرع بمبلغ الجائزة الى مشروعات خيرية.
في غضون ذلك،نقلت صحيفة "الدستور" المصرية المستقلة عن مصادر مطلعة قولها إن اسم الرئيس مبارك كان ضمن قائمة تضم 172 من كبار الشخصيات في مختلف أنحاء العالم، تم عرضها علي اللجنة النرويجية المشرفة علي جائزة نوبل للسلام. ورفضت اللجنة جميع المحاولات لإقناعها بكشف القائمة الكاملة للأسماء التي حرمت من الجائزة.
يشار إلي أن الرئيس مبارك كشف قبل سنوات عن محاولات جرت لإقناعه بزيارة إسرائيل التي مازال يمتنع عنها منذ توليه الرئاسة عام 1981 مقابل منحه جائزة نوبل للسلام.
وسعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بالتعاون مع اللوبي الصهيوني في العاصمة الأمريكية واشنطن لإقناع مبارك بأن يصبح خامس شخصية مصرية تحصل علي الجائزة التي فاز بها الرئيس الراحل أنور السادات والروائي العالمي نجيب محفوظ والدكتور أحمد زويل ومحمد البرادعي.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية قد بثت العام الماضي خبرًا سرعان ما تراجعت عنه وألغته بعد 30 دقيقة فقط من بثه، يشير إلي ترشيح الرئيس مبارك لجائزة نوبل للسلام في إطار حملة مصرية سويدية تقوم بها منظمة أمريكية غير حكومية تسمي الفيدرالية العالمية للسلام في الشرق الأوسط والسويد.
وترددت أمس تقارير عن إرسال الرئيس مبارك برسالة تهنئة شخصية إلي أوباما علي فوزه بالجائزة، بينما لم يصدر أي تعقيب رسمي من مكتب الرئيس مبارك بشأن التقارير التي تحدثت عن ترشيحه للفوز بها.
لجنة نوبل تدافع عن منح جائزة السلام لأوباما
في هذه الأثناء، دافعت اللجنة المانحة لجائزة نوبل للسلام عن قرارها منح الجائزة هذا العام الى الرئيس الامريكى باراك اوباما والذى مضى على توليه منصبه اقل من عام.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن رئيس اللجنة ثورنبيورن ياجلاند فى النرويج قوله: ان احدا لم يقم بالدعوة للسلام هذا العام مثل الرئيس اوباما، وان المعايير التى وضعها الفريد نوبل لهذه الجائزة تنطبق على اوباما بشكل كامل.
وكانت اللجنة النرويجية المكلفة اختيار الفائز بالجائزة قد قالت انها اختارت اوباما لنيل هذه الجائزة تثمينا لجهوده "الاستثنائية" من اجل تعزيز دور الدبلوماسية على المسرح الدولي وتعزير التعاون بين الشعوب.
واوضحت اللجنة في اعلانها انه "نادرا ما يصل شخص الى ما وصل اليه اوباما من خلال قدرته على جذب اهتمام العالم، ومنح الشعوب الثقة بمستقبل افضل".
واضاف بيان اللجنة ان "دبلوماسيته قائمة على المبدأ القائل بان من يقود العالم عليه ان يمارس هذه القيادة على اسس من القيم والمواقف التي تتشارك بها شعوب العالم".
وكان اسم الرئيس الامريكي مذكورا بين الترشيحات، الا ان العديد من مراقبي هذا الشأن يقولون انها ربما منحت الى اوباما قبل اوانها، وقبل أن تتحقق إنجازات ملمموسة في القضايا التي أعلن عزمه على حلها، من الحرب في أفغانستان إلى النزاع في الشرق الأوسط.
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت في وقت سابق ان قائمة المرشحين للفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام قد حطمت رقما قياسيا ببلوغها 205 مرشحين، بين أفراد ومنظمات، وكان من أبرزهم رئيس وزراء زيمبابوي المعارض السابق مورجان تسفانجيراي، والأمير غازي بن محمد بن طلال، والطبيبة الأفغانية سيما سمر، علماً بأنّ حملة أطلقت على شبكة الانترنت لترشيح نجم البوب الراحل مايكل جاكسون، فيما كان أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ قد رشحوا الأمريكي جريغ مورنسون، الذي بنى نحو 90 مدرسة في أفغانستان.
ردود أفعال منددة بفوز أوبامامن ناحية أخرى، توالت ردود الفعل الدولية والإقليمية الغاضبة والمنددة بمنح أوباما جائزة نوبل للسلام، حيث أعرب الزعيم البولندي الحائز علي جائزة نوبل للسلام ليخ فاوينسا عن استغرابه قائلاً إنه لم يفعل شيئًا حتي الآن وأعرب عن اعتقاده بأن لجنة نوبل تسرعت إلي إهدائه هذه الجائزة.
وقال خالد البطش القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إن فوز أوباما بالجائزة يظهر أن هذه الجوائز باتت ذات صبغة سياسية ولا تحكمها مبادئ المصداقية والقيم والأخلاق.
وتساءل عن سبب منح الجائزة لأوباما الذي تمتلك بلاده أكبر ترسانة نووية في العالم والذي لا يزال جنوده يريقون دماء الأبرياء في العراق وأفغانستان.
كما قال الفائز بالجائزة العام الماضي - رئيس الوزراء الفنلندي السابق - مارتي اهتيساري: "لم نلمس حتي الآن سلامًا في الشرق الأوسط، وصار واضحًا أن هذه المرة أرادوا (مانحو الجائزة) تشجيع أوباما للتحرك في مثل هذه القضايا".
ومن طهران نقل عن أحد مساعدي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قوله إن فوز أوباما يجب أن يدفعه للبدء في العمل علي القضاء علي الظلم في العالم. وأضاف أنه من «السخف أن تمنح جائزة السلام لرجل أمر بإرسال 21 ألف جندي إضافي إلي أفغانستان لتصعيد الحرب.
كما اتفق سياسيون ومثقفون مصريون ودوليون علي أن دوافع منح الجائزة للرئيس الأمريكي سياسية بحتة، خاصة أنه يتكلم فقط طوال هذه الفترة، ، حيث أكد عمار علي حسن - مدير مركز دراسات وكالة أنباء الشرق الأوسط - أن حكم اللجنة علي سياسة أوباما متسرع بمعني أنه حاز الجائزة علي خطبه وليس علي أفعاله وهو أسلوب اتبعه أوباما؛ ليغير من الوجه الأمريكي، فدفع بخطاب ناعم يمتزج بالآمال والطموحات بينما هو في الحقيقة يروج لدولة معروف عنها نزعتها الاستعمارية، فأوباما نفسة عزز عدد القوات الأمريكية في أفغانستان؛ وقرر إعادة الانتشار في العراق.
وقال الدكتور وحيد عبد المجيد - الباحث بمركز الأهرام للدراسات-: "في تاريخ جائزة نوبل فائزون يستحقون وآخرون لا يستحقون الحصول عليها بل إن هناك مجرمي حرب كبيجن وبيريز فازوا بها أيضا، والجائزة من فترة تمنح للنشطاء وكانت المرشحة لها بقوة سيدة تعمل في كولومبيا ضد الصراعات العنصرية".=24][/size]