samy khashaba عضو ماسى
17/5/2009 : 23/09/2009 العمر : 56 الموقع : اسكندرية
| موضوع: "ملتزمون" بالجزائر يعملون بتجارة العصافير لتشجيع "الموسيقى الحلال" السبت أكتوبر 24 2009, 22:12 | |
| واللافت أيضاً أن أغلب "الملتزمين" يضعون أصوات العصافير كرنّات لهواتفهم الجوالة، وتعرض منتدياتهم للإنترنت خدمات تحميل رنّات العصافير، حيث تجد هذه العبارة "هذه بعض زقزقات طائر المقنين المشهور في شمال إفريقيا دون موسيقى.. اتقوا الله الموسيقى حرام". و"المقنين" طائر ينتشر في شمال إفريقيا ويشتهر بصوته العذب وجماله الأخّاذ، كما أنه يشتهر بقدرته على حفظ أصوات العصافير الأخرى في ظرف وجيز. في وقت يعرف طائر "المقنين" انقراضاً تدريجياً في الجزائر بسبب تعرضه للصيد العشوائي وسوء ظروف تربيته، برزت ظاهرة أخرى محيرة مرتبطة بتجارة هذا الطائر حسن الصوت، تتعلق بتوجه فئة من "الملتزمين" (يعرفون في الجزائر بأصحاب اللحى) للاتجار في العصافير خصوصاً بهذا النوع، بدعوى أنه "موسيقى حلال".
ولا يخلو بيت في العاصمة الجزائرية أو يكاد من عصفور "مقنين" أو "كناري"، ولعاً بأصواتها المتنوعة، الأمر الذي دفع ضعاف الدخل إلى الاسترزاق من هذه المهنة، بمن فيهم فئة "الملتزمين"، غير أن انخراط هؤلاء في تجارة العصافير له دوافعه الخاصة، بحسب معلومات "العربية نت".
سوق أسبوعية لبيع العصافير وفي سوق "الزواوش" التي تقام كل يوم جمعة بالحراش بالعاصمة يمكن الوقوف على بورصة حقيقية للعصافير، وتتراءى لك حركة كثيفة للباعة، يتوسطهم عدد معتبر من فئة الملتزمين بقمصانهم البيضاء وهم يبيعون ويشترون مختلف أنواع العصافير.
وبدا الأمر طريفاً للبعض و"مغرضاً" لدى البعض الآخر عند سؤالهم عن حقيقة تجارة العصافير بدعوى أنها "تضرب عصفورين بحجر واحد"، فهي توفر جواً موسيقياً هادئاً من دون الوقوع في الحرام من جهة، وليس فيها حرج من حيث البيع والشراء من جهة أخرى.
أحمد هو الاسم المستعار الذي اختاره شاب "ملتزم" للحديث مع "العربية.نت" حول قضية "الموسيقى الحلال"، فقال ضاحكاً: "أنا عن نفسي أعشق العصافير وزرت هذه السوق لأشتري واحداً، لكنني فوجئت بغلاء أسعارها"، قبل أن يضيف "سأقصد ولاية جيجل عند أخوالي لأصطاد عصفوراً من الجبل".
ومنطقة جيجل هذه هي واحدة من أفضل المناطق السياحية في البلاد، حيث تتعانق فيها الجبال مع زرقة البحر، ولكنها كانت خلال عقد من الزمن معقلاً رئيسياً للجماعات المسلحة، الأمر الذي جعلها مقصداً لاصطياد العصافير البرية بعد تحسن الوضع الأمني.
الفقر.. دافع رئيسيأما عبدالكريم، وهو شاب ملتح كان يبيع طائراً من نوع "الميلي" بـ5000 دينار، فيرى في حديثه لـ"العربية.نت" أن "هناك فئة كبيرة من الملتحين تتاجر فعلاً في العصافير ولكن بدافع الفقر والحاجة خصوصاً في ظل رفض السلطات الإدارية منح وظائف لهم بسبب هاجس السوابق الأمنية"، قبل أن يستدرك بالقول "لكن هناك الكثير أيضاً ممن يعشقون سماع صوت طائر المقنين الشجي، وهو أمر حلال لا شبهة فيه".
ويقول كهل ملتح كان قريباً من المكان وبدا عليه الانزعاج من طرح الموضوع، فبادر بالحديث قائلاً: "بيع العصافير هو من التجارة الحلال، والحلال بيّن والحرام بيّن، ولولا الحاجة ما جئنا إلى هنا".
ندرة في طائر "المقنين" ويحدث هذا في وقت يعرف طائر "المقنين" حسن الصوت، تناقصاً شديداً في أعداده بالجزائر بسبب تعرضه للصيد العشوائي في الغابات، ويقول أحد الباعة المتخصصين لـ"العربية.نت": "بعض الصيادين يقومون باستخدام الشبكة لصيد المقنين وهي طريقة تؤدي في غالب الأحيان إلى موته أو كسر جناحيه، والمشكلة الأخرى هي انعدام ثقافة تربية العصافير، ما يؤدي إلى موت العصفور متأثراً بنزلة برد أو غذاء غير صحي".
وبسبب ندرة هذا الطائر فقد ارتفعت أسعاره بشكل جنوني، وقد يصادفك أن تجد طائر مقنين بسعر 1000 دولار، وهو ما أدى في وقت لاحق إلى بروز نشاط تهريبه من وإلى الجزائر عبر الحدود الغربية والشرقية للبلاد، ونتيجة ذلك أصبح طائر المقنين في قائمة العصافير الممنوعة قانوناً من السفر من دون وثائق هوية. | |
|