٢٤/ ١٠/ ٢٠٠٩
بعد جلستين فقط -كانت الأخيرة سرية- عقدتهما محكمة جنايات شبين الكوم، أصدرت حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة ضد مصطفى عبدالرحمن «١٩ سنة»، لاتهامه باغتصاب طفلة فى شهر أبريل الماضى فى قريته أثناء توجهها لحفظ القرآن الكريم.. أسرة الضحية قابلت الحكم بحزن شديد، لأن الأم كانت تحلم طوال ١٨٠ يوما - مدة مأساتها- أن ترى المتهم معلقا فى حبل المشنقة، بينما قابل المتهم الحكم بهياج شديد، وانفعل عندما شاهد الطفلة الصغيرة تدلى بأقوالها أمام القاضى خلال الجلسة السرية، الذى عاد وأصدر حكمه على المنصة.
كانت الساعة تقترب من التاسعة صباحا فى محكمة جنايات شبين الكوم، الحاجب يدخل القاعة رقم ٣ ويعلن القضايا المحدد نظرها فى الجلسة، قوات تأمين فى الجنبات، وعلى المقاعد الخلفية تجلس سيدة تظهر عليها علامات الحزن وبجوارها طفلتها صاحبة السنوات الـ٩، وشقيقها ورجل دين من قريتها، القاضى يصعد إلى المنصة، وبعد نظر بعض القضايا جاء الدور على قضية الطفلة، وعندها وقفت الأم ووقف من داخل قفص الاتهام شخص مفتول العضلات، تبين أنه المتهم باغتصاب الطفلة،
أمر المستشار بأن تكون الجلسة سرية وأجلها إلى آخر القضايا، طوال ٤ ساعات استمعت المحكمة إلى أقوال الطفلة التى سردت له التفاصيل وقالت إن المتهم هددها بالذبح إذا أخبرت أسرتها، واطلعت المحكمة على شهادة الطب الشرعى التى أكدت واقعة الاغتصاب وإصابات، منها وجود سحجة مساحتها حوالى ١ فى ١.٥ سنتيمتر من الجهة اليسرى بالظهر تبعد حوالى ٦ سم عن خط المنتصف للجسم، وتبين أن الطفلة تعانى من نزيف شديد وتهتك فى غشاء البكارة، وأن هناك سحجات ممتدة.
التقت «المصرى اليوم» بالطفلة ووالدتها بعد الحكم، روتا التفاصيل المؤلمة التى عاشتاها، قالت الأم: اليوم عادت روحى إلى جسدى، الحكم جدد أحزان يوم ١١ أبريل الماضى، عندما استدرج المتهم ابنتى إلى زراعات الكفر فى المنوفية، واغتصبها اغتصابا كاملا، ولم يرحم بكاءها أو توسلاتها إليه، أعلم أنها إرادة الله.
أضافت: عم أولادى كان ومازال يريد تدمير حياتنا وهو يسعى بكل الطرق إلى التصالح مع المتهم مقابل المال وقطعة أرض، جلس أكثر من مرة مع أسرته واتفق على أن يحصل على ٨ قراريط من أرض زراعية و٣٠ ألف جنيه، مقابل أن نتنازل عن الاتهام بالاغتصاب رغم اعتراف المتهم فى تحقيقات الشرطة والنيابة التى قررت حبسه، كما يسعى بكل الطرق لإجبارى على التنازل، ضاعت ابنتى أمام أعيننا، وتفرغ عمها لمقاضاتى بسبب المال، ترك أبناء شقيقه ٦ سنوات، ثم عاد ليسأل عنهم عندما اكتشف أن «أنهار» وراءها قطعة أرض ومبلغ مالى، يريد طردى من المنزل الذى يحمينى وأبنائى الذى تركه لى زوجى.
وقالت الطفلة: المتهم وهو فى القفص كان يتطلع إلى بنظرات حادة، وكذلك أسرته، أنا أريد أن أعيش مع أمى وأخواتى فى بيتنا، أنا أذاكر دروسى ومتفوقة فى دراستى، وحصلت السنة الماضية على ٨٥%، وأريد أن أتخرج من الجامعة محامية، كى أدافع عن الغلابة الذين لا يملكون أموالاً.