لم تكن الطالبة (سناء حدى) ذات 27 ربيعا تتوقع أن نهايتها ستكون على يد أستاذها الذي يشرف على رسالة الدكتوراه التي تحضرها. ففي الوقت الذي كانت تنتظر فيه الطالبة دعما قويا من أستاذها وهي تستعد لمناقشة أطروحتها لنيل الدكتوراه في علوم البحار في شهر ديسمبر المقبل،
إذا بها تلاقي الموت خنقا على يدي أستاذها نفسه. وعثر على جثة الضحية بغرفة مهجورة بكلية العلوم بأغادير صباح السبت، وكثفت الشرطة من تحرياتها منذ ذلك الحين للكشف عن هوية القاتل. وحامت الشكوك حول أستاذها المشرف خاصة بعد حصول المحققين على شهادات من داخل الحرم الجامعي تشير إلى أنه كانت هناك علاقة متوترة بين الأستاذ وطالبته.
وكشفت التحريات أن الأستاذ المشرف كان دائم التحرش بطالبته، وقد عثر بهاتفها المحمول على رسائل قصيرة بعث بها أستاذها المشرف تحمل عبارات المعاكسة والغرام. واعترف المتهم للمحققين أنه كان يحاول ربط علاقة غرامية مع طالبته لكن الأخيرة كانت تصده بقوة ما أجج نار الغيرة والحقد في نفسه.
ورغم أن الأستاذ المتهم متزوج وأب لطفلين إلا أنه لم يكف عن محاولاته إخضاع الضحية لنزواته، كما كان دائم الإصرار على الانفراد بها ومعاكستها. ومع ازدياد صد الطالبة لأستاذها المشرف بدأ الأخير يفكر في خلق مشاكل لها على مستوى دراستها ما كان يتسبب دائما في حصول مشادات كلامية بينهما بحسب شهود من داخل الحرم الجامعي.
وعمد الأستاذ المشرف إلى تأخير مناقشة الضحية أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه في علوم البحار، منذ الموسم الجامعي الماضي، خاصة بعدما اعتمدتها إدارة الكلية محاضرة مساعدة في تخصصه.
وعلى إثر مشادة كلامية أخرى لنفس الأسباب عشية الجمعة مع الأستاذ المشرف بمكتبه الخاص بالكلية، فقد الأستاذ صوابه فسدد لكمة قوية ومفاجئة لطالبته أسقطتها أرضا، ثم جثا على صدرها وأحكم قبضته على عنقها وخنقها، قبل أن يجرها من قفاها إلى غرفة مهجورة ويغادر الكلية في هدوء.
وكان الأستاذ المشرف أول من اتصلت به أسرة الطالبة الضحية بعد تأخر عودتها إلى المنزل، فتصنع استغرابه من تأخر عودتها واقترح عليهم مرافقتهم إلى الكلية للبحث عنها وتبليغ مصالح الأمن عن اختفائها. وعثر على محفظة وجهاز كمبيوتر في ملكية الضحية في مكتب أستاذها المشرف، كما عثر على جثتها اليوم الموالي في الغرفة المهجورة من طرف إحدى طالبات الكلية.
وأثار إصرار الأستاذ على متابعة مجريات تحقيقات الفرقة الجنائية وتحرياتها بكلية العلوم شكوك المحققين، فتقوت فرضية وقوفه وراء قتل الضحية خاصة وأنه عثر على جثتها بالقرب من مكتبه الخاص كما عثر على أغراضها الخاصة بمكتبه، إضافة إلى أنه كان أول المبلغين عن اختفائها، وكذا آخر من شوهد برفقة الضحية. وبعد تعميق البحث والكشف عن الاتصالات والرسائل النصية الموجودة بهاتف الضحية، تبين أن هناك علاقة غير علاقة الإشراف حاول الأستاذ ربطها مع طالبته. وبعد جمع الأدلة ومواجهة المتهم بها اعترف الأستاذ المشرف بقتله لطالبته خنقا بدافع الغيرة والحقد.